والله يرقب حربنا وانتصارنا، وترقبه أيضًا الملائكة وكل أرواح القديسين.
كلهم يتطلعون إلى جهادنا، ويفرحون بنا إذا انتصرنا. وكما قال الكتاب إنه يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب..." (لو15: 10).
والله وملائكته يرقبون حروبنا الروحية ليسوا وهم صامتون، وإنما وهم يقدمون لنا المعونة في حربنا.
حقًا إن الله قد سمح بوجود العدو ولكنه لم يعطه سلطانًا علينا... وسمح بالحروب الروحية، ولكن منح القوة للانتصار فيها: قوة من الروح القدس وقوة من عمل النعمة، وقوة في الطبيعة البشرية التي تجددت وعادت على صورة الله كما كانت...
كل هذه القوَى منحها لنا
أيضًا أعطانا سلطانًا على جميع
الشياطين نستطيع به أن ندوس كل قوة العدو.
ونحن نذكر هذه النعمة في آخر صلاة الشكر التي نصليها كل يوم ونذكر مهما القوة التي منحها الرب لتلاميذه القديسين، حسبما يروي الإنجيل المقدس، أن الرب قال لهم: "ها أنا أعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو" (لو10: 19).
عبارة "وكل قوة العدو" هي عبارة معزية بلا شك، إذا وضعت إلى جوارها عبارة "تدوسوا"... إذن فالشيطان ليس مخيفًا كما يتصور البعض، مهما كان يبدو مثل أسد زأر ويبحث عن فريسة ويبتلعها... لقد أعطانا الرب سلطانًا عليه.
لقد غلب الرب الشيطان في طبيعتنا هذه التي سبق أن غلبها الشيطان وهكذا أعطى طبيعتنا روح الغلبة والانتصار...
أعطانا نحن أيضًا أن نغلب. وأرانا صورة الشيطان مهزومًا ومغلوبًا حتى لا نخافه في المستقبل. بل أعطى طبيعتنا القوة على إخراج الشياطين. ورأى آباؤنا الرسل كيف أن الشياطين تخضع لهم باسم الرب (لو10: 17). وما أجمل قول الرب عن ضياع قوة الشيطان:
"رأيت الشيطان
ساقطًا مثل البرق من السماء" (لو10: 18). إذن فلا تخافوا
الشياطين.
إنها ليست أقوى منكم ما دمتم تحاربوها بقدرتكم الإنسانية المجردة.
أما إن حاربتموها فبسلاح الله الكامل" (أف6: 11) وبقوة الله العالم فيكم وبكم، فحينئذ ستخضع لكم، وستغلبونها في حروبكم...
الله الذي يعمل فيكم سوف يغلبها لقد قال الرب لنا "في العالم سيكون لكم ضيق. ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" (يو16: 33).
ولم يقصد بهذا مجرد غلبته الشخصية للعالم، وإنما أيضًا غلبته للعالم فينا ولهذا حسنًا قال الرسول عن الرب إنه " يقودنا في موكب نصرته" (2كو2: 14).
نعم هذا هو المسيح المنتصر دومًا، الذي انتصر على العالم وعلى الشيطان وعلى الموت، والذي يقودنا معه دومًا في موكب نصرته. كما قال موسى النبي "الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون" (خر14: 14). إنه يحبنا، ويحب لنا حياة النصرة، وهو الذي يقاتل عنا أما نحن فنقول مع الرسول:
ولكننا في هذه جميعنا، يعظم انتصارنا بالذي أحبنا" (رو8: 37).
حقًا لقد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا (رؤ5: 5). وسنغلب نحن أيضًا طالما كنا ثابتين فيه، آخذين لنا قوة منه. لأنه لم يعطنا مطلقًا روح الفشل، بل أعطانا أن نغني قائلين:
"أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (في4: 13).
حروبنا الروحية هذه، ليست مجرد حروب بيننا وبين الشيطان. إنما هي في أصلها حروب من الشيطان ضد الله وملكوته. وهو يحاربنا كجزء من محاربته لملكوت الله لذلك فإن الرب لا يتركه لينتصر علينا، إنها حربه كما قال داود النبي: "الحرب للرب" (صم17: 47).
وشعر موسى بهذا أثناء حبه مع
عماليق
فقال "للرب حرب مع
عماليق..."
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/z5g7a82