على الكبير أن يكون حريصًا جدًا، في أقواله وتصرفاته، حتى لا يعثر الصغير، أو الضعيف. وهكذا يقول الرسول:
(انظروا لئلا يصير... هذا معثرة للضعفاء) (1كو 8: 9).
ويكرر عبارة (الأخ الضعيف الذي مات المسيح لأجله) (1كو 8: 11) ثم يقول أخيرًا (إن كان طعام يعثر أخي، فلن آكل لحمًا إلى الأبد، لئلا أعثر أخي) (1كو 8: 13) وهو من جهة العثرة يقول عن الضمير (ليس ضميرك أنت بل ضمير الآخر... غير طالب ما يوافق نفسي، بل الكثيرين لكي يخلصوا) (1كو 10: 29-33).
والسيد المسيح -من جهة العثرة- اهتم بالصغار. فقال (من أعثر أحد هؤلاء الصغار) (مت 18: 6).
ونقصد بالقوي، القوي في روحياته، والقوي في إرادته، والناضج في تفكيره. هذا القوي يمكنه أن يدرك الخطأ ويقدر على مقاومته. ولو أنه من الجائز أن يقع في إدانة صاحبه... ولكن المشكلة في عثرة الضعيف أو البسيط...
والضعيف أيضًا قد يقول: إن الكبار هكذا يسقطون، فماذا أفعل أنا الضعيف؟! وقد يستسلم للخطأ، أو يقع فيه يأسًا، أو انقيادًا.
وهكذا فإن القديس بولس الرسول لما وبخ القديس بطرس الرسول، قال له قدام الجميع:
(إن كنت وأنت يهودي، تعيش أمميًا لا يهوديًا، فلماذا تلزم الأمم أن يتهودوا؟!) (غل 2: 14) قال ذلك لأنه وجد (أن برنابا أيضًا انقاد إلى ريائهم) (غل 2: 13) أي أعثر منهم...
فليحترس الكبار إذن في تصرفاتهم. ونقصد الأبوين في محيط الأسرة، والمدرسين بالنسبة إلى التلاميذ، والخدام بالنسبة إلى مخدوميهم والكهنة بالنسبة إلى شعبهم والمرشدين بالنسبة إلى من يسترشد بهم...
يحرصون ألا يكونوا عثرة في كلامهم وتصرفاتهم وحركاتهم وملامحهم...
وكذلك في حفظهم للنظام، وفي طاعتهم للقانون، وفي حفظهم للوصية (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). فإذا كان الشمامسة مثلًا لا يتكلمون في الكنيسة، يحرصون على احترام الهيكل والصلوات قد يقتدي بهم الشعب. وإن أخطأوا قد يكونون عثرة للشعب، الذي قد يفعل المثل...
والذي يتكلم أثناء الصلاة في الكنيسة يقع في عدة أخطاء:
أولًا: عدم احترام الكنيسة، وعدم احترام الصلاة، وعدم وجود مخافة الله في قلبه. والخطية الثانية: يكون عثرة لغيره: إما في أن يفعلوا مثله، أو أن يقعوا في إدانته.
وبالمثل الذي يداوم النظر إلى ساعته، أثناء الاجتماع أو العظة. وكذلك الذي يخرج من الكنيسة قبل البركة أو التسريح.
إن السيد المسيح عندما طلبت منه الجزية، وكان يعرف أن الجزية لا تطلب من بني البلد بل من الغرباء، قال لبطرس: (ولكن لئلا نُعثِرَهم، اذهب إلى البحر وألق صنارة) (مت 17: 27).
ولكي لا يعثرهم أيضًا، تقدم إلى معمودية يوحنا التي للتوبة، مع أنه غير محتاج إلى توبة...
وإن السيد المسيح أطاع الناموس في أمور كثيرة لا تلزمه، وكذلك القديسة العذراء، لكي لا يعثرهم أحد.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/btggxy6