وقد قال ساويرس ابن المقفع أنه (كان من جملة الخدام الذين استقوا الماء الذي صيّره سيدنا خمرًا في قانا الجليل.. وهو الذي حمل جرة الماء في بيت سمعان القرياني وفى وقت العشاء السري).
ومن الأعمال العظيمة التي قام بها مرقس الرسول آبان كرازته كتابته للإنجيل أحد البشائر التي قررت الكنائس الإجماع صحتها في أواخر القرن الرابع.
وقد اختلف جمهور المؤرخين في تعيين كاتب هذه البشارة. فقال البطريرك أنتوخيوس الإسكندري الملكي أنه (في عصر نيرون قيصر كتب بطرس رئيس الحواريين إنجيل مرقس بالرومية في مدينة رومية ونسبه إلى مرقس).
وقد نقل القديس كريستوم عن جمهور من المؤرخين أن القديس مرقس كتب إنجيله بمصر بعد استشهاد بطرس سنة 66 م.
وإنا لنستبعد كثيرًا أن يكتب مرقس الرسول هذا الإنجيل وينشره بلا إشارة إلى واضعه الحقيقي بطرس الرسول. لأن ذلك يُعد اختلاسًا لا يصح أن يُنسب إلى قديس بار مثله.على أن الواقف على دقائق هذه المسألة يرى أن هذا التلاعب بالحقائق من جمهور مؤرخي الكنيسة مرجعه إلى وجوب نسبة الإنجيل إلى أحد الرسل الاثني عشر لكي يقولوا أن الذي وضعه شاهد عين على الأعمال التي أتاها المُخلص، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. كما أنهم ينسبون بشارة لوقا إلى بولس الرسول. والمسألة في كلتا الحالتين غريبة إذ ما هو الداعي أن لا يُكتب بطرس وبولس هذين البشارتين على اسمهما وليس هذا أول عهد لهما بذلك فهناك رسائلهما الكثيرة على اسمهما.
هذا وقد اختلف في محل كتابته وزمن ذلك. فقال البعض أنها كتبت في روما، والبعض في مصر سنة 63-68 م.، وقالوا أنها كتبت في الأصل باللغتين اللاتينية واليونانية. وتمتاز هذه البشارة عن زميلاتها بأنها أوفاهنّ اعتناء بترتيب زمان الأحداث وزيادة الإيضاح في أعمال المسيح وتعاليمه مع زيادة بعض معجزات لم يذكرها غيره.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/ksvxat4