كانوا يتوقعون أن يكون في رد السيد أحد أمرين حتمًا، وحسبوا أنهم يستطيعون أن يظهروا جليًا المسيح يخطئ ضد ناموس موسى أو ضد سلطان الرومان. فإذا رد بأنه يجب أن تُعْطَى الجزية، كان الفريسيون حتمًا يشهدون عليه زورًا لدى رؤسائهم بأنه يخالف ناموس موسى وأنه يبعدهم عن خدمة الله، وأنه يدفعهم نحو سلطان أجنبي ليس من جنسهم. لذلك يقول لوقا البشير: «فطلب رؤساء الكهنة والكتبة أن يلقوا الأيادي عليه في تلك الساعة ولكنهم خافوا الشعب» (لو 20: 19)، لأنهم كانوا يسألونه وسط الجمع حتى يهيجوا الشعب ضده.
وإذا لم يقل بدفع الجزية، ففي الحال كان الهيرودسيون يضعون أيديهم عليه كمن لا يخضع للسلطات الرومانية.
انظر ما أشد زيف الرياء، كيف أخفَى اليهود كل العداوة وكل فكرة القتل تحت حجاب الإطراء الكريه، وكيف كان الذين ملأ الحقد قلوبهم يتظاهرون بغير ما يبطنون.
من قيل عنهم: «فشتموه وقالوا أنت تلميذ ذاك. وأما نحن فأننا تلاميذ موسى، نحن نعلم أن موسى كلمه الله. وأما هذا فما نعلم من أين هو» (يو 9: 28-29)، هم أنفسهم الذين يدعونه «يا معلم» (تث 22: 16).
كانوا يقولون أنه يضل الشعب: «قد تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حيّ أني بعد ثلاثة أيام أقوم» (مت 27: 63).
ومن الحاسدين من كانوا يعملون للإبقاء على مراكزهم وهم جهلاء يقولون:
«هذا الإنسان ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت» (يو9: 6). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وأن به شيطانًا «فقال له اليهود الآن علمنا أن بك شيطانًا» (يو 8: 52).
هم أنفسهم كانوا يشهدون أنه يعلم طريق الله بالحق: «يا معلم نعلم أنك صادق وتعلم طريق الله بالحق» (مت 22: 16).
وهم الذين كانوا يشهدون عليه زورًا كأنه يخدع الشعب: «قدمتم إليَّ هذا الإنسان كمن يفسد الشعب» (لو23: 14)، يقولون: «ولا تبالي بأحد لأنك لا تنظر إلى وجوه الناس» (مت 22: 16).
ولا يطلب هؤلاء المخادعون شيئًا آخر سوى مرضاة الناس إذ ينظرون إلى وجوههم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/sra6c73