«فتناول اليهود أيضًا حجارة ليرجموه» (يو10: 31)، مكروا به وهم يتصنعون الطاعة فسألوه هذا السؤال: «فقل لنا ماذا تظن. أيجوز أن تُعْطَى جزية لقيصر أم لا» (مت22: 7). وما كانوا يعلمون بسبب جنونهم المسعور أن هذا المقلب الذي يترسمونه فجأة يبدو متكلفًا حتى لأقل الناس حظًا من الفهم، فكم يكون ظاهرًا لله الكلمة الذي يعرف الحركات الخفية العميقة.
وإذا كان هؤلاء الفريسيون أيضًا يستحون بطريقة ما، فإنهم في نفس الوقت أرسلوا تلاميذهم مع الهيروديين غير متخلين عن كبريائهم، وكان هؤلاء الهيرديون لا يتورعون عن قول كل شيء ويحسبون أنه قد تأخذه الكبرياء والزهو.
ماذا عمل إذًا حكمة الله وكلمته؟ لقد سمح بأن يفرغ كل هواهم وينكشف علنًا، دون أن يقاطعهم بما كانوا يثرثرون به دون جدوى، وحينئذ كطبيب ماهر، قطع هويتهم قطعًا بعد أن قال:
«فعلم يسوع خبثهم وقال لماذا تجربونني يا مراؤون، (مت 22: 18)، وبعد أن بين موبخًا أن ثوب الرياء الزائف قد بلى، حل مسألتهم بلطف وهدوء، قال: «أروني معاملة الجزية، فقدموا له دينارًا. فقال لهم أعطوا إذًا ما لقيصر لقيصر وما لله لله» (مت 22: 19-12).
فإذا كان الدينار لقيصر -وهذا ما قلتموه- فيجب أن يُعْطَى لقيصر.
- ماذا؟ أتسمح لنا أن نخدم إنسانًا ولا نخدم الله؟ كيف لا يكون ذلك ضد الناموس؟
- لن يكون شيء من هذا، فإن دفع الضريبة لقيصر لا يمنع خدمة الله، ولو أنكم تريدونه هكذا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لذلك يلزمكم أن تعطوا لله أيضًا ما لله، فإذا كان ما لقيصر عائدة لخدمة الله، فيجب أن يقربنا إلى الله وأما أنكم محكومون لقيصر، فيجبأن يقربنا إلى الله وأما أنكم محكومون لقيصر، فيجب أن ترجعوا ذلك إلى خطاياكم وليس لله. ولقد كان بولس الرسول يلتزم بهذا التخصيص. فقد كتب إلى أهل رومية قائلًا:
«فأعطوا الجميع حقوقهم. الجزية لمن له الجزية. الجباية لمن له الجباية والخوف لمن له الخوف والإكرام لمن له الإكرام» (رو13: 7).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/bd8s55t