ج: السيد المسيح هو ابن الله المولود من الآب قبل كل الدهور وإلى ما لا نهاية وفي كل لحظة مثل الولادة المستديمة للشعاع من الشمس، ولذلك دُعي بابن الله قبل التجسد، ولكن لما جاء ملء الزمان لخلاص الإنسان أرسل الله ابنه مولودًا من العذراء مريم. إذًا السيد المسيح دُعي بابن الله بسبب ولادته السرمدية من الله الآب، وليس بسبب ولادته الزمنية من العذراء مريم، وبهذا نستطيع أن نقول أن للسيد المسيح ميلادان:
أ - ميلاد أزلي: من الآب قبل كل الدهور كقول قانون الإيمان "مولود من الآب قبل كل الدهور. نور من نور. إله حق من إله حق".
ب- ميلاد زمني: من العذراء مريم في بيت لحم اليهودية منذ نحو ألفي عام، فبحسب الميلاد الزمني هو ابن إبراهيم وابن داود، وبحسب ميلاده الأزلي هو كائن قبل ابراهيم وقبل الخليقة بأسرها، بل ودعاه داود ربًا قائلًا " قال الربُّ لربي اجلس عن يميني.." (مز 12: 36).. بحسب ميلاده الزمني هو أصغر من يوحنا المعمدان بستة أشهر، وبحسب ميلاده الأزلي قال عنه يوحنا "هذا هو الذي قلت عنه أن الذي يأتي بعدي صار قُدَّامي لأنه كان قبلي" (يو 1: 15).
وقال القديس أثناسيوس "نعترف بابن الله المولود من الله الآب قبل الدهور، ولم يفترق منه كل الدهور، ووُلِد بالجسد من مريم العذراء القديسة في آخر الزمان.." (1) وقال أيضًا "وعلى ذلك نؤمن به انه ابن الله الوحيد من بعد التجسد، وهو ابن الإنسان إياه لا غير، مسيح واحد، رب واحد، يسوع ربنا مولود مولدين، مولد من الآب قبل كل دهر فوق كل سبب وكلمة وفكر وزمان، ومولد من الأم في آخر الزمان من أجل خلاصنا. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). مولود مثل مولدنا وفوق مولدنا، أما مثل مولدنا أنه كان إنسان ومن امرأة وفي وقت المولد لتسعة أشهر. وأما فوق مولدنا انه ليس من زرع ولكن من الروح القدس ومن مريم العذراء المقدَّسة فوق ناموس المولد لسلامة عذراوية أمه من بعد مولده منها" (2).
"ويجب أيضًا أن نؤمن بابن الله، أن له ميلادين، ميلاد من الله الآب قبل كل الدهور، وميلاد آخر من مريم العذراء القديسة في آخر الأزمان" (3).
وقال القديس أغسطينوس " ربنا يسوع، ابن الله، وابن الإنسان له ميلادان: احدهما إلهي والآخر بشري، وكل منهما معجزي. في ميلاده الأول وُلِد من الآب بغير أم، فخلق جميع الأيام، وفي ميلاده الثاني وُلِد من أم بغير أب، فقدَّس هذا اليوم، وفي الواقع لقد وُلِد المسيح من أب وأم، وبدون أب وبدون أم. بدون أم إلهة، وبدون أب إنسان.. في ميلاده الإلهي كان غير مرئي، وفي ميلاده البشري كان مرئيًا، وكلا الميلادين يوحيان بالرهبة، وُلِد من أبيه كمبدأ للحياة، ووُلِد من أمه كنهاية للموت.. من يستطيع أن يُخبر كيف وُلِد النور من النور وكلا النورين واحد ! وكيف وُلِد الله من الله وليست هناك زيادة لله في العدد؟!" (4).
وقال نيافة الأنبا موسى الأسقف العام " نعم فلكي يُولَد السيد المسيح، كان لابد أن يُولَد من عذراء طهور وليس من زوجين، كي لا يصير له أب بشري وهو ابن الله" (1).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/j6rd5hv