والآن من يحدثنا عن البند الخامس الخاص بالتدرج؟!
نظر الأصدقاء بعضهم لبعض نظرة تساؤل: تُرى ما هو المقصود بالتدرج؟!
الأخ زكريا: دعوني أحدثكم عن التدرج في معاملات الله مع البشرية:
لقد مرت معاملات الله بالإنسان خلال ثلاث مراحل هي:
شريعة الضمير: وتدعي أيضًا شريعة الإنسان الطبيعي، حيث أودع الله للإنسان ضميرًا يرشده للصواب ويحذره من الخطأ، وبهذا علم يوسف الصديق -دون أن تكون هناك شريعة مكتوبة- أن الزنا خطية عظيمة، وصرخ صرخته التي ردَّت صداها الأيام والسنون "كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلي الله" (تك 39: 9) وسادت شريعة الضمير منذ آدم وحتى موسى النبي، فمن كان ضميره صالحًا عاش بالصلاح. أما من فسدت ضمائرهم وتخدرت بالخطية صارت موازينهم مقلوبة وعاشوا يشربون الإثم كالماء.
شريعة العهد القديم: وقد سلمها الله لموسى رئيس الأنبياء مكتوبة، وتبدأ بالوصايا العشر، وهنا صارت الوصية هي التي تحكم علي سلوك الإنسان، وتعتبر شريعة العهد القديم خطوة في طريق الكمال، ولكنها لا تمثل نهاية المطاف، فهي تناسب الإنسان في هذه المرحلة التي بدأت بموسى النبي واستمرت حتى بالتجسُّد الإلهي. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).
شريعة العهد الجديد: وهي شريعة الكمال، وهي لا تلغي و لا تنسخ شريعة العهد القديم ، إنما تكملها، وبدأت هذه الشريعة عندما تجسَّد ابن الله وتأنس وجاء وعاش وسطنا كإنسان، وعرًفنا أسرار الملكوت، ووهبنا روحه القدوس الذي يُعيننا في طريق الكمال المسيحي.
نادر: فأين التدرج هنا يا أستاذي الحبيب؟
الأخ زكريا: لقد أمسك الله بيد الإنسان وسار به خطوة خطوة إلي طريق الكمال، فتدرج معه من شريعة الضمير إلي شريعة العهد القديم إلي شريعة الكمال.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/32nz5jq