جاءني أب متهلّل بعد أن قدم هدايا سخيّة لأولاده، وفي تعليقه معي قال: "كل ما لديّ سيرثه أولادي. لأقدم لهم الكثير منه الآن، فيشعرون بالحب الأبوي. وأنا لا أصنع شيئًا سوى إني أُسرع لتقديم ما سينالونه حتمًا. ليذكروا حبي فيكون ميراثهم، عِوض أن أحرمهم الآن إلى يوم رحيلي فيذكروا إني كنت بخيلًا عليهم".
هكذا يهتم الإنسان الحكيم أن يحمل كنوزه عن كتفيه، فإنه لا يوجد في الكفن جيْبًا لحفظ ما اقتنيناه! وكما يقول القديس أغسطينوس: "لماذا أنت مثقّل بالغنى، فيعوقك عن السير، انقل مما لديك على أكتاف المحتاجين فيسيرون معك بفرح!"
يذكرني هذا بحوار قام بين إنسان روحي وغني، فيه يتساءل الغني: "إنني لا أعرف لماذا يلومني الناس ويتهمونني بالبخل مع أنني كتبت وصية بأن يوزع كل ما لديّ على الفقراء بعد موتي؟"
أجابه الإنسان الروحي: "سأروي لك حوارًا جرى بين بقرة وخنزير:
قال الخنزير: "لماذا يُحبونكِ كل الناس أيتها البقرة، مع أنك لا تُقدمين لهم إلا لبنًا وزبدة؟! أما أنا فأقدم لهم طعامًا شهيًا ودسمًا، وأقدم لهم لحمًا مملحًا Bacon و ham وهلبًا (جلد الخنزير الخشن)، ويصنعون حساءً (شُربة) من أرجلي، ومع هذا لا يُحبونني، لماذا؟"
أجابته البقرة: "حسنًا، ربما لأنني أقدم لهم وأنا لازلت حيَّة!"
← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: A Dialogue between a Cow and a Pig.
* هب لي يا رب روح العطاء،
فأقدم حياتي كلها مبذولة لك ولأخوتي!
* سأترك كل شيء عند رحيلي إليك.
لأبعث به إليك قبل رحيلي!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/j23wfwt