+ هذا يشبه قوله عن العطاء الذي جمع للقديسين "ليس إني اطلب العطية بل اطلب الثمر المتكاثر لحسابكم" (في 4: 17) فهو لا يطلب العطية لذاتها بل بطونها ثمرتهم فإذ قدموا بإرادتهم ما طلبه منهم أعلن تقدمهم لا بحسب العطية التي أخذها بل بكونها دليل على محبتهم.
+ ماذا يقصد الرب بقوله لكي تكون صدقتك في الخفاء سوى الضمير الصالح لأنه لا تستطيع العيون البشرية أن تراه ولا يمكن أن يعبر عنه بلغة بشرية فكثير من تصرفات البشر تختلف عما تكنه ضمائرهم لهذا فتقديم الصدقة داخليًا يكون منتميا لليد اليمني وأم الظهر الخارجي فينتمي لليد اليسرى بمعنى آخر لتكن صدقتك نابعة من الداخل لأن كثيرين يتصدقون بنية خالصة رغم عدم وجود إمكانيات الصدقة وعلى العكس كثيرون يتصدقون ظاهريًا دون أن توجد النية الداخلية (الحب) فهم يظهرون بمظهر الرحماء لينالوا كرامة عالمية أو هدفًا زمنيًا هؤلاء يتصدقون بشمالهم دون يمينهم.
هناك فئة ثالثة تقف موقفًا وسطاً بين الاثنين فهم يتصدقون بنية صادقة لكن يشوبها حب المديح أو الرغبة في تحقيق هدف زمني زائل لهذا يمنعنا الرب من صنع الصدقة بالشمال كما يمنعنا من خلط أعمال اليد اليمني (النية الصادقة) باليد اليسرى (حب الظهور).
+ قد أعطى بسخاء للفقراء لكن قد يحدث هذا بقصد حب المجد فيصير باطلًا، لأننا قد نتصدَّق لا بقصد المحبة الوادعة بل لحب المجد الباطل.
+ إن من يقدم صدقته لا لشيء نوال مجد بشري يكون قد استوفي أجره لا بنواله المجد البشري لكن بمجرد تصرفه لهذا الهدف أما من يصنع البر ولا يرغب في مدى الناس فسيلتصق به المدح وينتفع بواسطة كثيرون مقتدين به دون أن يشعر هو بانتفاعه شيئًا من مديحهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى).
+ أعطوا صدقات من أعمالكم الصالحة أعطوا مما تملكونه بالبر لأنكم لا تستطيعون أن تقدموا رشوة للمسيح قاضيكم لئلا لا يستمع إليكم ولا الفقراء الذين أؤتمنتم عليهم من قبله.
+ إن دفن الإنسان كنزه في الأرض، فإنه قلبه يطلب الأرض السفلى. أما إذا حفظ كنزه في السماء فإن قلبه سيكون مرتفعًا.
لذلك إن أراد المسيحيون أن يرفعوا قلوبهم إلى فوق عليهم أن يدخروا ما يحبونه هناك فرغم وجودهم بالجسد على الأرض إلا أنهم يقطنون مع المسيح بالقلب وإذ صعد رأس الكنيسة أمامها هكذا ينبغي أن يصعد قلب المسيحي قدامه وإذ تذهب الأعضاء إلى حيث ذهب المسيح قدامها هكذا كل إنسان في القيامة يذهب إلى حيث تقدمه قلبه.
لنذهب إلى السماء بذلك الجزء (القلب) الذي يستطيع الذهاب الآن وعندئذ سيتعبه إنساننا الكامل.
ينبغي أن يهدم مسكننا الأرضي فإن مسكننا السماوي أبدي لنرسل أمتعتنا مقدما إلى حيثما نستعد للرحيل.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/gfn8rjy