لكن قد يحيرنا قول الرب "لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون، وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم". فهل إذا حكمنا على أحد بتهور يحكم الله علينا بتهور؟! أو إذا كِلنا شيئًا بكيلٍ ظالمٍ هل يرد الله لنا ذلك بكيلٍ ظالمٍ؟!
إنه لا يمكن أن يحكم بتهور أو يجازي أحدًا بكيلٍ ظالمٍ، بل قال بهذه العبارة، قاصدًا أننا بتهورنا نعاقب أنفسنا لا الآخرين. فقد نتصور أن الظلم يضر المظلوم، لكن بالعكس غالبًا لا يضر المظلوم بل الظالم نفسه. فما هو الضرر الذي أصاب الشهداء من مضطهديهم؟! لا شيء، بل عاد الضرر على المضطهدين أنفسهم. فإن كان البعض عاد إلى الحق لكن أثناء اضطهادهم كانت شرورهم قد أعمتهم عن الحق.
وبنفس الطريقة نفسر "كلَّ الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون" (مت 52:26). فكم من كثيرين ضربوا بالسيف دون أن يهلكوا بالسيف كبطرس الرسول الذي ضرب أذن عبد رئيس الكهنة دون أن يموت بالسيف، لكن صلب حتى لا يظن أنه هرب من الضرب بالسيف بواسطة غفران خطاياه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ومع هذا فماذا يقولون عن اللصين الذين صلبا مع السيد المسيح (لو 33:23-23)، فهل صلبا جميع الذين قتلوهم حتى استحقا الصلب؟! إنه من المضحك أن نقول بذلك. إذن ماذا يقصد بالعبارة: "كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون" سوى أن الروح ستموت بارتكابها للخطية مهما كانت هذه الخطية؟!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/d58jr6g