St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty  >   004-St-Afrahat
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس أفراهاط الحكيم الفارسي: حياته، كتاباته، أفكاره، مع مقدمة مبسطة في الأدب السرياني - القمص تادرس يعقوب ملطي

78- المقالة العاشرة في الرعاة

 

الرعاة الأولون

 [يُقام الرعاة على القطيع، ويعطون القطيع طعام الحياة.

من كان ساهرًا ويتعب لأجل قطيعه يهتم برعيته، ويكون تلميذًا للراعي الصالح الذي بذل ذاته عن خرافه (يو 10: 11 الخ). من لا يهتم بقيادة القطيع حسنًا يشبه الأجير الذي لا يبالي بالقطيع.

يا أيها الرعاة تشبهوا بهؤلاء الرعاة الأبرار الأولين.

رعى يعقوب قطيع لابان، وحفظه، وتعب، وسهر، ونال المكافأة، إذ قال يعقوب للابان: "الآن عشرين سنة أنا معك. نعاجك وعنازك لم تُسقط. وكباش غنمك لم آكل. فريسة لم أحضر إليك. أنا كنت أخسرها. من يدي كنت تطلبها... كنتُ في النهار يأكلني الحر، وفي الليل الجليد، وطار نومي من عيني" (تك 31: 38-40).

تأملوا يا أيها الرعاة كيف اهتم ذاك الراعي برعيته [86].]

St-Takla.org Image: God's care and love for us, Jesus the Good Shepherd and the lost sheep - the black lamb, by Nathan Greene. صورة في موقع الأنبا تكلا: عناية الله بنا ومحبته له، يسوع المسيح الراعي الصالح والخروف الضال - الحمل الأسود، رسم الفنان ناثان جرين.

St-Takla.org Image: God's care and love for us, Jesus the Good Shepherd and the lost sheep - the black lamb, by Nathan Greene.

صورة في موقع الأنبا تكلا: عناية الله بنا ومحبته له، يسوع المسيح الراعي الصالح والخروف الضال - الحمل الأسود، رسم الفنان ناثان جرين.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

أمثلة للرعاية

 [رعى يعقوب قطيع لابان وتعب وسهر وقادهم حسنًا، عندئذ رعى بنيه وقادهم حسنًا، وعلّمهم أصول العمل الرعوي.

اعتاد يوسف أن يرعى القطيع مع إخوته، وفي مصر صار قائدًا لشعبٍ كثيرِ، وقادهم كما يقود الراعي الصالح قطيعه.

قاد موسى قطيع يثرون حميه، وأُختير من رعاية الغنم إلي رعاية شعبه، وكراعٍ صالحٍ قادهم. حمل موسى عصاه على كتفه، وتقدم شعبه الذي يقوده، ورعاهم أربعين عامًا، وكان ساهرًا يتعب من أجل قطيعه، كان راعيًا صالحًا. عندما أراد ربه أن يهلكهم بسبب خطاياهم، إذ عبدوا العجل، صلى موسى لأجلهم وطلب من ربه قائلًا: "والآن إن غفرت خطيتهم، وإلا فامحني من كتابك الذي كتبت" (خر 32: 32). هذا هو الراعي الساهر للغاية، يسلم نفسه لحساب قطيعه. هذا هو القائد الممتاز الذي يبذل ذاته من أجل قطيعه. هذا هو الأب الرحوم الذي يحتضن بنيه ويربيهم.

موسى الراعي العظيم والحكيم، الذي عرف كيف يرعى قطيعه علَّم يشوع بن نون، الإنسان المملوء بالروح، والذي قاد الرعية كل حشد إسرائيل...

بعد ذلك رعى داود قطيع أبيه، فأُخذ من القطيع ليرعى شعبه. "فرعاهم حسب كمال قلبه، وبمهارة يديه هداهم" (مز 78: 72). وعندما أحصى داود عدد قطيعه، حلّ الغضب عليهم وبدأوا يهلكون. عندئذ سلم داود نفسه لحساب قطيعه عندما صلى، قائلًا: "ها أنا أخطأت، وأنا أذنبت، وأما هؤلاء الخراف فماذا فعلوا؟ فلتكن يدك عليّ وعلى بيت أبي" (2 صم 24: 17).

هكذا أيضًا اعتاد كل الرعاة الساهرين أن يبذلوا أنفسهم لحساب قطيعهم [87].]

 ["الراعي الصالح يبذل نفسه عن خرافه" (يو 10: 11). مرة أخرى قال: "ولي خراف أُخر ليست من هذه الحظيرة، ينبغي أن آتي بتلك أيضًا، فتسمع صوتي، وتكون رعية واحدة وراعٍ واحد. لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي من أجل القطيع" (راجع يو 10: 16-17)...

يا أيها الرعاة تشبهوا بذاك الراعي الساهر، رئيس القطيع كله، الذي يهتم هكذا بقطيعه. لقد أتي بالذين كانوا بعيدين. لقد ردّ الضالين، وافتقد المرضى، وقوىَّ الضعفاء. وربط المكسورين. رعى السمان، وسلم نفسه عن القطيع. اختار قادة ممتازين ودرَّبهم، وسلمهم القطيع في أيديهم، ووهبهم سلطانًا عليه. قال لسمعان بطرس: "ارع غنمي وحملاني ونعاجي" (راجع يو 21: 15-17)...

هل ترعونهم، حسنًا وتدبرون أمورهم؟ لأن الراعي الذي يهتم بقطيعه لا ينشغل بشيء آخر مع القطيع. لا يغرس كرمًا ولا حدائق ولا ينشغل باهتمامات هذه العالم. لم نرَ قط راعيًا يترك قطيعه في البرية ويصير تاجرًا، أو يترك قطيعه يجول ويصير مزارعًا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لكن إن هجر قطيعه ومارس هذه الأمور يسلم قطيعه للذئاب [88].]

 [أسالكم يا أيها الرعاة ألا تقيموا على القطيع قادة أغبياء، حمقى، طماعين محبين للقنية...

أيها الرعاة، تلاميذ راعينا العظيم، لا تكون كالأجراء، فإن الأجراء لا يبالون بالقطيع. بل كونوا كراعينا الحلو، الذي لم تكن حياته ثمينة عنده أكثر من قطيعه. ارعوا الشباب وهذبوا العذارى. أحبوا الحملان، دعوها ترعى في أحضانكم، حتى متى أتيتم إلي الراعي الرئيسي تقدمون له كل قطيعكم كاملًا، فيهبكم ما وعدكم به: "حيث أكون أنا هناك أيضًا تكونون" (راجع يو 12: 26) [89].]


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty/004-St-Afrahat/Aphrahaates-078-Care.html

تقصير الرابط:
tak.la/ng5ncy6