كتاب القديس أفراهاط الحكيم الفارسي: حياته، كتاباته، أفكاره، مع مقدمة مبسطة في الأدب السرياني - القمص تادرس يعقوب ملطي

يرى كثير من الدارسين السريان أن المسيحية بدأت في بلاد السريان أولًا في الرُّها. حيث يروي مار ميخائيل السرياني الكبير القصة التالية [6]:

 [رسول ملك الرُّها إلى المسيح في السنة 19 لطيبريوس:

كان ذلك الرسول رسامًا، يدعى حنانيا طيلارا. ومن محاسنه أنه رسم صورة الرب يسوع وجاء بها إلى أبجر. أما الرسالة التي حملها حنانيا طيلارا فهذا نصها:

"من أبجر الأسود ملك البلاد إلى يسوع المخلص الذي ظهر في أورشليم.

 سلام: لقد سمعت عن الأشفية التي تحدث على يدك دون أدوية أو عقاقير. وكما قيل، أنك تجعل العميان يبصرون، والعرج يمشون، والبرص يطهرون، وتخرج الأرواح النجسة والشياطين، وتشفي المعذبين بالأمراض المستعصية، وتقيم الموتى. وإذ سمعت عنك كل هذه الأمور استنتجت أمرين: إما أنك إله نزل من السماء، أو أنك ابن الله. لذلك كتبت طالبًا إليك أن تكلف نفسك وتأتي عندي وتشفيني من دائي. كما سمعت أن اليهود يتذمرون عليك، ويتآمرون بقصد الإساءة إليك، فإن لي مدينة صغيرة تتسع لكلينا".

صورة الجواب الذي بعث به ربنا:

"طوبى لمن آمن بي ولم يرني. لقد كُتب عني أن الذين يرونني لا يؤمنون بي جميعهم. وأكثر الذين لم يروني آمنوا بي.

أما من جهة ما كتبت لي عنه بأن آتي إليك، فأقول لك: ينبغي لي أن أنجز هنا المهمة التي من أجلها أُرسلت. وبعد ان أنجزها سأرتفع إلى من أرسلني. وعندما ارتفع، سأرسل لك أحد تلاميذي ليشفيك من دائك ويمنحك الحياة والذين معك".]

أضاف مار ميخائيل السرياني إلى تلك العبارات أنه بعدما صعد الرب، أرسل الرسل تداوس أحد السبعين إلى الرُّها، وشرع يمنح الأشفية هناك. فسمع به أبجر فتذكر ما كتب إليه يسوع، فأرسل وآتى به من بيت طوبيا، فشفاه وشفى عبده المبتلي بداء المفاصل.

غير أن بعض الدارسين يروا أن ملوك الرُّها ظلوا على وثنيتهم حتى آخر حكمهم، وإن مقر الكنيسة السريانية لم يبدأ في الرُّها وإنما بدأ في حذيب Adiabene حيث وضعت أقدم التراجم السريانية للعهدين القديم والجديد.

كانت الصلة وطيدة بين حذيب وفلسطين، مما ساعد على انتقال المسيحية إلى هذا الإقليم في النصف الثاني من القرن الأول على يدي آداي، الذي من بين الذين عمدهم "فقيذا"، أرسله إلى آربل عاصمة حذيب، فصار أول أسقف للمسيحيين هناك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). انتشرت المسيحية هناك وكان أغلبهم من أصل يهودي.

يذكر مشيحازخا صاحب تاريخ "اربل" ان آداي Addai وماري Mari كانا أول مبعوثين إلى كرخا (كركوك) في شمال العراق وعدد من الأماكن الأخرى. ومن هناك انتقلت المسيحية نحو الشرق كما يظهر من النصوص المانوية المكتشفة في مصر (مخطوطات نجع حمادي) أن ماني ذهب إلى الهند حوالي سنة 240 م قبل أن يبشر بمذهبه في وطنه، وأنه وجد جالية مسيحية هناك حسب توقعه.

يرى الدكتور مراد كامل أن المسيحية بدأت في حذيب في النصف الثاني من القرن الأول، ومنها انتقلت إلى الهند، وأنها لم تبدأ بالرُّها.

الترجمة البسيطة للعهد القديم

القديس أفراهاط الحكيم الفارسي كتب القمص تادرس يعقوب ملطي

بدء الأدب المسيحي السرياني

---