لكي نتعرف على الأدب السرياني يلزمنا أن نقدم فكرة سريعة عن الآراميين، حيث أن اللغة السريانية هي إحدى اللهجات الآرامية.
لم يعرف التاريخ إمبراطورية باسم الآراميين، ولعله لهذا قيل عن الآراميين أنهم لم يضيفوا إلى حضارة الشرق الأوسط القديمة شيئًا ذا قيمة فيما عدا لغتهم التي انتشرت حتى دعاها البعض باللغة الدولية.
يظهر اسم "آرام" للدلالة على بلاد معينة في القرن الثالث والعشرون ق.م في كتابة مسمارية Cuneiform في عهد الملك الأكادي نارام- سين، ومنذ ذلك الحين يرد اسم آرام في ألواحِ مختلفة مكتوبة بالخط المسماري [3].
أما عن الآراميين فقد ظهروا في التاريخ كأقوام رحل منذ الألف الثالث ق.م. وفي منتصف الألف الثاني شكَّل الآراميون دويلات صغيرة انتشرت في أعالي سوريا وما بين النهرين، ونزحت فئات منهم إلى جنوب البلاد البابلية- الكلدانية. بلغت هذه الدويلات ذروة مجدها وقوتها السياسية في القرنين الحادي عشر والعاشر ق.م، حيث ضعفت الإمبراطورية الأشورية. إلا أنه في القرنين التاسع والثامن ق.م استعادت أشور قوتها فبدأت تبدد دويلات آرام الواحدة تلو الأخرى [4].
1. العجيب أنه في الوقت الذي فيه بدأت دويلات آرام تفقد استقلالها، صار ذلك بدء انطلاقة جديدة للغتهم، حيث انتشر الآراميون المنهزمين في مناطق كثيرة، واحتلت لغتهم مركز الصدارة في العلاقات الدولية بسبب سهولة أبجديتها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ومنذ الغزو الفارسي امتدت اللغة الآرامية من بلاد فارس إلى ضفاف البحر المتوسط، وصارت اللغة الرسمية في المناطق ما بين الفرات ومصر، كما زحفت في نواحي آسيا الصغرى وشمال الجزيرة العربية.
2. مع الاحتلال اليوناني الذي كان يهتم بنشر الثقافة الهيلينية وحضارتها العريقة تراجعت اللغة الآرامية ومرت بفترة ركود.
3. ازدهرت اللغة الآرامية من جديد مع الاحتلال الروماني، إذ لم يكن ينشغل الرومان بنشر حضارتهم، وإنما أعطوا كامل الحرية للبلاد أن تحتفظ بلغاتها وثقافاتها بل وكثيرًا ما تختار الولاة والحكام من أهل البلاد، ما داموا خاضعين لروما ويدفعون الجزية.
4. مع انتشار المسيحية واستخدام الكتاب المسيحيين اللغة الآرامية (خاصة السريانية) قدمت اللغة أدبًا مسيحيًا فائقًا بجانب ظهور عبقريات سريانية في كافة العلوم كالطب والفلك.
5. في القرن السابع مع غزوات العرب احتلت اللغة العربية في تلك المناطق مركز الصدارة، لكنها ظلت الآرامية لغة أدبية حية حتى القرن الرابع عشر، ولم تزل اللغة الطقسية للكنائس السريانية الشرقية والغربية.
هذه فكرة سريعة عن الآراميين واللغة الآرامية التي منها انبثقت اللغة السريانية كإحدى اللهجات الآرامية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/j5qf2q9