St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty  >   002-Saint-Paul-Chrysostom
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب في مديح القديس بولس - القديس يوحنا ذهبي الفم - القمص تادرس يعقوب ملطي

46- بولس حامل الصليب

 

فإذا رأى اللصوص ألوية الملك لا يقدرون أن يقتربوا بل يهربون فكم بالأكثر الأمراض والأرواح الشريرة تهرب حينما ترى الصليب.

حمل بولس هذا الصليب ليس لأجل نفسه فحسب ولكن لكي يعّلم الجميع أن يفعلوا مثله.

لذا يقول كونوا متمثلين بي معًا أيها الأخوة ولاحظوا الذين يسيرون هكذا كما نحن عندكم قدوة (في17:3)  وأيضًا "وما تعلمتموه وتسلمتموه وسمعتموه ورأيتموه في فهذا أفعلواّ (في 9:4) وأيضًا لأنه قد وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضًا أن تتألموا لأجله (في 29:1) الكرامات البشرية تظهر بصوره أفضل حينما تجتمع في شخص واحد. ولكن في الأمور الروحية الأمر يختلف الكرامات تكون أكثر بهاء حينما يشارك فيها أناس كثيرون ولا تكون قاصرة على شخص واحد بل تستمع بها كثيرون ولا تكون قاصرة على شخص واحد بل تستمتع بها كثيرين.

St-Takla.org Image: Wooden hand Cross, winning in Jesus صورة في موقع الأنبا تكلا: صليب يد خشبي، الانتصار في المسيح

St-Takla.org Image: Wooden hand Cross, winning in Jesus.

صورة في موقع الأنبا تكلا: صليب يد خشبي، الانتصار في المسيح.

ها أنتم ترون أن الجميع حاملوا المسيح وكل واحد يحمل أسمه أمام شعوب وملوك. أما بولس فحمله أمام وجه الجحيم والعذاب الأبدي لم يطلب ذلك من كل واحد لأنهم لا يستطيعون أن يحتملوا. هل ترى مقدار الفضيلة التي يمكن للطبيعة البشرية أن تصل إليها وأنها أقيم ما نملك في هذه الحياة. هل تستطيع أن تذكر لي ما هو أثمن منها ؟ أو حتى مساوٍ لها؟

1.cf Gen. 48;16

 كم ملائكة ورؤساء ملائكة يستحقها الذي نطق بهذه الكلمات؟ بينما كان مازال في هذا الجسد المائت الفاسد ضحى بكل ما في قدرته للمسيح بل حتى ما لم يكن في قدرته.لقد تخلى عن الأمور الحاضرة والمستقبلة، الارتفاع والعمق بل وكل خليقة. لو أن هذا الإنسان كان في طبيعة لا تفسد فماذا كان لا يقوله؟ وماذا كان لا يفعله؟

نتعجب من الملائكة لأنهم يستحقون تلك الكرامة ليس لأنهم مجرد غير هيولين. فالشيطان غير هيولي وغير مرئي ولكن لا يوجد أبأس منه منذ عصى الله الذي خلقه، هكذا يدُعى البشر  بإنسان ليس عندما نراهم في جسد بشرى وإنما عندما يفشلون في استخدامه كما ينبغي، فبولس أيضًا كان له جسد بشرى. ماذا كان إذن، مصدر عظمته؟ لقد كان لها جانبين: جانب الله وجزء من جانبه وما ناله من الله جاء بسبب كان عليه هو نفسه لان الله لا يقبل الوجوه

وإن كنت تسأل كيف يمكن أن نتمثل بأولئك الأشخاص اسمع ما يقوله "كونوا متمثلين بي كما أنا أيضًا بالمسيح" (1كو 1:11) لقد تمثل بالسيد المسيح. ألا أنت بالعبد الذي هو مثلك؟ لقد امتثل بسيده.  ألا يمتثل بالعبد زميلك؟ ما هو عذرك؟

تسأل كيف تمتثل به  تأملوا تقدمه من البداية منذ لحظة البدء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). منذ خرج من مياه المعمودية كان مشتعلاُ بالغيرة حتى انه لم ينتظر أي معلم. لم ينتظر بطرس ولا جاء إلى يعقوب ولا إلى أي شخص آخر وإنما إذا نقاد بغيرته أضرم المدينة ليبدأ حرب ليبدأ حرب شديدة ضد نفسه حينما كان لا يزال يهوديًا كان يفعل أكثر مما يتوقع منه مقيدًا وقاتلًا.

مثل موسى دون أن يكلف بمسئوليه خرج لينظر في أثقال أخوته ضد الغريب. هذا دليل على نبل النفس وسمو الروح إذ يرفض أن يقف وينظر آلام الآخرين حتى لو لم يكلف بمساعدتهم.

اظهر الله باختيار موسى بعد ذلك انه كان كفء للقيادة. وكذلك بالنسبة لبولس اطهر الله بتقدمه من قبل في كرامة العمل التعليمي انه كان على حق في دور التعليم والكرازة منذ البداية.

انه كان قد أخذ هذا الدور لأجل الكرامة والريادة لكن يستحق اللوم. ولكن لأنه أحب الأخطار وبحث عن الموت لأجل خلاص الآخرين من يكون

أحمق فيلوم تلك الغيرة؟

اظهر حكم الله أن أفعالهم كانت مدفوعة بالرغم في خلاص الآخرين، كما فعل الخراب الذين كانوا يطلبون الشخصية. وآخرون أدعوا الحكم والقيادة ولكنهم انتهوا إلى الموت، بعضهم أكلتهم النار من السماء -وآخرين ابتلعهم الأرض- لأنهم لم يطلبوا مصلحة الآخرين وإنما مصالحهم الخاصة. عزيا طلب القوه ولكنه أدين وأصيب بالبرص سيمون الساحر طلب القوه ولكنه نبذ وأنقذ من الموت. بولس طلب القوه ولكنه نال الإكليل ليس لأجل الكهنوت والكرامة ولكن لأجل الخدمة والعمل والمخاطرة. لأنه بدأ بغيره شديدة وحماس لذا كان واعظًا شهيرًا من البداية.

كما أن الشخص الذي يكون مختارًا من البداية يستحق العقوبة بالأكثر أن لم يكمل عمله كما ينبغي، فكم يكون الشخص الذي يمارس الوظيفة دون تعين -لست أقول عن الكهنوت  وإنما عن الاهتمام- ويكمل

3.Acts 10;34                     5.2chron. 26

4.Num 16                           6.Acts 8;18

 

 فتممها بلياقة فانه يستحق كل كرامه. بناء على ذلك فان هذا الرجل إذ كان أكثر تأججًا من النار ولم يبقى بلا عمل يوم واحد، فمجرد أن خرج من ماء المعمودية، اشتعلت نار في داخله. ولم يفكر في المخاطر ولا في سخريه وتهكم أعدائه ورفضهم لرسالته ولا أي من هذه الاعتبارات.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty/002-Saint-Paul-Chrysostom/St-Paul-Zahaby-El-Fam-46-Carrying.html

تقصير الرابط:
tak.la/w8fzchk