لقد طلب عيون أخرى- أقصد عيون المحب هم وعقل أخر واندفق بقوه دافعه مثل السيل الجارف في هذا الوقت لم يكن مملوء بفيض من النعمة الإلهية. ولا متمتع بتدفق الروح، وبالرغم من هذا كان مشتعلًا ويعمل كل شيء بروح الأمانة لعله يعوض ما كانت عليه حياته الأولى كان يعد نفسه بكل أعماله هذه ليواجه بقوه رغم انه كان في ملء لجرأه والاندفاع. والانفعال إلا انه كان دائماُ رقيقًا سهل الانقياد لمعلميه ولم يرفض طاعتهم رغم حماسه المتدفق فعندما ما أتوا إليه واخبروه بأنه يجب أن يذهب إلى طرسوس وقيصريه لم يرفض رغم توقد حماسه بل أقول "جنونه المؤقت". قالوا انه يجب أن يدلى من الحائط في سله ووافق... نصحوه بان يحلق رأسه فلم يعترض. قالوا له لا تدخل المسرح فلبى طلبهم. كان هدفه الوحيد أن يتحمل كل شيء ليسند المؤمنين ويعمل من أجل السلام والتوافق. كان دائمًا على الاستعداد للتبشير بالإنجيل.
عندما تسمع انه أرسل ابن أخته إلى الوالي tribune ليخلصه من المخاطر أو أنه رفع دعواه إلى قيصر فأسرع إلى روما فلا تعتقد أن هذه مخاطر جبنه.
ألم يكن هو الذي حزن عندما كان سيواصل حياته الدنيوية واختار أن يكون مع السيد المسيح ؟ كيف له أن يرغب الحاضر وهو الذي استخف حتى بالسموات وبالملائكة من أجل السيد المسيح؟
لماذا إذا كان يفعل ما يفعله؟ من اجل الاستمرار في الوعظ وليتول له أتباعًا في العالم وكل قد ربح إكليلًا. كان يخشى أن يترك الحياة أكثر فقرًا إذا ما حرم من خلاص الجموع. وهذا دفعه لأن يقول "ولكن أن أبقى في الجسد ألزم من أجلكم" (في 24:1).
وبناء عليه فعندما رأى أن محاكمته تجرى لمصلحته وان فستوس قال "كان يمكن أن يطلق هذا الإنسان لو لم يكن رفع دعواه إلى قيصر" (اع 32:26) وبالرغم من انه اُخذ مكبلًا بالسلاسل أكثر من أعتى المجرمين مرتكبي الجرائم إلا انه لم يخجل أن يكون مكبلًا قلا مثل هذه الصحبة، مهتمًا بخلاص كل هؤلاء المجرمين معه. لم يكن مهتمًا بنجاته لأنه كان يعلم انه سيكون بخير. فأخذه مكبلًا في هذا البحر الخضد كان يسعده كمن يكون في موكب إمبراطورية قويه.
لأنها في الحقيقة لم تكن بالمكافأة الهينة التي قدمت له، إلا وهى هداية مدينة روما. هذه لم تجعله يغفل عن نفس واحده في الموكب لقد هدأ من روعهم معلنًا انه رأى رؤيا وأكد لهم أن كل من يبحرون معه يبحرون سينجون.
لقد فغل هذا لا لكي يفتخر بنفسه ولكن لكي يجعلهم يقبلون الأيمان. ولهذا فقد سمح الرب للبحر بان يضطرب ليعلن النعمة الإلهية التي لبولس الظاهرة منها والخفية (التي سمع عنها والتي لم يسمع عنها).
لأنه عندما نصحهم بالا يبحروا رفضوا أن يسمعوا له وواجهوا مخاطر جمة. لم يصطنع الكبرياء من اجل هذه الكنه واتخذ جميع الاحتياطات مثل أب يرعى أولاده خشيه أن يضيع احدهم.
عندما وصل إلى روما انظر كيف كان يتكلم بكل رقه وبأي شجاعة أبكم فقد الخائنين لم يتوقف هناك بل واصل سيره إلى اسبانيا وازداد شجاعة في مواجهه المخاطر المتزايدة وأصبح أكثر جرأه ليس هو فحسب بل تلاميذه أيضًا الذين احتذوا به، وبلا شك لو أنهم رأوه جبانًا أو خاضعًا لو هنت عزيمتهم. ولكن عندما رأوا شجاعته تزداد مبادرًا ومصدرا للتعليمات نادوا هم أيضًا بالانجيل بكل ثقة وقد قال لنا ذلك في كلماته " وأكثر الإخوة وهم واثقون في الرب بوثقي يجترئون أكثر على التكلم بالكلمة بلا خوف" (في 14:1).
لو أن جزالًا أظهر شجاعة ليس فقط عندما يذبَحَ ويقهر ولكنه أيضًا عندما يجُرح، فهو يزيد شجاعة اتباعه. فالشجاعة تزداد عندما يجُرح هو نفسه أكثر من أن ينزل الجروح بالآخرين عندما يراه هؤلاء انه مغطى بالدم والجروح ورافضًا الخضوع وواقفًا بتبات مُلَوِّحًا بسيفه مرسلًا الطلقات على الأعداء رافضًا الاستسلام لآلامه حينئذ ستتأكد من أنهم سينقادون لمثل هذا القائد بحماس اكبر. وهذا ما حدث في حالة القديس بولس فعندما ما رأوه مكبلًا بالأغلال وواعظًا حتى في السجن غالبًا بكلماته هؤلاء الذين جلدوه- اكتسبوا ثقة اكبر ولهذا فهو لا يقول أنهم تجرأوا ولكنهم تمكنوا من نطق الكلمات بجرأة وبلا خوف.
واعظين بشجاعة أكثر عن مين كان حرًا غير مكبلًا في هذا الوقت قد اكتسب هو ثقة أكبر بنفسه. كان شاهدًا حازمًا ضد أعدائه. وزيادة العقوبة أدت إلى زيادة الثقة بالنفس وفي السجن كان غالبًا لدرجة أن الأساسات اهتزت والأبواب اندفعت مفتوحة والسجناء تحولوا. حتى الوالي كاد أن يؤمن كما اعترف هو بنفسه بذلك "بقليل تقنعني أن أصير مسيحيًا" (اع 28:26). مره أخرى عندما رجموه بالحجارة دخل المدينة التي رجموه فيها وحولها إلى الإيمان. استدعوه للمثول للمحاكمة مره أمام الأعداء وأخرى أمام الاثنين والذي حاكموه أصبحوا له تلاميذ وخصومه صاروا تابعين له.
كما تندلع النيران عندما تلامس المواد المختلفة وتنتشر كذلك كانت كلمات بولس الرسول تحدث تحولًا لكل من يصادفها بل وتقتنصه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فهؤلاء الذين حاربوه بسرعة تحولوا إلى وقود لنار الروح القدس ومن خلالهم انتشرت الكلمة ووصلت الآخرين ولذلك فقد قال " الذي فيه احتمل المشقات حتى القيود كمذنب ولكن كلمه الله لا تفيد (2تى9:2).
مرات عديدة ساعدوه على الفرار. كانوا كأنهم مطاردين ولكنهم في الحقيقة كانوا تابعين فيما بعد العدو عمل أعمال الأصدقاء والحلفاء فلم يتركوه يبقى في مكان واحد بل جعلوا الطبيب يتجول بسبب مطاردتهم وتهديداتهم، وكانت النتيجة أن الجميع استمعوا إلى كلماته.
قيدوه ثانيه ولكن هذا جعله أكثر حده في تصميمه -في طردهم لتلاميذه أرسلوهم إلى الناس لم يكن لهم معلمين حتى ذلك الوقت- قادوه إلى محكمه عليا وهكذا منحوا فرصه مباركه العاصمة. وهذا جعل أعداؤه يغتاظون من الرسل قائلين :"ماذا نفعل بهذين الرجلين" (أع 16:4) بمعنى أن أسلحتنا التي للقمع هي أسلحتهم للفوز.
أرسلوه للسجان ليضعه في القيود ولكنه اقتنص السجان. أرسلوه مكبلًا بالسلاسل مع مساجين آخرين حتى لا يهرب. ولكنه كسب المساجين للإيمان أرسلوه بالبحر في رحله كريهة ولكن تحطم السفينة أعطاه الفرصة لتعليم وإرشاد رفقائه في الرحلة. حكموا عليه بالعديد من العقوبات ليخمدوا نار الكرازة ولكنها استمرت في الانتشار.
وكما قالوا عن السيد المسيح "إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمتنا" ولكن حدث العكس أنهم قتلوه والرومان سلبوا موضعهم وأمتهم والذي تصوروه عوائق ساعد في انتشار البشارة وهكذا في وعظ بولس الرسول. الذي ظنه الأعداء انه سيعوق انتشار كلمته ساعد بالأحرى على اتساع مجالها وزيادة هيبتها.
ولكل هذه الأسباب فلنعط الشكر لله الذي يحول كل شيء للأصلح فلنفتخر ببولس الذي جعل هذه الأشياء ممكنة ولنصلى لكي نحصل على نفس البركات من خلال النعمة ومحبة الرحمة التي لسيدنا يسوع المسيح الذي من خلاله وبه المجد للآب والروح القدس إلى أبد الآباد، آمين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/wvnwhx2