Severus Ibn al-Muqaffaʿ - Severus of El Ashmunein
من أبرز الشخصيات (1) التي لمعت في تاريخ الكنيسة القبطية وأبرز الكُتاب المسيحيين الذين كتبوا باللغة العربية، وهو كاتب خصب يجيد اليونانية والقبطية والعربية، وله دراية واسعة بالكتاب المقدس وقوانين الكنيسة وطقوسها وعقائدها.
وله يرجع الفضل في معرفتنا بسير الكثير من بطاركة الكنيسة القبطية، ومع هذا فمعرفتنا بنشأته وسيرته قليلة، تعتمد على الاستنتاج أكثر من التواريخ المحددة، فمن المعروف أنه عاش في النصف الأخير من القرن العاشر، ويحتمل أن يكون البابا مقاره الأول البطريرك التاسع والخمسون (932- 952 م) هو الذي رسمه أسقفًا على الأشمونين، إحدى الإيبارشيات المشهورة في صعيد مصر. وقد عمّر طويلًا فعاش حتى الثمانين من عمره وعاصر البطاركة أنبا ثيؤفانيوس وأنبا مينا الثاني وأنبا ابرآم السرياني، ثم تنيح في أوائل عهد أنبا ثيوفيلس البطريرك الثالث والستين، وتُقدر مدة أسقفيته بثلاثين عامًا.
وكان لساويرس مكانة عظيمة في عصره، وكان موضع ثقة البطريرك أنبا ابرآم بن زرعة (البابا الـ62) فكان يبعث به إلى مجالس الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، حيث كانت تجري مناقشات دينية بحضرته بين المسيحيين واليهود والمسلمين، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فكان يدافع عن مسيحه وكنيسته في كل مجلس، ويخرج منها وقد أعلن صدق إيمانه وأفحم الغوغاء، وإلى جانب هذا كان مدافعًا صلبًا عن عقائد الكنيسة ضد البطريرك الخلقيدوني سعيد بن بطريق.
وساويرس كاتب خصيب، كتب الكثير من الكتب والميامر، وعُرف له حتى الآن 38 كتابًا موزعة على مكتبات أوروبا والدار البطريركية والمتحف القبطي وأديرة وادي النطرون، تتناول مختلف علوم الكنيسة من لاهوت وعقيدة وردود على البدع والخرافات التي شاعت في جيله، فضلًا على ردوده على اليهود والمسلمين والخلقيدونيين.
وكل كتاباته تنم عن عمق معرفة بالكتاب المقدس والتقليد الآبائي، وعن دراية باللغتين اليونانية والقبطية، لذا كانت حياته حافلة بالنشاط التعليمي والرعوي والذهني والدفاعي، وكان بحق أول كاتب قبطي يكتب بالعربية.
ومن أهم أعماله التاريخية -والتي جعلته واحدًا من أهم المؤرخين الأقباط- كتابه عن تاريخ بطاركة الإسكندرية الذي يحوي سير الآباء من مار مرقس حتى الأنبا شنوده (البابا الـ55).
ويؤكد التاريخ على أنه صرف زمانًا طويلًا من حياته في جمع شتات تاريخ بطاركة الكرسي المرقسي الرسولي من مختلف الأديرة وتنيح دون أن يكمل الكتاب حتى عصره، وقد تُرجم كتابه "تاريخ البطاركة" إلى لغات كثيرة، ويعتبر من أهم مصادر تاريخنا الكنسي والقومي، وكذلك ترجم القديس ساويرس بن المقفع التراث المسيحي من اللغة اليونانية والقبطية إلى اللغة العربية، كما وضع العديد من المؤلفات كرائد من رواد التعليم الديني، وأبًا من آباء التاريخ الكنسي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/q8zjfh2