* إن الرسل الاثني عشر هم المصدر الذي بنيت عليه الشهادة الحاسمة لقيامة الرب يسوع المسيح من بين الموات، وقد كان ظهور المسيح لهم بنفسه وبصورة محسوسة بعد قيامته، هو نقطة الانطلاق للكرازة الأولى بالمسيح.
* لقد ظهر لهم بعد قيامته المجيدة من بين الأموات، وكلمهم عن الأمور المختصة بالملكوت وأراهم نفسه حيًا ببراهين كثيرة، ففهموا ما سمعوه وشاهدوا ما لم يستوعبوه قبلًا (فتذكرن كلامه) (لو 24: 8).
* لقد ظهر لهم وهم متكئون ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم، لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام. وقال لهم: (اذهبوا إلى العالم اجمع وكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من أمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن) (مر 16:14)، وأرسلهم كما أرسله الآب كي يكونوا شهوده وفتح ذهنهم ليفهموا كل ما كتب عنه في ناموس الأنبياء، وأوصاهم أن لا يبرحوا أورشليم بل ينتظروا موعد الآب بحلول قوة الروح القدس. ثم يشهدوا في كل مكان وإلى أقصى الأرض بعد أن تبعوه في التجديد.
* أراهم نفسه حيًا وهو قائم من الأموات، حيث وقف وسطهم فهو للجميع له إذ أنهم كلهم فيه ومن أجله مكرمون، لأنهم متساوون في كرامتهم الرسولية، وأعطاهم عطية سلامه كوديعة -(سلام لكم)- لذا فرحت قلوبهم عندما رأوا الحي من بين الموات، وأراهم يديه وجنبه ليكرزوا بمسيح القيامة الذي هو مسيح الصليب، وبأنه الحي إلى أبد الآبدين، الخروف القائم كأنه مذبوح.
* جاءهم بعد قيامته معلنا لهم بعلامات ملزمة وبطريقة لا يمكن أن يشك فيها أحد، حاضرًا في وسطهم كرأس لهم يمنحهم سلامه، محققًا لهم وعده كاشفًا لهم جراحاته، شافيًا ضعفاتهم وعدم إيمانهم. حتى أنهم لم يحزنوا لصعوده إنما رجعوا بفرح عظيم ليعملوا العمل الذي أقيموا وأرسلوا من أجله، لا صيد السمك بل الصيد الروحي الكثير.
* سمح لهم أن يجسوه ويلمسوا أثر المسامير في جسده الطاهر القائم من الموت، وشاركهم الطعام، لذا لم يكن لهم أن يصطادوا السمك بعد بل يصطادوا النفوس في شباك الروح فامتلأت شباكهم بالصيد الكثير من كل الشعوب والأجناس. وبعد أن أراهم نفسه حيًا ببراهين عديدة لا تقاوم، جعلهم يأكلون ويشربون معه بعد قيامته وهو قائم أبدًا، فشاهدوه حيًا وهو حي وقائم فيهم، وصارت شهادتهم لخبرة قيامته هي ملء السموات والأرض والجبال والدهور ولا يستطيع فكر أن يحيط بها معلنين بره وقداسته ورحمته وفداءه وخلاص الأبدي والإيمان باسمه وقوته -قوة الاسم- كرأس وكحجر الزاوية، وهذا الذي كان عجيبًا في أعيننا.
* أجتمع معهم في العلية (ليريهم يديه وجنبه) فرأوا الجروح ومجد المجروح معًا، لأجل هذا كانت لشهادتهم نعمة عند جميع الشعب، وقد أعطوا فيما وحكمة لم يقدر جميع معانديهم أن يقاوموها أو يناقضوها، تراءى لهم وهم مجتمعون في العلية وفي السفينة على هيئة كنيسة واحدة مبنية على أساس الرسل والأنبياء والمسيح القائم فيها هو الأساس وحجر الزاوية ورباط وتماسك البنيان.
* بمقتضى رؤيتهم لمجد قداسته كرز الآباء التلاميذ بالحياة الجديدة وبالبشارة بالقيامة من الأموات وصاروا شهودًا لجدتها ونذيرون بيوم مجيئه الثاني، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وصارت جروح الرب يظهروه لهم هي برهان القيامة وطريق الإيمان الحر والشركة.
* فإشراقه قيامة الرب جعلتهم كارزين بخبر قيامته وهو الذي يظهر فيهم رائحته الزكية. وظهوره لهم وسلطانه على سمك البحر وعلى الخليقة المادية وخوله عليهم والأبواب مغلقة كان مقدمة لهم ليمارسوا ويختبروا سلطانه.
* وظهورات قيامته لهم أكدت أنه القدوس الذي لم ير فسادًا وأن مجده يظهره بمسرة إرادته لأحبائه حتى تفرح قلوبهم ويخبروا بالحياة الأبدية التي أظهرت لهم ويبحروا بسفينة الخلاص في بحر الكرازة للعالم ليصلوا بالكنيسة إلى شاطئ الأبدية الهنية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/w93gb9q