St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-018-Father-Athanasius-Fahmy-George  >   008-Al-Rosol-Al-Athar
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الرسل الأطهار الاثني عشر تلاميذ السيد الرب للقمص أثناسيوس فهمي جورج

5- نالوا قوة من الأعالي

 

* حينما دعا المسيح تلاميذه كلفهم أن يكرزوا به، وكان لابد لهم أن ينالوا قوة من الأعالي، أي الروح القدس الذي حل عليهم يوم الخمسين، وهم في خدمة كرازتهم كانوا يستندوا كلية على عمل هذه (القوة) تلك التي لم تتركهم يتعوقون أو يفشلون فيما أرسلوا من أجله.

* فهطلت عليهم البركات الروحية الغزيرة من السماء كمطر سمائي ليقدموا ثمار الفضيلة لفلاح البشرية الرب يسوع، مظهرين بأعمال أجسادهم البشرية فضائل القوات غير المتجسدة، فلم تهبط الملائكة من السماء، لكن الأمر الأكثر عجبًا هو أنهم هم قد صعدوا إلى مرتبة فضائل الملائكة، إذ وهم في الجسد صاروا ملائكة في الفضيلة وخرجت من أفواههم الترابية لغة تقدر أن تشفى المرضى، وظلال أجسادهم التي هي من طين أمكنها أن تنتصر على الموت وعلى قوات الشر.

St-Takla.org         Image: The twelve Apostles, Depiction of Christ enthroned, Monastery of Apollo in Bawit, Egypt - ancient Coptic art صورة: الـ12 تلميذ - قبه باويط، دير أبوللو، مصر، ويظهر السيد المسيح في العرش محاطًا بالعذراء و التلاميذ الاثني عشر - من الفن القبطي الأثري

St-Takla.org Image: The twelve Apostles, depiction of Christ enthroned, Monastery of Apollo in Bawit, Egypt - ancient Coptic art.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الـ12 تلميذ - قبه باويط، دير أبوللو، مصر، ويظهر السيد المسيح في العرش محاطًا بالعذراء و التلاميذ الاثني عشر - من الفن القبطي الأثري.

* نالوا قوة من الأعالي ليكرزوا للخليقة كلها، وأرسلهم ليتلمذوا جميع الأمم ويعمدوهم باسم الثالوث القدوس ويعلموهم جميع ما أوصاهم به ونفخ في وجوهم لمغفرة الخطايا، ووعدهم بأن روح قدسه لن يفارقهم إلى انقضاء الدهر، فكان الروح يعلمهم ويتكلم على ألسنتهم ويحدد أماكن كرازتهم وينقلهم من حقل إلى أخر ويعمل بهم الآيات.

* أعطاهم موهبة التكلم بالألسنة وروح الشجاعة والمجاهرة ليتكلموا بكلامه بكل مجاهرة ويجرون الآيات والأشفية والعجائب باسمه، وكذا منحهم روح الإقناع والتعزية والمؤازرة والسلطان، ليضعوا الأيادي ويبنوا الكنائس مقودين بقوة الروح القدس، وبصحبة الملائكة الخادمة المرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرقوا الخلاص، ففتحت لهم الملائكة أبواب السجون وأخرجتهم منها وقادت مسارات كرازتهم فجازوا كل محرس، ولم يقدر أحد أن يقاوم الحكمة التي كانوا يتكلمون بها، حتى أن وجوهم كانت تبدو وكأنها وجوه ملائكة، فزلزلوا أساسات السجون وفتحوا أبوابها، وأقاموا موتى وشفوا مرضى بل وكان ظلهم ومناديلهم تبرأ الأوجاع وتخرج الأرواح الشريرة، وأعطوا قدرة ليخرسوا السحرة ويصدوا كل من يكذب أو يجدف على روح الله الساكن فيهم، ولم تكن شهادة كرازتهم بسمو الكلام بل ببرهان الروح والقوة، ولم يكونوا هم المتكلمين بل روح الله.

* إن الروح القدس أرشد الرسل التلاميذ إلى جميع الحق وأخبرهم بأمور آتيه فكانت لهم نعمة لدى جميع الشعب، ونطقوا بكلام الله أمام كثيرين، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. أما الذين سمعوهم فآمنوا وصار على الجميع خوف عظيم، وعلى هذا كان عهد الرسل ولإيمان الرسل وبركة الرسل وكنيسة الرسل التي نحن مبنيون على أساسها وربنا يسوع نفسه هو حجر الزاوية فيها.

* وبقوة روح الله صارت أفواههم خزائن ملكية حفظ في داخلها كنز شفى أمراضًا كثيرة وكل كلمة خرجت منهم كانت سببًا في ثراء روحي كبير، كحملان وكحمام عبر المحاكمات والاضطهادات، متكلين على من أرسلهم وعلى الذي يستطيع أن يجعلهم أقوى جدا من الأسود والأهوال. ولكن كان من المناسب أن يكونوا هكذا، لان هذا يمجدهم أيضا أكثر ويعلن عن قوة الذي اختارهم وعينهم أكثر.

* فالمجد لك يا صاحب المجد والوعد فقد أعطيت رسلك التلاميذ عطاياك وملأتهم من روحك القدوس روح الحكمة والفهم والمشورة والقوة والمعرفة والمخالفة، الروح الذي هو فوق كل علم ودراسة وهو صاحب الكلمة، وهو وحده الذي قادهم ليجاهروا وليجولوا مبشرين بالاسم الحسن الاسم الحلو المملوء مجدًا، الذي ليس بأحد غيره الخلاص، اسم الحياة والنور والفرح والمجد والبهاء والسلطان والقدرة والقوة والبركة والنعيم الأبدي.

* المجد لك أيها السيد الرب الإله ضابط الكل وابنك يسوع المسيح القدوس، لأنك أعطيت رسلك المكرمين أن يتكلموا بحسب كلام قولك وأن يعملوا حسب عملك المبارك، وأن يعطوا نعمة مجاهرة عظيمة ويعلو قولهم على كل تهديد، وينطقوا باسمك الذي تخضع له كان قوة في السموات والأرض والذي سيبقى عاليًا، وتنطق الآيات والعجائب باسمك العظيم فيمجدك كل حي يا إله الأحياء.

* المجد لك لأنك جعلت تلاميذك يفعلون كل ما سبقت وعينت يدك ومشورتك وقد مكنتهم ليتكلموا بما رأوا وسمعوا، رغم كل التهديدات المؤامرات، بل جعلتهم يزلزلون الأماكن التي تزعزعت أمام قوة شهادتهم بالكلمة وبالعمل... المجد لك لأنك ملئت أفواههم بكلامك ليتكلموا به علنًا وبلا مانع.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-018-Father-Athanasius-Fahmy-George/008-Al-Rosol-Al-Athar/Twelve-Disciples-05-Power.html

تقصير الرابط:
tak.la/kgmy4dj