وعن عِظَم الاستشهاد وكيف كان عبر إماتات الصليب، ويُعلِّمنا القديس أمبروسيوس أسقف ميلان (333 – 397 م) أنه:
”بموت الشُهداء تدعمت العقيدة وازداد الإيمان وتقوَّت الكنيسة، لقد انتصر الذين ماتوا أمَّا المُضطهِدون فقد غُلِبوا على أمرهم وهكذا فنحن نحتفِل بموت أولئِك الذين حياتهم غير معروفة لنا، وداود أيضًا فرح حينما تنبأ بانطلاق نفسه بقوله ”كريم أمام الرب موت قديسيه“ (مز 116: 15)، لقد حسب الموت أفضل من الحياة، وموت الشُهداء نفسه هو مُكافأة حياتهم، وبموتِهِم أيضًا، على اختلاف صُوَره، كفَّت الكراهية عن أن توجد بعد..“.
أكَّد القديس أمبروسيوس الميلاني على المعنى الواسِع للاستشهاد فيقول: ”هناك حروب أخرى أيضًا من الحروب التي على المسيحي أن يخوضها كل يوم، ونعني بها القِتال ضد الشهوات والصِراع ضد الرغبات، فأحيانًا الشهوة تُثير الأوجاع والخوف يُرعِب والغضب يُهيِّج والطموح يتحرك والشر يزيد، هذه القِتالات تُؤذي وتهِز كالزلزال النِفوس غير الثابِتة، ولكن الإنسان الشجاع يقول ”إن يُحاربني جيش فلن يخاف قلبي وإن قام عليَّ قِتال ففي هذا أنا مُطمئِن“ (مز 26: 3)، فالملوك يموتون والشُهداء يرِثون إلى الأبد كرامات ملكوت النعمة السمائية“.
لقد صمَّم القديس أمبروسيوس أن يكتُب وصيته بدفن جسده بجوار الشهيدين بروتاسيوس وجيرفاسيوس دليل على مدى ارتباط إيمان أمبروسيوس بقيمة الشُهداء وشفاعتهم..
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/fb94g5b