تعرض اليهود إبان الحكم السلوقي لشتى ألوان الاضطهاد، فقبل ذلك الوقت كانت متاعبهم تتعلق بشكل رئيسي بالوطن والصراعات الحربية، ولكنهم في هذه الفترة كانوا مضطهدين وهم داخل أوطانهم، فبينما كانت لهم الحرية الدينية الكاملة وهم في الشتات مثل مصر وبابل، نجدهم عاجزين عن إتمام واجباتهم الدينية وهم بجوار الهيكل، بل أن الهيكل ذاته تحول إلى معبد للإله زيوس!!
وقد اُضطهد كل من ختن ابنه، فلقد علقوا طفلين في عنق أمهم لأنها ختنتهم! وكذلك تعرض للأذى كل من اقتنى نسخة من التوراة، حيث صدر الأمر بالتخلص من جميع نسخ الشريعة وقتل كل من سلك بمقتضاها (1مكا 1: 50، 56، 57، 60، 61) كما قُتل الشيخ "ألعازر" الذي رفض أكل لحم الخنزير (2مكا 6: 18-31) كما قُتلت أم مع أولادها السبعة لرفضهم عبادة الأوثان (2مكا 7).
وقد اعتبرت الكنيسة هؤلاء الشهداء: "شهداء مسيحيون قبل المسيحية". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). إليهم أشار معلمنا بولس الرسول في (عبرانيين 11: 35-39) وعلى أسماءهم بنيت عدة كنائس لا سيما في إنطاكية أولًا حيث يُظن أن استشهادهم كان هناك، وتعيّد لهم الكنيسة اليونانية في أول أغسطس من كل عام، وقد امتدح هؤلاء الشهداء كل من القديس يوحنا ذهبي الفم، والذي وضع فيهم ثلاثة ميامر، وكذلك القديس غريغوريوس النزينزي والذي تُنسب إليه عظة عن المكابيين.
لقد ظهر تقليد تكريم الشهداء المكابيين لأول مرة في سنة 390 م. حين أشار القديس يوحنا ذهبي الفم إلى وجود رفاتهم بالقرب من مدينة إنطاكية، وبعد ذلك بقليل أشار القديس أغسطينوس في عظاته إلى كنيسة القديسين المكابيين في إنطاكية والتي شيدها المسيحيون. ومن إنطاكية انتقل تكريم الشهداء المكابيين إلى الغرب، فنقلت بعض رفاتهم إلى ميلانو وكولونيا وشيدت كنائس بأسمائهم في روما وليون وفيينا (1).
التقويم والتأريخ |
مدخل إلى سفريّ المكابيين
قسم
تفاسير العهد القديم |
عيد التجديد |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/zs4tdps