المفرد: شهيد، الشهيد - الجمع: شهداء، الشهداء - مثنى: شهيدة، الشهيدة - جمع المثنى: شهيدات، الشهيدات.
وهو كل مَنْ سلَّم حياته للموت من أجل الإيمان بالسيد المسيح، سواء كان كاهنًا أو من الشعب، أيا كان جنسه أو سنه(1).
كلمة شهيد باليونانية μαρτηρός وبالإنجليزية Martyr. والشهيد هو الأمين في شهادته. و"الشاهد" هو مَنْ يخبر بما شهده، وجمعها "شهود" أو "شُهَّد". ولذلك فالشاهد هو الشهيد، أما "الشهادة" -كمصدر- فهي الخبر القاطِع. فحين نقول: شَهِدَ فلان على كذا، أي أخبر به خبرًا قاطِعًا.
وهناك نوعين من الشهادة: إما الشهادة بالفم، أو شهادة الدم. واصطُلِح كنسيًّا على تسمية مَنْ يُتَمِّم الشهادة للمسيح بالفم، ويلحقه أي نوع من العذابات لا تؤدي إلى موته، باسم "مُعْتَرِف". ومَنْ يكمِّل الشهادة للمسيح بالدم باسم "شهيد".
ويوجد شهداء الحق، وشهداء العقيدة، وشهداء الوطن، وشهداء الواجب... إلخ. ولكن الكنيسة في صلواتها الليتورجية تخص بالذِّكر شهداء يسوع. أي الذين لهم إيمان صحيح، وشهدوا له في حياتهم سواء بالدم أو بالفم، وتحمَّلوا في مقابل ذلك عذابات وألامات كثيرة، إما أفضَت إلى الموت أم لا، وهؤلاء هم "الشهداء والمعترفون".
وللشهداء في الكنيسة مكانة رفيعة، لأن الإيمان الذي تسلَّمته الكنيسة عبر إلينا عائمًا على دمائهم، أو موثَّقًا باعترافاتهم. وبحسب التقليد الكنسي، فهم يأتون في الترتيب بعد العذراء القديسة مريم والدة الإله، ومصاف السمائيين، والقديس يوحنا المعمدان، ورؤساء الآباء والأنبياء. وفي مقدمة هؤلاء الشهداء الآباء الرسل الأطهار. وكان القديس استفانوس رئيس الشمامسة هو أول شهداء المسيحية.
وللإيضاح، فقد مرّ بالكنيسة في العصر الروماني عشر مراحل للاضطهاد في أيام الأباطرة(1):
أ. نيرون (عام 64 م. الخ).
ب. دومتيان 81-96 م.
ج. تراجان 9-117 م.
د. مرقس أورليوس 161-180 م.
ه... سبتميوس ساويرس 193-211 م.
و. مكسيموس التراقي 235-238 م.
ز. داكيوس "ديسيوس" 249-251 م.
ح. فالريان 253-260 م.
ط. أورليان 270-275 م.
ى. دقلديانوس وشريكه مكسيمانوس 284-312 م.
ويلاحظ أن الإمبراطور الواحد قد يثير اضطهادًا إلى حين ثم يتوقف، لكن الولاة في البلاد المختلفة يمارسون الاضطهاد حسب أمزجتهم الشخصية، ولعل أمرّ ضيق هو ما حلَّ في أيام دقلديانوس، وقد اشتهر في أيامه ثلاثة ولاة بمصر كانوا يتفننون في التعذيب، حتى كان الولاة خارج مصر متى أرادوا التنكيل بأحد ببشاعة يرسلونه إلى واحد منهم خاصة أريانا والي أنصنا. هؤلاء الولاة هم:
أ. أريانا أو أريانوس والي أنصنا (بجوار ملوي)، وكان يجول الصعيد كله ليمارس هوايته... انتهت حياته بقبول الإيمان المسيحي واستشهاده.
ب. أرمانيوس والي الإسكندرية.
ج. بومبيوس والي الفرما على حدود شمال شرقي القطر المصري.
* انظر أيضًا: هنبازين.
_____
(1) عن مقدمة كتاب قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية - القمص تادرس يعقوب ملطي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/q6zts74