فنجد كِتابه ملئ بالاستشهادات الكِتابية من العهدين القديم والجديد، وكثيرًا ما يذكُر الآيات عن ظهر قلب دِلالة على عُمقه الكِتابي، وقد ذَكَرْ الكثير من النصوص الإنجيلية التي تتحدَّث عن البتولية والعِفة، سواء التي تتحدَّث عنها صراحة أو بالرمز، كما يأخذنا من العهد القديم إلى العهد الجديد ومن القديم إلى الجديد ببراعة فائِقة.
فمع أنه يعيب على أوريجانوس استخدامه للمنهج الرمزي، إلاَّ أنه استخدمه في تفسير الكِتاب المُقدس، ويبدو أنه لم يكُن يرفُض المنهج الرمزي نفسه، بل كان يرفُض الإفراط فيه لدرجة إغفال المعنى الحرفي تمامًا، ومن أمثلة منهجه الرمزي:
الصفصاف (مز 137) رمز للبتولية.
القِيثارة التي عُلِّقت عليه رمز للجسد البشري.
أنهار بابِل رمز لتيارات الشهوات والأهواء.
السَّوسن (في نشيد الأنشاد) رمز للبتولية.
امرأة سِفْر الرؤيا رمز للكنيسة.
طِفلها رمز للإنسان الذي يُولد في جُرْن المعمودية.
بجانب رموز أخرى عديدة.
ويُجيد توظيف الكلِمات واستخدام الكلِمة الواحدة بأكثر من معنى، ففي حديثه عن المزمور (137) ”على أنهار بابل هناك جلسنا...“ استخدم كلمة ”ارغانون Αργανον “ أولًا بمعنى ”قِيثارة“ ثم استخدمها ثانيةً بمعنى ”الجسد“، ويقصِد به هنا نظام الجسد الإنساني الطبيعي الفيزيائي، وهذا الاستخدام المُزدوج يتوافق مع الفِكْر الذي يُريد أن يُقدِّمه، فقد شرح في هذه الفقرات أنَّ القيثارة رمز للجسد الذي نُعلِّقه على شجرة الصِّفصاف التي هي البتولية، فهو يرى أنَّ القيثارة رمز للجسد ولعلَّ هذا هو السبب الذي جعله يستخدم كلِمة واحدة لكليهِما، تلك هي ”على أنهار ارغانون Αργανον“.
وفي تحليله اللُغوي لكلمة بتولية، يقول أنَّ كلمة ”بتولية“ بتغيير حرف واحد تصير ”إلهية“ فكلمة ”بتولية“ في اللُغة اليونانية هي بارثينية ”Παρθενια“ وبحذف حرف واحد وهو الـ”ν“ تصير بارثيا ”Παρθεια“ التي تعني ”إلهية“.
فنجده في أوِّل صفحة من كِتابه يذكُر مقطع من هوميروس Homer، وفي معرض حديثه عن شجرة الصِّفصاف يقول ”كما أوضح هوميروس أيضًا ولهذا السبب قال أنَّ شجرة الصِّفصاف بلا ثمر“، ويذكُر في حديثه سبعة أبيات من هوميروس. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).
ففكرة وليمة العشر عذارى مُستعارة من عمل أفلاطون ”الوليمة Symposium“ ولكن ميثوديوس صاغ عمله بحيث يُقدِّم مُقابلة قوية بين الحِسْ الفلسفي الكاذِب وبين العِفة السماوية التي لهؤلاء الذين يذكُرهم الإنجيل ويصِفهم بـ”أنقياء القلب“ والذين يحيون على الأرض على رجاء الدعوة والوعود الإلهية.
كما تأثَّر بأفلاطون في نظرية المُحاكاة Theory of Imitation فقد رأى أفلاطون أنَّ الصورة المرسومة (مثلًا) هي مُحاكاة للصورة الأصلية الطبيعية، ولكن هذه الأخيرة هي مُحاكاة للصورة المِثالية الحقيقية، وهكذا تكون الصورة المرسومة مُحاكاة للمُحاكاة Imitation of an Imitation، بالمِثل رأى ميثوديوس أنَّ خيمة الاجتماع هي ظِلْ للكنيسة التي هي صورة للسماء، فخيمة الاجتماع مُحاكاة لمُحاكاة الأصل (الخيمة، الكنيسة، السماء).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/x2pk758