يا بني آدم يا من تسلط الموت عليكم تذكروا الموت وفكروا في الحياة ولا تعصوا الوصية كما فعل أبوكم أدم.
أيها الملوك المتوجون بالإكليل تذكروا الموت فإنه سيطيح بتيجانكم الموضوعة على رؤوسكم ويملك عليكم إلى أن تقوموا مره أخرى للدينونة أيها المتعالون المتشامخون المتكبرون تذكروا الموت الذي سيبيد تشامخكم ويفسد أعضائكم الجسدية ويهلك أجسادكم فالمتكبرون بالموت ينزلون والشرسون سيدفنون في ظلامه سيزيل الموت المتكبرين فتفسد (أجسادهم) ويصيرون ترابًا إلى يوم الدينونة.
أيها الأغنياء تذكروا الموت فإنه عندما يحين الوقت الذي فيه لا تأخذون معكم شيئًا فإنكم لا تقدرون أن تستخدموا غناكم أو ممتلكاتكم.
إنه لا يضع أمامكم المأكولات الشهية والولائم الغنية بل ستفسد أجسادكم الشرهة التي اعتادت أن تعيش في ترف.
إنهم سيكفون عن ترفههم ولا يعودون يذكرونه. هناك الدفء تهلك أجسادهم ويكتسون بالظلام بدلًا من اللباس الثمين.
إنهم لا يتذكرون نهاية العالم وان الموت سيزعجهم عندما ينزلون إليه فيجلسون في ضيقة وفي ظلال الموت حيث لا يعودون يذكرون هذا العالم حتى يقوموا في يوم الحكم...
يا أيها الجشعون والمغتصبون وسالبوا إخوتكم تذكروا الموت ولا تزيدوا خطاياكم لنه ليس هناك توبة للخطاة ومن سلب مال إخوته لا يجد حتى ماله بل يذهب إلى حيث لا ينتفع الإنسان بثروته يذهب إلى الهاوية حيث تزول كرامته وتبقى خطاياه ضده إلى يوم الحكم.
7- يا من تثقون في هذا العالم (متكلين عليه) احتقروه في أعينكم لأنكم غرباء عنه راحلون منه وأنتم لستم تعرفون اليوم الذي فيه ترحلون إنه سيأتي الموت بغتة ويفصل الأبناء المحبوبين عن والديهم ويأخذ لنفسه الآباء عن أبنائهم الأعزاء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إنه يأخذ لنفسه الأبناء الوحيدين الأعزاء عن آبائهم مستهزئا مستهينًا بهم. إنه يفصل الأصدقاء الألداء عن بعضهم البعض ليأخذهم لنفسه تاركًا المحبون يندبون باكين!
يأخذ لنفسه المأسورين بجمالهم (الجسدي) ويشوه شكلهم ويفسدهم! يأخذ لنفسه الممجدين (بالجمال الأرضي) فيصيرون ترابًا إلى أن يأتي يوم الحكم! ينزع لنفسه العروس عن عريسها ويأسرها في حجرته الزيجية في مكان ظلمته! ينزع لنفسه الأزواج عن العذارى اللواتي كتبن ليكن لهم وخطبن لأسمهم ويبقى هؤلاء يبكين في نحيب مر من أجلهم!
يأخذ لنفسه الشابات الجميلات
اللواتي يحسبن إنهن لا ينتظرن الموت حتى عندما يكبرون في السن! يأخذ لنفسه
الأطفال المحبوبين أولاد أيام قلائل قبل أن يشبع منهم والديهم! يأخذ لنفسه الأغنياء أبناء الترف
ويتركون ممتلكاتهم كأمواج
البحر!
+
يأخذ لنفسه كبار الفنانين الذين هزوا العالم بأعمالهم العجيبة!
+
يأخذ لنفسه الخبثاء والحكماء (وتصير أجسادهم) غير قادرة على التمييز بين الخير
والشر!
+
يأخذ لنفسه من وهبوا قسطًا وافرًا من أمور هذا العالم فتباد ممتلكاتهم ولا تبقى
إلى الأبد!
+
يأخذ لنفسه القادرين والعظماء فتسقط قوتهم ويضعفون وينتهون هؤلاء الذين كانوا
يعتمدون على قوتهم ويثقون في أنها لن تخور، يجمع الضعفاء أجسادهم في يوم موتهم...
فالموت لا يبجل المكرمين ولا يقبل رشوة من الأغنياء ولا يزدري بالفقراء ولا تحتقر نفسه المعدمين! إنه لا يهاب ذوي الجلال ولا يميز بين صالح وطالح...!
لا يأخذ في حسبانه الشيوخ أو يكرمهم عن الأطفال...! إنه يقتاد العبيد ويقتاد سادتهم ولا يكرم السادة على العبيد ف "الصغير كالكبير هناك والعبد حر من سيده (أي19،18:3)...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/2t43rhn