أعمالنا في ذاتها ليست لها القدرة على الوفاء عن خطايانا بل نؤمن بيسوع الذي (أُسْلِم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا) (رو 4: 25) فالأعمال ضرورية لا للوفاء عن الخطية بل بكوننا أولاد الله السالكين في النور لأن لا يليق بنا أن نعود إلى ظلمتنا فنحرم من النور "لا يغركم أحد بكلام باطل لأنه بسبب هذه الأمور يأتي غضب الله على أبناء المعصية فلا تكونوا شركاءهم. لأنكم كنتم قبلًا ظلمة وأما الآن فنور في الرب اسلكوا كأولاد نور" (أف 5: 6-8).
لكننا نتساءل هل للعطاء القدرة على عتقنا من الدينونة؟
يجيب الكتاب المقدس بإفاضة بالإيجاب نذكر منها قوله: (بالرحمة والحق يستر الإثم (ام16:6).
(فارق خطاياك بالبر وآثامك بالرحمة للمساكين لعله يطال اطمئنانك (دا 4: 27).
(الصلاة جيدة مع الصوم والصدقة لان الصدقة تنجي من الموت وتطهر من الذنوب (طوبيا12: 8-9).
(أعطوا ما عندكم صدقة وهوذا كل شيء يكون نقيًّا لكم (لو 11: 41).
(الماء يطفئ النار الملتهبة والصدقة تكفر الخطايا (حكمة يشوع 3: 33).
لا يعني هذا أن الصدقة في ذاتها تقدر أن تكفر عن الخطية وإلا لما كان هناك حاجة للفداء بل لأن الصدقة تعلن عن قلب قبل الخلاص وامتلأ بيسوع المحبة فأحب المحتاجين والمتألمين.
ومن جهة أخرى فإن الصدقة تعلن رحمتنا لإخوتنا وحبنا لهم والمحبة تستر كثرة من الخطايا فلن يوجد إنسان يمكن أن يتبرر أمام الله لكن حبنا للآخرين في الله يجعله يغفر خطايانا باستحقاق دمه في أوقات كثيرة أذكوكم أيها الأحباء وأعترف لكم بما يدهشني كثيرًا فيما ورد في الكتاب المقدس وهو ما ينبغي على أن ألفت أنظاركم إليه كثيرًا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). لذلك أتوسل إليكم أن تفكروا فيما قاله ربنا يسوع المسيح عن نفسه أنه عندما يأتي يوم الدينونة في نهاية العالم سيجمع كل الأمم أمامه ويقسم البشر قسمين واحد عن يمينه والآخر عن يساره ثم يقول للذين عن اليمين تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم وأما الذين عن اليسار فيقول لهم اذهبوا عني... إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وكل ملائكته ابحثوا عن أسباب هذا الجزاء العظيم أو العقاب المريع لماذا يرث الأولون الملكوت؟ لأني جعت فأطعمتموني. ولماذا يذهب الآخرون إلى النار الأبدية؟ لأني جعت فلم تطعموني.
إنني أسال:- ماذا يعني هذا فإنني أرى ورثة الملكوت مسيحيين صالحين مؤمنين غير محتقرين لكلمات الرب لهم رجاء ثابت في مواعيده لهذا أعطوا المساكين ولو لم يصنعوا ذلك لما كان ذلك العقم يتناسب مع حياتهم الصالحة فقد يكونون أطهارًا غير خادعين ولا سكيرين حافظين أنفسهم من كل شر لكنهم إن لم يضيفوا إلى هذا أعمالا صالحة (الصدفة) يبقون عقيمين فلم يقل الرب لهؤلاء (تعالوا رثوا الملكوت لأنكم عشتم أطهارًا لم تخدعوا إنسانًا ولا ظللتم فقيرا ولا اعتديتم على تخم أحد ولا خدعتم أحدًا بقسم إنه لم يقل هذا بل قال كنت جوعانا فأطعمتموني يا لامتياز الصدقة عن بقية الفضائل جميعها لأن الرب لم يشر إلى الكل بل إليها وحدها!!
كذلك يقول للآخرين اذهبوا إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته مع أن هناك أشياء كثيرة يمكن أن يثيرها ضد الأشرار عندما يسألونه لماذا نذهب إلى النار الأبدية؟ إنه لا يقول لهم لماذا تسألون هكذا أيها الزناة والقتلة والمخادعون ومنتهكو حرمة المعابد والمجدفين وغير المؤمنين؟ إنه لم يذكر لهم شيئًا من هذا بل يقول لهم لأني جعت فلم تطعموني.
أراكم تتعجبون مثلي وحقًا إنه لأمر عجيب فقد كتب (الماء يطفئ النار الملتهبة والصدقة تكفر الخطايا (حكمة يشوع 3: 33) كما كتب أيضًا أغلق على الصدقة في أخاديرك فهي تنقذك من كل شر (حكمة يشوع15:29) وأيضًا لذلك أيها الملك لتحسن مشورتي لديك وافتد خطاياك بالصدقة. وهناك شهادات كثيرة من الوحي الإلهي يظهر فيها ما للإحسان من فوائد كثيرة في إخماد الخطايا وإزالتها لذلك سيلصق الإحسان بهؤلاء الذين على وشك أن يحكم الله عليهم بل بالحري الذين سيتوجهم فكأنه يقول لهم إنه صعب على ألا أجد عليكم سببًا لإدانتكم بامتحانكم ووزنكم بدقة وفحص أعمالكم لكن أدخلوا الملكوت لأني كنت جوعانا فأطعمتموني فستدخلون الملكوت، لا لأنكم لم تخطئوا بل بإحسانكم أزلتم خطاياكم. كذلك كأنه يقول للآخرين اذهبوا إلى النار الأبدية المُعَدَّة لإبليس وملائكته... إنه ليس بسبب ما تفكرون فيه من خطايا، بل لأني كنت جوعانا فلم طعمتموني. فلو ابتعدتم عن أعمالكم الشريرة هذه والتفتم إليَّ لخلصتم من كل جرائمكم وخطاياكم بإحساناتكم لأنه طوبى للرحماء لنهم يرحمون (مت7:5) ولكن الآن اذهبوا إلى النار الأبدية لأن الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة (يع13:2).
+ إخوتي إنني أشوقكم إلى إعطاء خبزكم الأرضي وطلب الخبز السماوي فالرب نفسه هو ذاك الخبز إذ يقول أنا هو خبز الحياة ولكن كيف يعطيكم الرب يا من لا تعطون المحتاجين؟ وأحد يحتاج إليكم وأنتم تحتاجون لآخر (الله) اصنعوا بالآخرين ما تريدون أن يصنع لكم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/j8d9zb7