تحدث بولس الرسول إلى الاثنين عن الله قائلًا: "الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه "هذا إذ هو رب السماء والأرض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي ولا يخدم بأيادي الناس كأنه محتاج إلى شيء. إذ هو يعطي الجميع حياة ونفسًا وكل شيء...
إنه عن كل واحد منا ليس
بعيدًا "لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد" (أع28:22:17).
+
فالله ليس ببعيد عن نفوسنا بل هو مركزها!
إن كانت السماء والأرض لا
تسعانه لكنه يقبل النفس البشرية التي هي على صورته ومثاله عرشًا له. وهي أيضًا
تمتلئ به وتستريح!
إنه يطلب القلب (أم26:23) "وإذ تقدمه النفس للرب تراه سريرًا صغيرًا" (نش1:3) فيوسعه الرب: (أش8:57) لكنه لا يحتمل معه عريسًا أخر...
فالقلب راحته في الرب وحده وشبعه يكمن فيه لأنه سماوي ولا يمتلئ إلا بذاك السماوي...
وكما أن الخاتم الذي يصنع خصيصًا ليوضع فيه حجر كريم مثلث الشكل لا يقبل غيره هكذا النفس لا تسعد إلا بالثالوث الأقدس.
لهذا نقول أنه من غير الخطية ما كانت حاجة إلى وصية المحبة إذ النفس بطبيعتها تنجذب نحو الله كما ينجذب حجر ثقيل نحو الأرض طبيعيًا بفعل الجاذبية الأرضية...
أما وقد دخلت الخطية إلى القلب فقد صارت هناك حاجة إلى تنقية القلب بعمل دم يسوع وتقديس الروح... مع وصية المحبة.
لقد صارت هناك حاجة إلى أن يعرف الإنسان أن الله مركز حياته وسعادته، فيه كل شبع النفس وراحتها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). هذا الأمر الذي ما كان لآدم أن يسمع عنه، لأنه يعرفه طبيعيًا.
أما الآن بعد السقوط فلا يكف الله عن أن يوبخ جهلنا معلنًا حقيقته قائلًا "لأن شعبي عمل شرين تركوني أنا ينبوع المياه الحية لينقروا لأنفسهم آبارًا آبارًا مشققة لا تضبط ماء" (أر2).
وجاء رب المجد يسوع ينادينا "تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت28:11).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/an4f4q9