+ إلهي... ليتني أعرفك، يا من أنت تعرفني. ليتني أعرفك يا قوة نفسي!! أكشف لي عن ذاتك، يا معزي نفسي...! ليتني أعاينك يا ضياء عيناي...! أسرع يا بهجة نفسي لأتأمل فيك يا سرور قلبي...! ألهمني حبك، فأنت هو حياتي...! لا تترك أحضاني، أيها العريس السمائي، فعند حلولك ينتاب كياني كله داخلي وخارجي. نشوة فائقة علوية!
هبني ذاتك أيها الملكوت
الأبدي حتى أتمتع بك أيها الحياة المبارك يا تهليل نفسي غير
المدرك...! نعم. أعني أحبك. فأنت هو إلهي. أنت حامي. أنت خصني المنيع. أنت رجائي العذب في وسط ضيقاتي...
+
لألتصق بك، فأنت هو الخير وحده، وبدونك ليس للخير وجود لتكن أنت سعادتي، يا كلي
الصلاح...!
افتح أعماق أذني، فأسمعك أيها الكلمة الإلهي، يا من يخترق نفسي كسيف ذي حدين...! أه! يا إلهي!! أرعد من سماك بصوتك القوي" (مز13:11)!! ليزأر البحر وكل أمواجه لتتزلزل الأرض وليرتعب كل ما عليها أنزل عليهما بالصواعق فيتبدد كل شيء فيهما. وفي النهاية اكشف لأذني أعماق المياه وأسس المسكونة" (مز15:18)!
أيها النور غير المنظور هب لي عينان تستطيعان معاينتك! يا رائحة الحياة الإلهي هب لي حاسة جديدة للشم تجذبني نحو رائحة أطيابك الذكية...! ربي... نقي في حاسة التذوق حتى تقدر أن تتذوقك وتتعرف عليك وتكتشف غنى لذتك المذخرة لكل من يرتشف رحيق محبتك...!
هب لي قلبًا لا ينبض إلا بحبك، ونفسًا تعشقك، وروحًا أمينًا لذكراك، وفكرًا يدرك غور أسرارك وعقلا يستريح فيك ويتحد بحكمتك المحيية دائمًا، ويعرف كيف يحبك بتقوى أيها الحب المذخر فيك كل حكمة!
أيها الحياة، لمجدك يحيا كل مخلوق. لقد وهبتني الحياة وفيك حياتي. بك أحيا، وبدونك أموت...! بك أقوم، وبدونك أهلك...! بك أمتلئ فرحًا، وبدونك أهلك حزنًا...! أنت هو الحياة مصدر الحياة ليس شيء يوازي وداعتك وجمالك...! أتوسل إليك: أخبرني أين أنت؟! أين ألقاك، فأختفي فيك بالكلية ولا أوجد إلا فيك! آه! أسرع وأجعل من نفسي مسكنًا لك، ومن قلبي مستقرًا!! تعالي... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فإني مريض حبًا. بعدي عنك موت لي وذكرك يحي نفسي...! رائحتك تعيد لي قوتي، وذكراك يخفف آلامي ظهورك شبع لي" (مز10:17)! إن كل من يعرفك يحبك! ينسي نفسه! يحبك أكثر من ذاته! يترك نفسه وينجذب إليك لينهل لذاته الإتحاد بك!
سيدي... إن كنت لم أحبك كما ينبغي، فذلك لأنني لم أعرفك بعد جيدًا فقلة معرفتي جعلت حبي لك فاترًا وفرحي الذي أتمتع به فيك ضعيفًا!
ويحي!! فأنه بعبوديتي للمغريات الخارجية، أنشغل عنك أيها السعادة الكامنة في داخلي، وأحرم منك، وأذهب لكي أرتبط برباطات دنسة مع أباطيل العالم!!
هوذا في بؤسي القلب الذي لك وحدك أن تمتلكه بكل عواطفه وأحاسيسه وتضحياته قد وهبته أنا للأمور الباطلة فصرت باطلًا بحبي للباطل! لهذا لم تعد بعد أنت فرحي بل تركتك واندفعت أجري وراء محبة العالم الخارجي! مع أنك لا ترتاح إلا في أعماق نفسي! أنا أريد التلذذ بأعمال الجسد وأنت تود الابتهاج بروحي! أنا بأعمال الجسد أملأ قلبي واشغل بها ذهني وأجعلها محور حديثي، أما أنت يا ألهي فتحيا في النفس غير المحسوسة الخالدة!! أنت تملك السماء وأنا أزحف على الأرض! أنت تعشق الأعالي، وأنا أطلب السفليات. أنت تشغلك السماويات وأنا غارق في الأرضيات. ترى متى تتقابل مثل هذه الميول المتعارضة؟!
+ إلهي... لقد جعلت نفسي قدرة على أن تسع جلالك غير المحدود لئلا يكون لها شيئًا يقدر أن يملأها سواك!
+ إلهي... إنك صنعتنا لأجلك... لذلك يبقى قلبنا مضطربًا قلقًا عديم الراحة على الدوام حتى يستريح بك!
+ إلهي...إن النفس البشرية هي جبلة يديك...أوجدتها نفسًا مفكرة، عاقلة، روحية، خالدة، دائمة الحيوية. وإذ لم يعد سرورها كامنًا في جمال وجهك كرستها بمعموديتك لكي تسع جلالك...ولا يستطيع أحد أن يملأها سواك!
عندما تقتنيك تشبع كل
إلهاماتها ولا شيء من الخارج يقدر أن يشبع
رغباتها...! ألست أنت هو الخير الفائق، وكل خير
إنما هو مستمد منك؟!
+
القلب الذي لا يبتغيك، ماذا يطلب؟! أيطلب الغني الذي لا يملأ العالم أم ينبغي
أشياء مخلوقة... وما هذه الرغبة في الأشياء المخلوقة إلا مجاعة دائمة؟!! مَن يقتنيها، تبقى نفسه بلا سبع لأنها لا تقدر أن تشبع إلا بك يا إلهي، إذ أنت خلقتها على صورتك...
أيها الرب إلهي...أيها الفائق
القدرة...لقد عرف الآن موضع سرورك إنها النفس المخلوقة على صورتك كشبهك تلك التي
لا تطلب غيرك ولا تشتاق إلا إليك...!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/cs8m9st