لم يكن بولس الرسول من الاثني عشر أو السبعين أو غيرهم مكن الذين شاهدوا السيد المسيح قبل الصعود، بل على العكس تمامًا فقد كان مضطهدًا للكنيسة في أيامها الأولى ثم ظهر له السيد في الطريق إلى دمشق وأختاره ليكون رسوله إلى الأمم "لأن هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي أمام أمم وملوك وبنى إسرائيل. لأني سأريه كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمي (111)" ودعي "رسولًا (112)". وكانت دعوة الرب له مباشرة "وأعرفكم أيها الأخوة الإنجيل الذي بشرت به أنه ليس بحسب إنسان. لأني لم أقبله من عند إنسان ولا عُلّمته (تلقيته). بل بإعلان يسوع المسيح. فإنكم سمعتم بسيرتي قبلًا في الديانة اليهودية أنى كنت أضطهد كنيسة الله بإفراط وأتلفها. وكنت أتقدم في الديانة اليهودية على كثيرين من أترابي في جنسي إذ كنت أوفر غيرة في تقليدات آبائي. ولكن لما سر الله الذي أفرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته أن يعلن أبنه فيّ لأبشر به بين الأمم للوقت ثم أستشر لحمًا ودمًا ولا صعدت إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي بل انطلقت إلى العربية ثم رجعت أيضًا إلى دمشق. ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم لأتعرف ببطرس فمكثت عنده خمسة عشر يومًا. ولكني لم أرى غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب (113)".
كانت رسولية بولس الرسول هي عمل مباشر للرب يسوع القائم من الأموات والجالس عن يمين العظمة في السماء "بولس رسول لا من الناس ولا بإنسان بل بيسوع المسيح والله الآب الذي أقامه من الأموات (114)"، كانت رسوليته بإعلان خاص ومباشر من الرب نفسه الذي ظهر له بعد صعوده إلى السماء وأختاره ليكون رسوله إلى الأمم وأعلن له الإنجيل مباشرة بدون وساطة أي إنسان "بإعلان يسوع المسيح"، "لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضا أن الرب يسوع في الليلة التي أُسلم فيها أخذ خبزًا وشكر وكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم. اصنعوا هذا لذكرى. كذلك الكأس أيضا بعدما تعشوًا قائلًا هذه الكأس هي العهد الجديد بدمى. اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري (115)"، "أَنَّهُ بِإِعْلاَنٍ عَرَّفَنِي بِالسِّرِّ (116)".
ويلخص في رسالته الأولى إلى كورنثوس دعوته أو بشارته، جوهر الإنجيل الذي بشر به بقوله "وأعرفكم أيها الأخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به وقبلتموه وتقومون فيه وبه أيضا تخلصون إن كنتم تذكرون أي كلام بشرتكم به إلا إذا كنتم قد آمنتم عبثًا. فإنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضا إن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب. وأنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب. وإنه ظهر لصفا (بطرس) ثم للاثني عشر. وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمئة أخ أكثرهم باق إلى الآن ولكن بعضهم قد رقدوا. وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل أجمعين. وآخر الكل كأنه للسقط ظهر لي أنا (117)". ثم يؤكد أن ما يكرز به هو نفس ما يكرز به بقية الرسل "فسواء أنا أم أولئك هكذا نكرر وهكذا آمنتم (118)".
وكانت إعلانات الرب له كثيرة جدًا حتى انه أُخذ، ذهب، إلى السماء الثالثة، إلى الفردوس "فإني آتى إلى مناظر الرب وإعلاناته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أعرف إنسانًا في المسيح قبل أربع عشرة سنة أفي الجسد لست أعلم أم خارج الجسد لست أعلم. الله يعلم. أختطف هذا إلى السماء الثالثة. وأعرف هذا الإنسان أفي الجسد أم خارج الجسد لست أعلم. الله يعلم. أنه أختطف إلى الفردوس وسمع كلمات لا ينطق بها ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها (119)". لقد وصل إلى قمة الإعلان "إلى مناظر الرب وإعلاناته".
وقد بشر بولس الرسول في كثير من بلاد آسيا الصغرى وفلسطين وسوريا وقبرص واليونان وروما، من أورشليم إلى إلليريكون أقصى حدود اليونان "حتى أكون خادمًا ليسوع المسيح لأجل الأمم مبشرًا لإنجيل الله ككاهن ليكون قربان الأمم مقبولًا مقدسًا بالروح القدس. فلي افتخار في المسيح يسوع من جهة ما لله. لأني لا أجسر أن أتكلم عن شيء مما لم يفعله المسيح بواسطتي لأجل إطاعة الأمم بالقول والفعل. بقوة آيات وعجائب بقوة روح الله. حتى إني من أورشليم وما حولها إلى إلليريكون قد أكملت التبشير بإنجيل المسيح (120)".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/w5n42v5