كلمة رسول المستخدمة في الإنجيل هي "أبو يتولوس – Apostolos" وتعنى "رسول، مرسل، مبعوث فوق العادة، سفير"، وتعني في العهد الجديد بالدرجة الأولى شخص المسيح باعتباره المريل من الآب "ونحن قد نظرنا ونشهد أن الآب قد أرسل الابن مخلصًا للعالم (93)"، وقال السيد المسيح مخاطبًا الجموع "لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة (الآب) الذي أرسلني (94)"، وقال مخاطبًا الآب "وهذه الحياة الأبدية يعرفونك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته (95)".
وتعنى الكلمة في العهد الجديد، بصفة عامة، رسول المسيح، مبعوث المسيح، مرسل المسيح إلى كل العالم؛ "كما أرسلني الآب أرسلكم أنا. ولما قال هذا نفخ وقال لهم أقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له. ومن أمسكتم خطاياه أُمسكت"، "من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني (97)"، "الذي يسمع منكم يسمع منى. والذي يرذلكم يرذلني. والذي يرذلني يرذل الذي أرسلني (98)".
ورسول المسيح هو الشخص الذي تعلم منه وتدرب على يديه، هو أحد الذين أتبعوه وعاشوا معه منذ معمودية يوحنا المعمدان إلى اليوم الذي صعد فيه إلى السماء (99)، أنه أحد الذين شاهدوا المسيح القائم من الموت وأعدوا للشهادة له في كل العالم. والذين شاهدوا الرب القائم من الأموات كثيرين وعلى رأسهم "الأحد عشر تلميذًا"، "هم والذين (كانوا مجتمعين) معهم (100)"، ويذكر القديس بولس أن الرب ظهر لثلاث مجموعات كبيرة غير الأفراد، هذه المجموعات هي "للاثني عشر. وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمس مئة أخ.. ثم للرسل أجمعين (101)". وهذا العدد يعني أكثر من خمسمائة بكثير.
وينطبق لفظ ووصف رسول بدرجة أكبر على التلاميذ الأحد عشر، بعد خيانة يهوذا وموته، الذين أختارهم الرب منذ البدء "ليكونوا معه وليرسلهم ليكرزوا (102)"، "الذين سماهم أيضا رسلًا (103)". وهؤلاء الأحد عشر كانوا معه منذ معمودية يوحنا إلى اليوم الذي صعد فيه. ويسميهم القديس لوقا "الرسل الذين أختارهم (104)" أي الرب، المسيح.
هؤلاء الرسل الذين كانوا مع الرب منذ معموديته إلى صعوده وأعدهم بنفسه ظهر لهم بعد القيامة "أربعين يومًا ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله. وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه منى. لأن يوحنا عمد بالماء وأما أنتم فستعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير (105)". فقد أرسلهم للبشارة في العالم أجمع وليكونوا رسله وسفراءه إلى كل المسكونة، ولكن بعد حلول الروح القدس:
"وها أنا أرسل إليكم موعد أبى. فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي (106)"،
"ولكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودًا في أورشليم وفى كل اليهودية والسامرة إلى أقصى الأرض (107)"،
"فتقدم يسوع وكلمهم قائلًا ك دُفع إلىّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فأذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أنا أوصيتكم به (108)"،
"وقال لهم أذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن وأعتمد خلص. ومن لم يؤمن يدن (109)".
وبعد مرور حوالي خمسة وعشرين سنة كان الرسل قد انتشروا في كثير من بلاد العالم وبقاع الأرض، ومن ثم يقول القديس بولس الرسول في هذه الفترة:
"الإنجيل الذي سمعتموه المُكْرَز به في كل الخليقة التي تحت السماء (110)".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/5jrnr79