لأن الله يعلم ضعف ونقص البشرية وعجزها عن أن تعمل الصلاح بدونه، لهذا أعطانا جسده ودمه الأقدسين طعامًا روحيًا ومنًا سماويًّا وحياة أبدية وغفران لخطايا كل من يتناول منه نحن في الإفخارستيا نشترك مع الله في موته وقيامته، وكل من يثابر على التناول من المذبح المقدس ينال قوة لغلبة الذات والعالم والشيطان. إنه الحياة الفائقة للطبيعة، وكل من يتناول منه تائبًا منسحقًا مؤمنًا بقوة هذه العطية يغلب نواميس الطبيعة، يعلو فوق غرائز الجسد وإلحاحاتها العنيفة، تدب فيه روح الأبدية وتهون معاناة الجهاد ويفرح بتعزيات الروح التي تغنيه عن الملذات والجسديات...
إن سر الإفخارستيا هو العصارة الآتية من الكرمة للأغصان لتحييها وتقويها وتشددها وتخصبها وتنميها.. إشعياء النبي عندما مسته الجمرة الإلهية من على المذبح طهر في الحال واستحق أن ينطق النبوءة وأما نحن فتدخل أحشائنا هذه النار المقدسة لتطهرنا من كل دنس الجسد والروح، ولتلهب فينا مشاعر الحب الإلهي والغيرة المقدسة والسهر الروحاني واللهفة في انتظار مجيء الرب في يقظة نفس وأمانة قلب.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/frmy7mb