"شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني. أحلفكن يا بنات أورشليم ألا تيقظن ولا تُنبهن الحبيب حتى يشاء" (نش 8: 3، 4).
هذه العبارات والتشبيهات مكررة وسبق أن قالتها العروس في (نش2: 6، 7)... سبق أن قلنا في نهاية الأصحاح السابق أنه كثمرة من ثمار المحبة بدأت العروس تتجه للخدمة مع عريسه... وهنا هي تكرر هذا التعبير الذي يعبّر عن الحب لئلا يظن أحد أن الخدمة شغلتها عن محبة عريسها، بل العكس هو الصحيح أنه كلما كانت المحبة قوية كلما كان ثمر الخدمة وفيرًا ومبارك...
يوحنا الرسول حبيب الرب منفيًا في جزيرة بطمس، ورأى الرب في جلاله سقط عند رجليه كميت، فوضع يده اليمنى عليه قائلًا له لا تخف. وهي نفس اليد التي رآها يوحنا مثقوبة ومسمّرة بالصليب عند الجلجثة، ورآها بعد ذلك مرفوعة بالبركة وقت صعود المسيح إلى السماء... وإذ وضع يده عليه ملأ قلبه سلامًا وبدّد كل مخاوفه... لقد اختبر يوحنا وهو التلميذ الذي كان يسوع يحبه، ما اختبرته العروس هنا "شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني"، حينما اتكأ وقت العشاء الأخير على صدر الرب يسوع... ما أحلى حينما نريد أن نأوي إلى فراشنا أن نستودع حياتنا بين يديّ الرب ونتذكر هذه الكلمات ونتخيلها ونطلب منه أن يتممها معنا "شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني"... من ذا الذي يقدر أن يقترب من نفس في حضن الرب... رنها تنام في حب ودفء وحماية وسلام وبركة ما بعدها بركة...
عندما كان
+ أما عن قولها "أحلفكن يا بنات أورشليم ألا تيقظن ولا تُنبهن الحبيب حتى يشاء" فسبق أن تكررت في موضعين سابقين في هذا السفر (نش 2: 7 ؛ 3: 5) (انظر نص السفر هنا في موقع الأنبا تكلا)... إنها تناشد من حولها أن يلزمن الهدوء والصمت حتى لا يحدث ما يعكر صفو هذه الشركة الحلوة. إن كل من اختبر حلاوة الشركة مع المسيح وذاق مشاعر محبته لا يمكن إلا أن يرغب في استمرار هذه الافتقادات الإلهية، على نحو ما اشتهى بطرس ذلك فوق جبل التجلي وقال "جيد يا رب أن نكون ههنا"... إن الاحتضان بالذراع الشمال واليمين رمز لمحبة الرب وتعزياته... ولكن تقول العروس هنا لبنات أورشليم "حتى يشاء"، لأن التعزيات الإلهية لا تستمر على طول الخط وذلك من أجل خير الإنسان حسب كلمة الله...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/rzs6ats