"ساقاه عمودا رخام مؤسستان على قاعدتين من إبريز. طلعته كلبنان. فتًى كالأرز" (نش 5: 15).
كون ساقيه عمودا رخام إشارة واضحة إلى ثبات واستقرار كل شيء بالمسيح. فقد جعل الله كل شيء مرتبط به متميزًا بالثبات وعدم التزعزع، على عكس أمور البشر... والرخام يشير إلى اللون الأبيض والنقي... واللون الأبيض يلازم الأوصاف التي تصف بها العروس حبيبها "حبيبي أبيض -"عيناه مغسولتان باللبن"- السوسن ناصع البياض ثم العاج الأبيض وعمودًا الرخام... إن اللون الأبيض الناصع من مميزات القديس. ففوق جبل التجلي كان " لباسه مبيضًا لامعًا حتى أنه لا يقدر قصار على الأرض أن يبيض مثله. فكل ما للمسيح يتميز بهذا الوصف وسيظهر ذلك حتى في "العرش العظيم الأبيض".
مرتبطإن الإنسان بحسب الجسد لم يستطع في أي وقت من الأوقات أن يثبت في أي مركز وضعه الله فيه، فلا عجب إن كان الله "لا يُسر بساقي الرجل" (مز 147: 10)... إن تمثال نبوخذ نصر يعطينا فكرة صحيحة مؤيدة لهذه الحقيقة، فقد كان الرأس من ذهب. ولكن الإنسان لم يثبت في هذا المركز الممنوح له من الله بل أخذ في الانحدار من الذهب إلى الفضة ثم إلى النحاس والحديد وأخيرًا إلى الخزف... أما الملك الحقيقي ربنا يسوع المسيح فإن "رأسه ذهب إبريز" و"يداه حلقتان من ذهب "، وساقاه عمودًا رخام مؤسستان على قاعدتين من إبريز. فالذهب يرى من هامة رأسه إلى باطن قدميه "يقيم إله السموات مملكة لن تنقرض أبدًا وملكها لا يترك لشعب آخر" (دا 2: 44)... أنه الشخص الوحيد الذي استطاع أن يثبت إلى الأبد كل المقاصد الإلهية لمجد الله ولبركة الإنسان...
"طلعته
لقد ارتفع الرب المبارك فوق كل المستويات الأرضية، وصار أعلى من السموات كونه "فتى كالأرز" يكشف عن سموه وطبيعته المرتفعة. ورغم أنه صار إنسانًا لكنه تسامَى فوق الكل كما يرتفع أرز لبنان الشامخ فوق كل الأشجار، هكذا ينفرد الرب في مجده.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/hmphj8a