"ما دام الملك في مجلسه أفاح نارديني رائحته" (نش 1: 12).
المعنى الحرفي لهذه الآية هو "ما دام الملك جالسًا ومتكئا على مائدته فالناردين الذي لي تفوح رائحته الذكية".
الروح القدس يأتي بنا إلى الأقداس حيث "الملك جالسا على مائدته"، وهذا يقودنا إلى الوصف الرائع لمائدة سليمان الملك... "وكان طعام سليمان لليوم الواحد ثلاثين كر سميذ وستين كر دقيق وعشرة ثيران مسمنة وعشرين ثورًا من المراعي ومئة خروف ما عدا الأيائل والظباء واليحامير والأوز المسمن"... وهذه الأطعمة الفاخرة كانت "للملك سليمان ولكل من تقدم إلى مائدة الملك سليمان" (1 مل 4: 22، 23، 27). وكان طعام مائته من بين الأمور التي أدهشت ملكة سبأ حتى لم يبق فيها روح بعد (1 مل 10: 5)...
هنا نرى مشهدًا جديدًا، إنه ليس مشهد الراعي وقطيعه، ولا هو مشهد الحرب والجهاد. لكنولكن المسيح يقول عن ذاته "وهوذا أعظم من سليمان ههنا"... إن ربنا يسوع المسيح هو الملك الحقيقي، بل ملك الملوك ورب الأرباب... وفي أي وقت نقترب إليه ونلتف حوله كخاصته المحبوبة نجده متكئًا على مائدته مُهَيِّئًا طعامًا دَسِمًا لأن "أمامه شبع سرور، وفي يمينه نعم إلى الأبد" (مز 16: 11)... ومع أننا نسير في غربتنا في أرض مقفرة ومكان بلا ماء، إلا أنه "يرتب قدامنا مائدة تجاه مضايقينا" (مز 23: 5) فنأكل ونشبع ونرتوي "كما من شحم ودسم وتشبع نفسي وبشفتي الابتهاج يسبحك في" (مز 63: 5)... نعم إننا إذ تتغذي نفوسنا به، تفيض في حضرته قلوبنا بأغاني الحمد والتسبيح وتنسكب عواطفنا بالسجود والتعبد له فتنتعش نفسه برائحة الناردين الخالص الكثير الثمن. "أغني للرب في حياتي. أرنم لإلهي ما دمت موجودًا، فيلذ له نشيدي" (مز 104: 33، 34) (انظر نص السفر هنا في موقع الأنبا تكلا).
إن كلمات العروس تذكرنا بما حدث في بيت عنيا بعد إقامة لعازر من الأموات فقد عمل للرب يسوع عشاء، وكان لعازر أحد المتكئين معه وأما مرثا فكانت كعادتها تخدم، بينما كسرت مريم قارورة طيب خالص كثير الثمن ودهنت به قدميه ومسحتهما بشعرها. ويعتبر لعازر صورة للمؤمنين الحقيقيين الذين صارت لهم شركة مع المسيح بعد أن أقيموا روحيًّا. ومرثا تعتبر صورة للخدام النشطين، أما مريم فتقدم صورة للقديسين الذين امتلأت قلوبهم بمحبة الرب وَتَكَرَّسَت له ولعبادته!!!
"نارديني"!!
ومع أن العروس في ذاتها لا تملك شيئًا، وليس الناردين الذي معها إلا من هباته له ومن "ثمر الروح" الساكن فيها، إلا أنها تعتبر أن هباته صارت ملكا لها!! ومع ذلك تعود وتقدمها له "لأن منك الجميع، ومن يدك أعطيناك" (1 أي 29: 14).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/zc55tf6