St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-006-His-Grace-Bishop-Makarios  >   005-Lematha-Yokbel-Shabab-3ala-El-Rahbana
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

33- عرض مختصر لطقس الرهبنة

 

يمر الشاب في الدير بمرحلتين قبل رهبنته، الأولي عبارة عن فترة اختبار يستمر فيها بملابسه العادية، أو يرتدى جلبابًا أزرق (بنى أو رصاصي في أديرة أخرى)، وهذه الفترة لا تقل عن السنة، تليها فترة تلمذة يرتدى فيها ملابسًا بيضاء ويعطى كذلك أسمًا جديدًا (وتختار الأسماء دائمًا لقديسي الدير أو بعض آباء الرهبنة أو الملائكة) وتمتد هذه المرحلة أيضا سنة أخرى تقريبًا (في بعض الأديرة تصل فترة الاختبار والتلمذة إلى ثلاث سنوات أو أكثر) فإذا أجمع الآباء في الدير على صلاحية الأخ وقال أب اعترافه بأهليته لهذا الطريق، زف النبأ إلى الأخ في اليوم السابق، من ثم يقضى ليلته بالكنيسة بجوار أجساد القديسين ومعه أب اعترافه وبعض من الآباء يقضون الليل في الصلاة والتسبيح والقراءة في الكتاب المقدس وكتب الآباء، ويتبادلون قصصًا من تراث الدير ومآثر شيوخ الرهبان. ويعيد المنظر إلى الأذهان: العذراى الحكيمات اللاتي سهرن مع العروس تمهيدًا للعرس.

في الصباح وبعد رفع بخور باكر، يقف طالب الرهبنة أمام الهيكل حيث يردد التعهد الرهباني خلف رئيس الدير الذي يقرأه عليه، ومن ثم يصنع ميطانية metanoia أمام الهيكل وأخرى قدام الأب الرئيس وثالثة قدام الحاضرين، وبعد ذلك ينام على ظهر وبجوار مقصورة القديسين ووجهه نحو الشرق ضامًا كلتا يديه على صدره في شكل الصليب، ثم يغطونه بستر مثل الميت (أثناء صلوات الرهبنة يقوم أحد الآباء بين آن وآخر بمس قدمي الراقد لئلا يدركه النعاس لاسيما وأنه قضى الليل كله ساهرًا

يبدأ رئيس الدير (أو الأب البطريرك متى كان موجودًا) بصلاة الشكر ويجاوبه الشمامسة بأرباع الناقوس، ثم يتلى المزمور الخمسون، وبعد ذلك تقرأ النبوات التالية:

St-Takla.org Image: Two Coptic Orthodox monks praying the Holy daily Midnight Praise (El-Tasbeha) - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, Johannesburg, South Africa, 2007. صورة في موقع الأنبا تكلا: راهبان أقباط أرثوذكس (رهبان) يصليان صلاة تسبحة نصف الليل، التسبحة - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت، جوهانسبرج، جنوب أفريقيا، 2007 م.

St-Takla.org Image: Two Coptic Orthodox monks praying the Holy daily Midnight Praise (El-Tasbeha) - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, Johannesburg, South Africa, 2007.

صورة في موقع الأنبا تكلا: راهبان أقباط أرثوذكس (رهبان) يصليان صلاة تسبحة نصف الليل، التسبحة - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت، جوهانسبرج، جنوب أفريقيا، 2007 م.

تكوين (12: 1-7) وفيه دعوة الله لإبراهيم ليترك أهله وعشيرته، وحيث سيباركه ويدفع عنه الأعداء ويعوضه بأن يجعله أمه عظيمة. وقد أطاع إبراهيم وبنى مذبحًا. وهكذا يترك الراهب عشيرته ومسكنه ليتبع الله من خلال الغربة والمذبح (الصلاة).

تثنية (8 9:1) وفيه كيف عال الله شعبه في البرية القفرة، وضمن له قوته وفجر له الماء من الصخر، ثم أذبه عندما ضل الطريق، وهكذا يصير الله مسئولًا عنه وضامنًا له في غربته فيدخل الراهب في خبرة شخصية مع الله ويحصل على بعد اختياري على مدار رحلته مع الله في البرية.

سيراخ (2: 1-9) وفيه تنبيه للراهب إلى التجارب التي سوف يثيرها ضده الشيطان خلال مسيرته، وأنه سوف يخلص منها بالتجائه إلى الله بصبر واتضاع، يحمله في ذلك، الرجاء نحو الحياة الأبدية.

بعد ذلك يصلى الكاهن أوشية المرضى يعقبها الشمامسة بتسبحة الملائكة ثم الذكصولوجيات لتتلى بعدها بعض قطع من المزامير قبطيًا وعربيًا.

وصايا عن ضبط الحواس والسعي في البر، حيث يسمع الله للأبرار المتمسكين به، وتضرع من الإنسان (الراهب) إلى الله لكي ينقذه من حيل المضاد، فالشياطين الذين خالفوا الله يتربصون به، فهو يتمسك به ويرفض عروض الشر.

استغاثة إلى الله من صغر النفس الذي يصاب به إبان رحلته في البرية مع الله.. فها هو يهرب إلها ليستريح فيها.

يرفع الكاهن البخور بينما يرتل الشمامسة لحن تى شورى (المجمرة الذهب) يعقبها لحن اثفى تى أنا سطاسيس (من أجل قيامة الأموات) ثم يقرأ البولس وهو مأخوذ عن رسالة أفسس (6: 10-20) ويتحدث عن ضرورة أن يتسلح الراهب بأسلحة الروح، إذ أن حربه ستكون مع الأرواح الشريرة (جنود الشر الروحيين) على ألا يكف عن الصلاة والطلبة إلى الله لكي يهبه النصرة عليهم، ويلاحظ أن الملابس التي يرتديها الراهب تشبه تلك الأسلحة التي ذكر معلمنا بولس ضرورة أن يلبسها المؤمن، بل لعل القطع الكاملة التي يرتديها الراهب حسب الطقس الأول مأخوذة عن هذا الفصل من الإنجيل.

بعد قراءة البولس يرتل لحن آجيوس بالطريقة الحزايني، ثم يصلى الكاهن أوشية الإنجيل ويرتل المزمور الحزايني أيضًا (مثلما يقال في البسخة).

طوبى للذين تركت آثامهم والذين سترت خطاياهم. طوبى للرجل الذي لم يحسب له الرب خطية ولا في فمه غش مزمور (31: 2,1).

حيث تعد الرهبنة معمودية جديدة، يقول القديس أنطونيوس أن الروح الذي يحل على المعمودية يحل على إسكيم الرهبنة `cxhma ويطهر الذي يصير راهبًا، كما يقول أنه سمع صوتًا يقول عن الراهب أنه من حين صغره إلى حين صار راهبًا قد تركت له خطاياه بالرهبنة.

وأما الإنجيل الذي يقرأ بعد ذلك فهو مأخوذ من (مرقس 34:8 – 1:9) فهو يتحدث عن التخلي عن كل شيء حتى النفس، ونحن في معينة المسيح حاملين الصليب، إنها رحلة جهاد مستمرة وممتعة زاخرة بعطايا الله الروحية عوض الفانيات التي تزهد فيها النفس، لاسيما الذات، وأن يبيع الإنسان الحياة الحاضرة ليشترى لؤلؤ الفضيلة مثل التاجر الحكيم.

بعد ذلك يقرأ الطرح وفيه تضرع إلى الله أن يقبل صوم الراهب وصلواته وتوبته وأن يغفر له خطاياه ويهبه قوة وفهمًا وعقلًا مستيقظًا وقلبًا طاهرًا وفكرًا ثابتًا وإيمانًا مستقيماُ ونسكًا وصبرًا، وأن يحفظه الله من التجارب الشيطانية والأفكار الرديئة وأن يحيطه بملائكته ويطهره من قبل الروح القدس، ويجعله مستحقًا لسماع الصوت الفرح القائل تعال أيها العبد الصالح أدخل إلى فرح سيدك.

ثم يرتل الحضور بعض الأرباع المقدسة من الرسالة إلى العبرانيين (إصحاح 11) عن أبطال الإيمان، لاسيما شهداء المكابيين، وفيها دعوة إلى اقتفاء آثارهم في الجهاد والصبر على المحن.. ثم طلب شفاعة العذراء والقديسين.

يلي ذلك تلاوة الأواشي الثلاثة الكبار (السلامة والآباء والاجتماعات) وعند ذلك يقول الشمامسة قانون الإيمان وبعده يصلى الكاهن أوشية الراقدين، ثم يتلو الرئيس صلاة يستدر بها العون لطالب الرهبنة، لكي يهبه الله طاعة كاملة ليكون في موت من جهة الآلام الطبيعية لكي من قبل، قص الشعر رأسه ويطرح عنه الأعمال الرديئة ويقبل معونة نعمة الروح القدس.. ويشتاق إلى الله بقلب طاهر ويحنى عنقه بفرح لنيره الطيب ويهرب من الشهوات ويجاهد بقية حياته في العفاف والوداعة والغربة والنسك بسيرة نقية حسبما يليق بالدعوة التي دعى إليها فيرث بذلك الفرح الذي لا يوصف.

عند ذلك يرفع الستر عنه، فيقف أمام الرئيس الذي يبدأ في قص شعره في خمسة مواضع تكون شكل الصليب ناطقًا باسمه الجديد، بينما يهلل الحاضرين بأسبسمس (سلام) مبتهجين بالخلاص الذي صنعه الله لأجل البشرية، وها هو الراهب في المسيح يولد من جديد ويخلص، ويكون المشهد مهيبًا مؤثرًا يبعث على الرهبنة والبهجة معًا.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-006-His-Grace-Bishop-Makarios/005-Lematha-Yokbel-Shabab-3ala-El-Rahbana/Coptic-Youth-Monasticism-33-Summary.html

تقصير الرابط:
tak.la/mgv2kj3