1- الملل أو الحرب الباردة، وهو رفيق رحلة الراهب.. الملل صديق الراهب، حيث يسعى الشيطان في استدراج الراهب قليلا قليلا حتى يفقد حميته الروحية ونشاطه، فتبرد فيه محبة الله وتقل صلواته وتضعف نسكياته، ولعله من العوامل التي تساعد في ذلك الرتابة والتكرار (ترد في بستان الرهبان قصة عن راهب شعر بحروب كثيرة في الموضع الذي كان يسكن فيه فقرر أن يتركه ليمضى إلى موضع آخر، وبينما هو يستعد لذلك نظر عن بعد فإذا بشخص يستعد هو الأخر لترك المكان وعرف فيه الشيطان، فلما سأله عرف أنه ماض معه، قال له فإنني أترك هذا المكان من أجلك، أجاب الشيطان بأنه لا يقيم لأجله أيضا، ومن هنا فقد عطل الراهب عن قراره وهكذا فعل الشيطان!!
ويروي شيوخ دير البراموس، عن راهب فاضل ألحت عليه الأفكار في النزول من الدير لزيارة أسرته، فجمع حاجياته في حقيبة بسيطة، وفي الصباح استعد للسفر فصافح إخوته في الدير وكان الحمار الذي سيركبه إلى أقرب محطة في وادي النطرون جاهزا أمام الباب، فركبه وودعه الآباء ومن ثم أغلقوا باب الدير، فإذا بالباب يطرق بعد ساعة من جديد ويفاجأ الآباء به ثانية فيسألونه ويعرفون منه أنه دار حول سور الدير 3 مرات ثم عاد ثانية!!.
يكن هناك في المقابل عملية بناء داخلية مستمرة تهبه نفقة الطريق فإن الخارج لا يستطيع المواصلة.
2- السبح الباطل وذلك حين يوعز إليه الشيطان بأنه قد صار محسوبا ضمن أفضل شريحة من المسيحيين، وبأنه قد حقق أعلى درجات التخصص الروحي، فيفرح لذلك ويكتفي به، فتتوقف المسيرة عن العطاء ويكمل في الطريق على مستوى الشكل والتركيب الخارجي فقط، ويسلم نفسه من ثم إلى حروب ثقيلة متعددة.
3- التشكك: وذلك حين تتقاذفه الأفكار بين آن وآخر، تشككه فيما اتخذه من قرار بدخوله إلى الرهبنة، وأنه تَسَرَّع في ذلك وكان مُغاليًا في اختيار طريق هكذا، وأنه كان من الممكن أن يحيا مثل الكثيرين من رفقاء الطفولة والدراسة والعمل، الذين سلكوا مسلكا طبيعيا مجنبين ذواتهم ما هو فيه من جنوح خطر، فما هو حقق هدفه فيما اختاره من طريق ونمط حياة، ولا هو عاش مثلهم في بساطة مثل جميع البشر.
هذا وينصح الراهب من المدبرين الروحيين أن يكون شجاعا مثابرا حيث يحسب له هذا جهادًا، وبأن أمانته للطريق تستحق المكافأة وعند سيامة راهب لدى الروم الأرثوذكس يسأله رئيس الدير: أتلبث ثابتا في الدير وفي النسك حتى نسمتك الأخيرة؟ أتحتمل بصبر جميع أحزان السيرة الرهبانية وضيقاتها لأجل ملكوت السموات؟
وفى الطقس القبطي يتعهد الشخص عند الرهبنة قائلا: "أنا الضعيف المتقدم بنعمة الله للدخول في سلك الرهبنة.. أتعهد بأن أسلك حسب قوانين الرهبنة، معترفا بأنهم موت عن العالم.. وأبعد عن محبة المال.. وأن أعيش حياة الطاعة وألا أسلك حسب هواي ومشيئتي وأتعهد بأن أعيش في حياة الطاعة الكاملة.. وأن أكون أمينًا في اعترافاتي.. كما أتعهد بالقراءة في الكتاب المقدس وكتب الآباء.. والمواظبة على الأسرار الإلهية، والتسبحة.. وحياة السكون والتأمل" أ ه.
ومع ذلك فقد رأى البعض الانسحاب من المعترك متى تأكد من عدم جدوى الاستمرار (تتوقف خطورة هذا القرار على أساس أن المسألة أو الفرق بين ضرورة الصبر لكون ما يمر به الراهب هو محض حروب سوف تمر، وبين ضرورة أن يتخذ قرارا بخروجه من الدير مسافة صغيرة للغاية وربما شعرة!! وبالتالي فإن قرار خروجه من الدير أصعب من قرار خروجه من العالم).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/3g4c3q4