← اللغة الإنجليزية: Book of Joel - اللغة العبرية: ספר יואל - اللغة الأرامية: ܣܦܪܐ ܕܝܘܐܝܠ.
لا نعرف شيئًا عن النبي يوئيل كاتب هذا السفر سوى أنه من إقليم يهوذا. وهناك اختلاف بيّن في الآراء فيما يتعلق بتاريخ كتابته. فمنهم من يظن أن كاتبه كان معاصرًا لأشعياء. ومنهم من يرثي أنه عاش في ملك يوشيا. ويعتقد غالبية العلماء أنه تنبأ بعد الرجوع من السبي.
ويظهر السفر أن كاتبه كان رجلًا مرهف الشعور متقد الغيرة، وثاب البصيرة، ولغته العبرانية فصيحة بليغة، وأسلوب إنشائه سهل سلس فيه كثير من المجاز ولا يفوقه أحد من الأنبياء في قوة الوصف ووضوحه. وكان السبب المباشر الذي دعا إلى النطق بنبوأته حلول نكبة مزدوجة في البلاد هي القحط والجراد. وقد وصفها ببلاغة وقوة فائقين. ودعا الشعب على مختلف طبقاته إلى التوبة، ووعدهم بأن تعود الأرض إلى سابق خصبها إذا تابوا توبة حقيقية. وليس هذا فحسب، بل أن روح الله ينسكب على كل جسد، ويجيء عصر تعم فيه القداسة ويسود فيه السلام.
وقد سار الأنبياء على نهجه. فكلم بالإجماع ترقبوا من خلال نكبات الزمان الحاضر، مجد الأزمنة الأخيرة.
ويمكن تقسيم السفر إلى ثلاثة أقسام:
(1) (يوء 1: 1-2: 17) نكبة الجراد.
(2) (يوء 2: 18-27) عطف الرب وإنعامه على الشعب ببركات مادية.
(3) (يوء 2: 28-3: 21) أنعام الله على شعبه ببركات روحية ومادية وإيقاعه القضاء على الأمم الغربية و(يوء 2: 28-32) هو في النص العبري (يوء 3) و(يوء 3) هو (يوء 4).
وقد وصفت النكبة التي سببها الجراد في حياة الشعب الزراعية، والاقتصادية، والدينية، وصفا علميًا دقيقًا، كما يشهد كثيرون من الذين شهدوا مثلها (يوء 1: 4-20؛ قابل عا 7: 1؛ إلخ.). ويذكر يوئيل (يوء 1: 4) أربعة أنواع من الجراد يتدرج يذكرها من سيء إلى أسوأ. والغارات التي شنت من الشمال (يوء 2: 20) مكنت النبي من صياغة عبارات شعرية بليغة أخاذة وصف بها غزوة الجراد ((يوء 2: 4-11؛ رؤ 9: 3-11). ويعتقد البعض أن وصف يوئيل هو تعبير مجازي، بينما يعتقد الآخر أنه رؤى تتعلق بالأزمنة الأخيرة. غير أن معظم الدارسين للعهد القديم يعتبرون غزوة الجراد حدثًا تاريخيًا مفرغًا حدث في عصر النبي، فتنتج عنه انتعاش ديني ووعي رؤى، ويقولون أن نكبات كهذه في الطبيعة، تسمو بالإنسان إلى الخالق. ويوئيل، كغيرة من كتاب العهد القديم، يعزو المصيبة والشر إلى ابتعاد الإنسان عن الله (يوء 2: 12-14). وبين (يوء 2: 17؛ 2: 18) فترة رحل فيها الجراد فنمت وأينعت الأشجار، واكتست الأرض بحلة سندسية، وعادت الطبيعة إلى ما كانت عليه من وراء وبهاء ومجد (يوء 2: 20-24 إلخ.)، ورسخ إيمان التائبين بالله أكثر من ذي قبل (يوء 2: 26؛ إلخ.).
وتمتزج تصورات يوئيل الرؤوية بآرائه التاريخية حينًا، وتنفصل عنها آخر. وقد رأى بطرس في المظاهر السيكولوجية والروحية التي برزت للعيان يوم العنصرة إتمامًا لنبوة يوئيل (أع 2: 16-21؛ قابل 2: 28-32).، ونكبة الجراد التي لم تكن إلا مقدم الصورة "ليوم الرب" (يوئيل 1: 15؛ 2: 10؛ إلخ.). ونجد هذه الفكرة في (عاموس 5: 18؛ إلخ.؛ 8: 3؛ ش 2: 5-22؛ صف 1: 14-18), وقد عين موضع الدينونة (يوئيل 3: 2، 12، 16). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وسيدان أهل صور وصيدون والفلسطينيون لأنهم باعوا عبيدهم العبرانيين لبني الياوانيين أو لليونانيين (يوئيل 3: 1-18). وكذلك المصريون القدماء والأدوميون لأنهم سفكوا دمًا بريئًا (يوئيل 3: 19). ويلاحظ في السفر كله أن روح الله مقصور على شعبه. وكان يوئيل بدعوته للسلاح (يوء 3: 10)، وهتافه بإبادة أعداء شعبه (يوء 3: 19) يشير إلى الحرب الأخيرة التي سبقت الدينونة.
وسفر يوئيل لا يذكر عبادة الأصنام ولا يتعرض للكلام عن الملكية والملوك، بل يذكر خدمة العبادة في الهيكل في أورشليم، ويذكر كهنة وشيوخًا كأن الشيوخ والكهنة هم أصحاب الكلمة، وأَولياء الأمر، لا الملك (يوئيل 1: 2، 13؛ 2: 17). وسور أورشليم قد انتهت من إعادة ترميمه (يوء 2: 9). وهذا كله يدعو إلى الاعتقاد بأن السفر كتب بعد نحميا، حوالي 400 ق.م. وهذا الرأي مبني على ذكر صور، وصيدون، ودائرة فلسطين، والياوانيين، والسبائيين ومصر وأدوم دون ذكر الأراميين، والآشوريين، والكلدانيين، ودون ذكر المملكة الشمالية. وعلى دعوة كاتبه إلى التوبة دون الإشارة إلى خطيئة معينة بخلاف ما نهجج عليه الأنبياء الذين عاشوا قبل السبي. وحثه الشعب على الصوم، والنوح، والبكاء (يوء 2: 12؛ نح 1: 4). واعتزاز اليهود بقوميتهم وبتفوقهم على غيرهم، وبتمييز الله لهم أدلة أخرى تميل بنا إلى الاعتقاد أن يوئيل عاش حوالي سنة 450 ق.م.
* انظر أيضًا: معلومات عن أسفار الكتاب المقدس، تفاسير ودراسات سفر يوئيل.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/vp2xs9q