(دا 2: 27) هم الذين يزعمون بأنهم يعرفون الغيب ويكشفون المستقبل بواسطة مراقبة النجوم ورصد حركاتها. ويقوم زعمهم على إيمانهم بأن الكواكب سيطرة على حياة الإنسان، وهو إيمان موروث عن عبادة النجوم في الأزمنة القديمة. وكان معظمهم من الكلدانيين، حيث ترعرعت أعظم حضارة فلكية وحيث نشأ دين وثني لعبادة الأجرام السماوية. وبمقدار ما كان علم الفلك علمًا نافعًا للبشر، كان التنجيم والزعم برجم الغيب تزييفًا للحقيقة وخرقًا لإرادة الله التي ترفض القول بالغيب ما لم يكن يوحى به من الله.
لم يكن المنجمون علماء فلك، فعلماء الفلك يدرسون أبعاد الأجرام السماوية وحركاتها ودورانها وتركيبها، أما المنجم فكان يؤمن بتأثير هذه الأجرام السماوية على حياة البشر، فكان يفسر حركاتها وابتعادها واقترابها من بعضها البعض، بأحداث في العالم أو في حياة الناس. وقد ظهر المنجمون في بابل منذ القرن السابع قبل الميلاد، كما اشتهر به بطليموس السكندري في القرن الثاني قبل الميلاد.
وعندما حلم نبوخذنصر حلمًا أزعجه، أمر بأن يستدعى المجوس والسحرة والعرافون والكلدانيون ليخبروا الملك بأحلامه (دانيال 2: 2، 4، 5، 10)، إذ كان الكلدانيون على رأس المنجمين، ولكنهم لم يستطيعوا معرفة الحلم أو تفسيره. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). ويبدو أن عملهم لم يكن قاصرًا على تفسير الأحلام لأن بيلشاصر استدعاهم أيضا لقراءة وتفسير الكتابة التي كتبتها يد إنسان بإزاء النبراس على مكلس حائط قصر الملك، ولكنهم لم يستطيعوا أن يقرأوا الكتابة، ولا أن يعِّرفوا الملك بتفسيرها (دانيال 5: 5- 8).
وكان الملك نبوخذنصر قد جعلدَانِيآل "كبير الْمَجُوسِ وَالسَّحَرَةِ وَالْكَلْدَانِيِّينَ وَالْمُنَجِّمِينَ" (دانيال 5: 11)، ولكن دَانِيآل أقرَّ بأنه ليس هو أو غيره يستطيع ذلك "لكن يوجد إله في السموات كاشف الأسرار" (دانيال 2: 27، 28).
ويقول إشعياء النبي: "ليقف قاسمو السموات (المنجمون) الراصدون النجوم المعروفون عند رأس الشهور ويخلصوك مما يأتي عليك. ها إنهم قد صاروا كالقش، أحرقتهم النار. لا ينجون أنفسهم عن يد اللهيب" (أش 47: 13، 14).
* انظر أيضًا: سحر | ساحر | سحرة، ترافيم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/f74f6gt