قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

إنجيل مرقس

 

← اللغة الإنجليزية: Gospel of Mark - اللغة العبرية: הבשורה על-פי מרקוס - اللغة اليونانية: Κατά Μάρκον Ευαγγέλιον - اللغة الأرامية: ܟܪܘܙܘܬܐ ܕܡܪܩܘܣ.

 

وإنجيل مرقس (وفي ترجمات عربية أخرى: إنجيل مرقص) هو الثاني في ترتيب الأناجيل الأربعة مع أن هذا لا يعني بالضرورة أنه كتب بعد إنجيل متى. وهو أقصر الأناجيل الأربعة والمادة التي يقدمها في تفصيل كثير. فتقدم قصة حياة المسيح وأعماله وصلبه وقيامته بسرعة وفي تصوير رائع وفي مناظر تصويرية قوية متعاقبة الواحد تلو الآخر. وتسير هذه المناظر في ترتيب تاريخي متسلسل. ويوجه مرقس عناية خاصة إلى ما عمله المسيح أكثر مما يوجهه إلى تعليم المسيح فيذكر لنا لأربعة فقط من أمثال المسيح ويسجل لنا خطابًا واحدًا طويلًا من خطابات المسيح ابن الله القدير (مر 1: 11؛ 5: 7؛ 9: 7؛ 14: 61؛ وكذلك مر 8: 38؛ 12: 1-11؛ 13: 32؛ 14: 36)، والمخلص الظافر المنتصر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). ويسرد مرقس الحوادث تحت عنوانين: مناداة المسيح وخدمته في الجليل (مر 1: 14 - 45) والأسبوع الأخير في أورشليم (مر 11: 1 - 16: 8). ويصل بين هذين الموضوعين الرئيسيين بذكر الحوادث التي تمّت في المدة المتوسطة بين هذين الزمنيين (مر 10: 1 - 52) وتسري فكرة الألم والصليب خلال الإنجيل كله فيذكرها البشير ويعيد على الأذهان مرة بعد الأخرى وقد استعوب ذكر آلام ثلث الإنجيل تقريبًا ويظهر ظل الصليب في الصفحات الأولى من البشارة (مر 2: 20؛ 3: 6). فإن طريق التلميذ للمسيح هي طريق حمل الصليب (مر 8: 34، 35). وتتضمن معمودية الألم وتجرع الكأس (مر 10: 38، 39). ولا توجد كلمات تصدق على مادة الإنجيل وروحه أكثر من كلمات المسيح الواردة في (مر 10: 45) وفي كلمات قائد المئة في (مر 15: 39).

 

محتويات انجيل مرقس:-

St-Takla.org Image: This is an Illumination of St. Mark in the 11th century Trebizond Gospel (Russian State Museum, Saint Petersburg) صورة في موقع الأنبا تكلا: توضيحية من مخطوط إنجيل مرقس "تريبيزوند" من القرن الحادي عشر، محفوظ في متحف الولاية في روسيا، سانت بيترزبرج

يمكن أن تقسم محتويات هذه البشارة إلى:
1 - بدء الإنجيل 1: 13
(أ) مناداة يوحنا المعمدان 1: 2- 8
(ب) معمودية يسوع وتجربته 1: 9 -13
2- خدمة المسيح في الجليل ومناداته هناك وقيام السلطات الدينية عليه (مر 1: 14 - 8: 26)
(أ) في الأماكن الواقعة حول بحر الجليل (مر 1: 14 - 5: 43).
(ب) في الأماكن البعيدة عن بحر الجليل (مر 6: 1 - 8: 26).
3 - المسيا والآلام العتيدة (مر 8: 27 - 10: 45).
(أ) إقرار بطرس (مر 8: 27 - 33).
(ب) التنبؤ بالآلام (مر 8: 31، 32؛ 9: 3 - 32؛ 10 : 32 - 34).
(جـ) التعليم عن التلمذة الحقيقية للمسيح (مر 8: 34 - 38؛ 9: 23 - 37؛ 10: 13، 35 - 45).
(د) التجلي (مر 9: 2 - 13).
4 - سرد حوادث الآلام (مر 10: 46 - 52).
(أ) في الطريق إلى أورشليم (مر 10: 46 - 52).
(ب) الدخول إلى أورشليم (11: -11).
(جـ) خدمة المسيح ومناداته في أورشليم (مر 11: 12 - 13: 2).
(د) خطاب نبوي عن خراب أورشليم والمجيء الثاني (مر 13: 3 - 37).
(هـ) موت المسيح (مر 14: 1 - 15: 47).
5 - قيامة المسيح والقبر الفارغ (مر 16: 1 - 8).
6 - خاتمة عن ظهور المسيح بعد قيامته (مر 16: 9 - 20).

 

المصدر الذي اشتقت منه مادة انجيل مرقس:

كان الاعتقاد السائد في أواخر القرن الأول الميلادي أن هذا الإنجيل كُتِبَ في روما ووجه إلى المسيحيين الرومانيين. وكتب بابيوس مُستندًا إلى ما استقاه من يوحنا الشيخ لهذه العبارة التي اقتبسها يوسيبيوس في تاريخه الكنسي: "هذا أيضًا ما قاله لآرائه، سجل جميع الأشياء التي تذكرها من أقوال المسيح وأعماله وذلك لأنه لم يسمع الرب ولا كان من اتباعه ولكنه اتبع بطرس فيما بعد كما ذكرت آنفًا". وهذا الدليل الذي يأتينا من نهاية القرن الأول أو فاتحة القرن الثاني يربط بين كاتب هذا الإنجيل وبطرس. ثم أننا نجد ذِكرًا لمرقس في رسالة بطرس الأولى إذ يقول: "تسلم عليكم المختارة مثلكم، التي في بابل ومرقس ابني" (1 بط 5: 13). وبابل هنا اسم رمزي لروما، وهذا القول لا يربط بين بطرس ومرقس فحسب بل يشير إلى أنهما يخدمان معًا، وفي الغالب أنهما كانا يخدمان في روما.

ومن المحقق أن مرقس انتهز الفرص الكثيرة التي أُتيحت له ليتعرف على أقوال المسيح وأعماله من كثير من اللذين سمعوا هذه الأقوال وكانوا شهود عيان لهذه الأعمال إلى جانب بطرس، وكذلك عرف الكثير منها عن طريق أفراد الكنيسة الأولى وقريبه برنابا والرسول بولس والتلاميذ الذين ترددوا على منزل أمه مريم (أعمال 12: 12، 17).

St-Takla.org Image: Emblem of St. Mark’s Gospel: the lion: expressing courage, dignity, and energy. - from the book: The Universal Bible Dictionary, edited by: F. N. Peloubet, 1912. صورة في موقع الأنبا تكلا: شعار إنجيل مرقس: أسد: تعبير عن الشجاعة، الكرامة، الطاقة - من كتاب: قاموس الكتاب المقدس العالمي، تحرير: ف. ن. بالوبيت، 1912 م.

ومن الواضح أن مرقس كتب بشارته للأمم ويظهر هذا من شرحه وتفسيره بعض العبارات الواردة عن أماكن في فلسطين وبعض العادات اليهودية وبعض التعبيرات غير المألوفة لدى الأمم (مر 3: 17؛ 5: 41، 4، 11، 34؛ 12: 42؛ 14: 12؛ 15: 22، 42؛ وغيرها).

ثم إن استخدام البشير لكلمات لاتينية كثيرة في صورتها اليونانية يرّجح الرأي القائل بأن البشارة كتبت في روما.

 

تاريخ كتابة إنجيل مرقس:

وقد ذكر ايرينيوس أحد آباء الكنيسة الأولين أن مرقس كتب البشارة التي تحمل اسمه قائلًا: "بعد أن نادى بطرس وبولس بالإنجيل في روما وبعد انتقالهما (أو خروجهما) سلم لنا مرقس كتابة مضمون ما نادى به بطرس". وإذا كان الأمر كذلك فربما كتب هذا الإنجيل بين عام 65 وعام 68 م.

ويلاحظ أن الجزء الأخير من الإنجيل وهو (مر 16: 9 - 20) وجد في بعض المخطوطات القديمة ولم يوجد في البعض الآخر مثل المخطوطة السينائية ومخطوطة الفاتيكان. ولكن يجب أن لا يغرب عن بالنا أن حوادث الظهور الواردة في هذه الأعداد وكذلك أقوال المسيح المقام المذكورة فيها حقائق دامغة يؤيدها ورودها في الأناجيل الأخرى.

 

* انظر أيضًا: الإنجيل بحسب متى، الإنجيل بحسب لوقا، الإنجيل بحسب يوحنا، أرشيف مارمرقس، معلومات عن أسفار الكتاب المقدس، تفاسير ودراسات إنجيل مرقس.

---