مفرز الكبد (أي 16: 13؛ 20: 14، 25؛ قابل مرا 2: 11). وأعطوا المسيح خلاّ ممزوجًا بمرارة (مت 27: 34). ولا شك أن المقصود هناك المر كما في (مر 15: 23) أما مرارة المر (أع 8: 23). فعبارة مجازية من باب الاستعارة بالكناية يراد فيها بالمرصفة المرارة فشبهت هذه الصفة بشخص ثم شبهت حالة سيمون بمفرز كبد هذا الشخص الوهمي.
المر نقيض الحلو. والمرارة اسم مُشتق من المر، كما أنه اسم غدة بالكبد تفرز عصارة الصفراء شديدة المرارة، والتي تساعد على هضم المواد الدهنية. ومرائر جمع مرارة أو مريرة بمعني مُرَّة (انظر أي 9: 18؛ مراثي 3: 15).
وتأتي كلمة مر في العربية في العهد القديم عن الكلمة العبرية "مار" ومشتقاتها، وفي العهد الجديد عن الكلمة اليونانية "بكروس" (Pikros) ومشتقاتها.
وقد أمر الرب بني إسرائيل أن يأكلوا لحم ذبيحة الفصح مشويًا بالنار، على أعشاب مرة (خر 12: 8)، تذكيرًا لهم بمرارة عبوديتهم في مصر (خر 1: 14).
ونقرأ في الأصحاح الخامس من سفر العدد عن شريعة الغيرة في حالة شك الرجل في أمانة زوجته، فيأتي بها إلى الكاهن الذي يسقيها "ماء اللعنة المر" (عد 5: 18- 27). ولا يذكر الكتاب المقدس حادثة بعينها أجرى فيها هذا الفحص.
وفي الحديث عن فساد الشعب القديم لاختلاطهم بأمم كنعان، يقول موسى: "من جفنة سدوم جفنتهم، ومن كروم عمورة عنبهم، عنب سم، ولهم عناقيد مرارة" (تث 32: 32).
ويصف حوشاي ألم داود ورجاله لاضطرارهم للهرب من أمام ابنه أبشالوم، بالقول "إن أنفسهم مرة" (2 صم 17: 8). ويصف إرميا النبي شر يهوذا بأنه "مُرّ" (إرميا 4: 18) لأنه وصل إلى القلب فجعله مُرًَّا. ويصف عاموس يوم عقاب إسرائيل على شرهم بأن الرب سيجعله "يومًا مُرًَّا"، لأنه سيكون يوم نوح وبكاء (عاموس 8: 10).
ويصف حبقوق الكلدانيين بأنهم "الأمة المرة القاصمة" (حب 1: 6)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وذلك في إشارة إلى معاملة الكلدانيين للشعوب التي خضعت لهم معاملة قاسية إذ كانوا يعتبرونهم كالسمك قد اصطادوهم في شبكتهم (حب 1: 15).
واضطر الرسول بولس إلى توبيخ سيمون الساحر بشدة عندما طلب أن يشتري "موهبة الله بدراهم" فقال له: "أراك في مرارة المر ورباط الظلم (أع 8: 11)، وهو تعبير مجازي عن مدى ما وصل إليه سيمون من شر، وما ينتظره من دينونة.
ويحذر كاتب الرسالة إلى العبرانيين: "لئلا يخيب أحد من نعمة الله. لئلا يطلع أصل مرارة ويصنع انزعاجًا فيتنجس به كثيرون" (عب 12: 15).
ويصف الرائي كيف سقط من السماء كوكب عظيم.... ووقع على ثلث الأنهار وعلى ينابيع المياه... فصار ثلث المياه أفسنتينا، ومات كثيرون من الناس من المياه لأنها صارت مرة" (رؤ 8: 10، 11). ولعلها إشارة مجازية لوقوع كارثة عظيمة تحل بالأشرار.
* انظر أيضًا: المر.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/k76pafb