← اللغة الإنجليزية: Alphabet - اللغة العبرية: אלפבית - اللغة اليونانية: Αλφάβητο - اللغة الأمهرية: አልፋቤት - اللغة الأرامية: ܐܠܦܒܝܬ.
هي سلسلة من الأصوات الأولية المستخدمة في أي لغة، وعلى التحديد هي السلسلة المألوفة والتي تعرف بالأبجدية الفينيقية أو الكنعانية التي كانت تستخدم في فلسطين حوالي 1000 ق.م.، والتي هي أصل جميع اللغات الحديثة تقريبًا، سواء اللغات السامية أو الأوربية، فهي إذًا أصل الأبجدية العبرية أو أرامية العهد القديم، وكذلك يونانية العهد الجديد، واللاتينية وغيرها من اللغات الحديثة، فرغم تعدد أشكال الحروف في اللغات المختلفة الآن إلا أنها جميعها ترجع إلى أصل واحد . ومع أن أقدم الكتابات المعروفة الآن، لابدّ أنها ترجع إلى زمن متأخر جدًّا عن زمن انفصال اليونانية والعبرية، إلا أن وجوه الشبه بينهما أكثر مما هي بين العبرية القديمة والحديثة، أو بين اليونانية القديمة والحديثة.
وأهم ما يميز الأبجدية:
1- تحليل الأصوات إلى حروف منفصلة وليس إلى مقاطع أو صور.
1- الترتيب الثابت للحروف فيما بينها.
2- علامات للأصوات، سواء للأسماء أو المقاطع المكتوبة.
فتحليل الأصوات إلى حروف منفصلة عوضًا عن كلمات كاملة أو مقاطع كاملة، هو العنصر المميز للأبجدية. وقد يختلف ترتيب الحروف فيما بين اللغات المتباعدة كالسنسكريتية والانجليزية مثلًا، ولكن تظل الأبجدية هي هي، أي أن كل صوت يرمز إليه بحرف مشابه.
وكلمة " أبجدية " مأخوذة من الأربعة الحروف الهجائية الأولى حسب الترتيب العبري.
وموضوع اختراع هذه الأبجدية يختلف عن موضوع أصل أشكال الحروف المكتوبة، وهو الأمر الذي كثيرًا ما يحدث فيه خلط كبير، فاللغات الأبجدية، سواء مكتوبة أو منطوقة، تختلف عن المراحل السابقة للكتابة، من التصويرية والهيروغليفية والمقطعية، بهذا التحليل إلى أصوات مفردة أو حروف. فقد بدأت الكتابة بالصورة ثم بالرمز فالمقطع ومنه إلى الحروف التي بدأت بها اللغات الأبجدية. ويقول البعض إن هناك مرحلة متوسطة بين اللغات المقطعية والأبجديات، وهي مرحلة الكتابات الساكنة، ولكنهم بهذا ينكرون أن الفينيقية كانت أبجدية حقيقية، حيث أن الحروف المتحركة لم تكن تكتب قديمًا في كل اللغات السامية. ويتطرف البعض فيقولون إنها كانت لغة مقطعية ، ولكن عندما تختصر الكتابة المقطعية، كما حدث في المصرية والقبرصية وغيرهما، إلى الحد الذي يصبح فيه الحرف على الدوام حرفًا ساكنًا بعينه وحرفًا متحركًا بعينة، فإنها تصبح أبجدية.
والحوار لا ينقطع حول السلف الصحيح للأبجدية الكنعانية أو الفينيقية، فقد كان الرأي السائد أنها ترجع إلى الهيراطيقية المصرية ، ورغم التشابه الكبير بينهما إلا أن بعض العلماء الآن يقولون، إنها مشتقة من الكتابة المسمارية Cuneiform، والبعض إنها مشتقة من الكتابة القبرصية، وآخرون يقولون إن المصدر المباشر لها هو الكتابة الكريتية ونقلها الفلسطينيون -وهو كريتيون، أو أنهم والكريتيين من أصل واحد- من كريت إلى فلسطين عند هجرتهم إليها. والأبجدية المكتوبة تحتوى على حرف منفصل لكل صوت في أي لغة، ولكن في الحقيقة تقصر أبجديات أغلب اللغات عن التعبير عن كل الأصوات مما يلزم معه الاستعانة بالقواميس لمعرفة النطق الصحيح للحرف في كل كلمة بعينها.
والأبجديات الفينيقية والسامية تتكون من 22 حرفًا بدون حروف الحركة. وكان شكل كل حرف في اللغات السامية يدل على شيء أو فكرة معينة. كانت صورته الأولى تعبر عن هذا الشيء أو الفكرة، فأشكال الحروف كانت صورًا أصلًا، هي: ثور، بيت، جمل، وهكذا، وتطورت إلى أشكالها البسيطة الحالية. وأقدم النصوص السامية الشمالية هي: (1) حجر موآب (حوالي 850 ق.م.)، (2) نقوش " زكر " وغيرها (حوالي 800 ق.م.)، (3) نقوش بعلبك بلبنان (حوالي 750 ق.م.) ، (4) نقوش سلوام (حوالي 700 ق.م.)، (5) القطع الخزفية السامرية التي اكتشفتها جامعة هارفارد (من زمن آخاب؟)، (6) ألواح جازر، (7) أوزان وأختام مختلفة ترجع إلى ما قبل 600 ق.م. والشيء الملفت للنظر فيما يختص بهذه الكتابات والنقوش هي أنه مهما بعدت المسافات بين مواطن اكتشافها، فإنه لا تكاد توجد فروق في أشكال الحروف فيها جميعها ، مما يحمل على الظن بأن اختراعها لم يكن قبل تلك الكتابات بكثير. ومع أن جملة الكتابات الفلسطينية المعروفة حتى الآن ليست كبيرة، إلا أن اكتشاف القطع الخزفية السامرية، وألواح جازر وغيرها من النقوش الصغيرة، إنما تدل جميعها على أن الكتابة السامية كانت شائعة في فلسطين في القرن التاسع قبل الميلاد على الأقل. وقد تغيرت حروف الأبجدية العبرية المأخوذة عن الفينيقية القديمة، في عصور العهد الجديد وحلت محلها الحروف الأرامية المربعة التي تكتب بها العبرية الحديثة والتي قد ترجع إلى عصر عزرا.
أما الأبجدية العربية: فأول حلقة في سلسلتها هي الخط المصري القديم ومنه اشتق الأرامي والمسند بأنواعه: الصفوي والثمودي واللحياني شمالي جزيرة العرب، والحميري جنوبيها. ومن هنا اختلف رواة العرب مع علماء الأفرنج، فيرى علماء الأفرنج أنه قد تولد من الخط الأرامي خطوط منها النبطي (في شمال الحجاز) والسرياني. والأول يظهر في حروفه الاتصال، ومنه أخذ أهل الحيرة والأنبار خطهم النسخى المنسوب إليهم، ومنهم وصل إلى أهل الحجاز. والثاني اشتق العرب من نوع منه (يسمى بالسطرنجيلي) خطهم الكوفي. أما رواة العرب فإنهم يقولون: إنهم أخذوا خطهم الحجازي عن أهل الحيرة والأنبار وهؤلاء عن كندة والنبط الناقلين عن المسند. والأرجح أن هذا هو الصحيح لأسباب منها العثور على فروع من الخط المسند في أراضي النبط وشماليها، بعضها وهو الصفوي قريب الشبه جدًا من أصله الفينيقي. وكذلك منها وجود حروف الروادف وهي " ثخذ ضظغ " في الخط المسند دون الأرامي ، ومنها صريح الإجماع من رواة العرب على أن الخط العربي مأخوذ من الحيري والأنباري، عن المسند على يد كندة والنبط. أما الكوفي، الذي لم يعرف إلا بعد تَمْصير الكوفة، فليس إلا نتيجة هندسة ونظام في الخط الحجازي. ولعل شبهة الأفرنج آتية من شيوع استعمال السطرنجيلي والكوفي في الكتابة على المعابد والمساجد والقصور وما شاكلها، مع شدة تشابه ما فيهما من الزخرفة والزينة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/vys666h