St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary  >   01_A
 

قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

نبوة مراثي إِرْميا

 

اللغة الإنجليزية: Book of Lamentations - اللغة العبرية: מגילת איכה - اللغة الأرامية: ܣܦܪܐ ܕܐܘܠܝܬܐ ܕܐܪܡܝܐ.

 

اسم هذا السفر بالعبرية "أيكا" ومعناه "كيف" وهي أول كلمة في السفر وهو عبارة عن مجموعة خطابات رثاء تشبه الرثاء الذي نطق به داود توجعًا على شاول الملك، وابنه يوناثان لما سقطا على جبل جلبوع (2 صم 1: 17-27). و"مراثي أرميا" أحد أسفار العهد القديم وقد ورد في الكتاب المقدس بعد سفر أرميا ولكن نجده في الأصل العبراني في القسم الثالث من أسفار العهد القديم المسمى "كتوبيم" أو "الكتب" وقد ورد بعد الجامعة وقبل أستير.

ومما يجدر ملاحظته أن عدد أعداد كل من الإصحاحات (مرا 1؛ 2؛ 4؛ 5) هو 22 عددًا أما الإصحاح الثالث (مرا 3) ففيه 22 عددًا * 3 أي 66 عددًا. ونعلم أن في اللغة العبرية اثنين وعشرين حرفًا. وأعداد الإصحاحات (مرا 1؛ 2؛ 4) تسير مرتبة بحسب حروف الأبجدية العبرية فالعدد الأول من الإصحاح يبدأ بكلمة أوله "أَليف" والثاني يبدأ بكلمة أولها حرف "بيت" والثالث يبدأ بكلمة أولها حرف "جيمل" وهلم جرا.

أما في الإصحاح الثالث (مرا 3) فالثلاثة الأعداد الأولى تبدأ بكلمات أولها حرف "أَليف" والثلاثة الأعداد الثانية تبدأ بكلمات أولها حرف "بيت" والثلاثة الأعداد الثالثة تبدأ بكلمات أولها حرف "جيمل" وهلم جرا. أما الإصحاح الخامس (مرا 5) فلا يسير في ترتيب أعداده على هذا النظام الأبجدي.

وموضوع هذا الرثاء هو غزو أورشليم وخرابها والآلام المروعة المرعبة التي قاساها المدافعون عنها في وقت الحصار من جوع وسيف. ويعلن الرثاء في صراحة أن خطايا الشعب كانت سبب الكارثة الدهماء التي حلت به. فما نزل بأورشليم وما أصاب شعبها كان نتيجة حتمية للتمرد على الله وعصيانه. وقد أبدع الكاتب في وصف الحوادث أيّما إبداع بحيث يخيَّل للقارئ أنه يرى هذه الكوارث تقع بأورشليم أمام عينه. وقد اتفق النقاد على أن مراثي أرميا هي من أبدع وأروع ما كتب في العالم من رثاء. وقد يخيّل للقارىء أنها كلمات دبجتها أقلام من نار بمداد من دموع.

ولم يذكر في الكتاب المقدس اسم مؤلف هذا السفر غير أن التقليد جرى على أن أرميا هو مؤلف هذه المراثي. فقد جاء في الترجمة السبعينية، وفي فاتحة هذا السفر هذا القول: "وكان بعد سبي إسرائيل وخراب أورشليم أن جلس أرميا يبكي ورثا أورشليم بهذا الرثاء وقال" لذا فقد نسب السفر إلى أرميا من زمن بعيد جدًا. وقد أخذت الترجمات القديمة وكتب التقليد كالفلجات والترجوم والتلمود وغيرها بهذا الرأي. وقد اتفق رأي العلماء على أن السفر كتب بعد سنة 586 قبل الميلاد. أي بعد خراب أورشليم مباشرة. ومن يدرس سفر أرميا وهذا السفر لا يمكنه إلا أن يرى بوضوح التشابه العظيم في الروح والأحاسيس والعبارات والاصطلاحات.

وقد ورد في (2 أخبار 35: 25) أن أرميا رثى يوشيا الملك وكن من الواضح انه لا توجد علاقة بين ذلك الرثاء وهذه المراثي.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

مقال تفصيلي:

 

أولًا - الاسم:

المراثي اسم جمع أطلقه التقليد على خمس مراث موجودة في الأسفار العبرية القانونية، وهي رثاء لمصير أورشليم الخَرِبة. ويطلق معلمو اليهود على هذا السفر الصغير اسم "إكها" أي "كيف"، وهي الكلمة التي تبدأ بها المراثي في العبرية (وكذلك في العربية). أما السبعينية فتطلق عيه اسم المراثي تبعًا لموضوعه.

 

ثانيًا - شكل السفر:

يحتوي هذا السفر الصغير على خمس مراث، تكون كل مرثاة منها أصحاحًا ، وتتميز الأربع الأولي بالاستخدام العرضي للحروف الهجائية (أي أن يبدأ كل بيت من القصيدة بحرف من الحروف الهجائية حسب ترتيب الأبجدية العبرية)، وبالإضافة إلى هذا فإن أوزان الرثاء الشعرية تميز هذه المراثي، فتأتي شطرة طويلة من ثلاثة أو أربعة مقاطع، تتبعها شطرة أقصر من مقطعين أو ثلاثة. ففي الأصحاحين الأول والثاني، تبدأ كل ثلاث شطرات بنفس الحرف من الحروف الهجائية، ولكن في الأصحاح الرابع تبدأ كل شطرتين بنفس الحرف، أما في الأصحاح الثالث فتبدأ كل ثلاثة أبيات بنفس الحرف، وكل بيت منها يتكون من شطرتين تبدأ كل منهما بنفس الحرف. أما في الأصحاح الخامس فنجد أن بعض الحروف الهجائية ناقصة، ولكن عدد المجموعات الزوجية للأبيات يتفق مع عدد الحروف في الأبجدية العبرية (أي 22 حرفًا). وفي الأصحاحات (مرا 2؛ 3؛ 4) يأتي الحرف العبري "عين" بعد الحرف العبري "ف" كما في (مزمور 34). أما الأصحاح الأول فيتبع الترتيب الأبجدي المعتاد.

 

ثالثًا - محتويات السفر:

تتحدث المراثي الخمس عن الكارثة القومية التي حلت باليهود وبصفة خاصة بالعاصمة أورشليم على يد الكلدانيين (587 - 586 ق.م)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. فتصف المعاناة والقلاقل التي حلت بالمدينة، والخراب الذي أصاب الهيكل، وقسوة أعداء إسرائيل وتعييراتهم، وبخاصة من الأدوميين، والهوان الذي حل بالملك والأشراف والكهنة والأنبياء، وما سببته خطاياهم من دمار البلاد وخرابها. وجاء هذا الوصف مشفوعًا بالتوسل طلبًا لرحمة الله. وهنا لا يمكن أن نتوقع تتابعًا دقيقًا للأفكار في المشاعر الحزينة ولا في الشكل، فنجد تكرارًا كثيرًا، ولكن كل مرثاة تبين وجهًا خاصًا من وجوه الكارثة. ويعتبر الأصحاح الثالث فريدًا في نوعه، ففيه يصف آلامه الشخصية مرتبطة بالكارثة العامة، وبعد ذلك يبدأ -باسم الجماعة- مزمورًا للتوبة. إن شدة معاناة الكاتب لم تكن بسبب خطاياه الشخصية بقدر ما كانت بسبب فجور شعبه. ولم تكتب هذه القصائد في أثناء الحصار، بل كتبت فيما بعد، في وقت كان الشعب ما زَال يذكر بوضوح المعاناة والآلام التي تميز بها ذلك الوقت، وكذلك عندما كان سقوط أورشليم ما زَال حيًا قويًا في أذهانهم.

 

رابعًا - كاتب السفر:

يجمع التقليد اليهودي على أن إرميا هو كاتب السفر. وقد وجدت هذه القصائد نفسها بغير اسم كاتبها في بعض المخطوطات العبرية، بينما وجدت عبارة إضافية في نسخة من السبعينية، نستنتج من أسلوبها العبري أنها كانت موجودة في الأصل الذي ترجمت عنه، وهذه العبارة تقول: "حدث بعد أن سبي إسرائيل، وتركت أورشليم خرابًا، جلس إرميا يبكي، ونطق على أورشليم بهذه المرثاة، فقال ... " كما يذكر في " الترجوم " أيضًا أن إرميا هو الكاتب، كما لا يشك معلمو اليهود وآباء الكنيسة في هذا الأمر. كما يعتقد جيروم [وبخاصة مما جاء في (زكريا 12: 11)] ان ما جاء في (الأخبار الثاني 35: 25) يشير إلى هذه المراثي، كما يذكر يوسيفوس نفس الشيء. فإذا كان الأمر كذلك، فيكون كاتب سفر الأخبار قد اعتبر أن هذه المراثي قد كتبت بمناسبة موت يوشيا، ولكن لا يمكن أن ينسب إليه مثل هذا من إساءة الفهم، فلا شك أنه عرف ذلك النوع من المراثي ولكنها فقدت فيما بعد. على كل حال، لقد كان إرميا بطبيعته مطبوعًا على كتابة هذا النوع من المراثي كما هو واضح من سفر نبواته.

ولم يثر التساؤل عن حقيقة كتابة إرميا لهذه المراثي، إلا في العصور الحديثة، فإن الكثيرين من النقاد ينكرون على إرميا ذلك، ويقدمون حججًا مبنية على الشكل والمادة، فمع أن لغة المراثي تشبه كثيرًا أحاديث إرميا، إلا أنه -في نفس الوقت- توجد اختلافات كثيرة. أما القول بأن خطة الشعر الأبجدية غير جديرة بإرميا، فإنما هو انحياز ضده، سببه اختلاف التذوق عنه في عصرنا الحاضر، فواضح أن شعراء العبرية قد استخدموا هذه الأساليب زمنًا طويلًا، لأنها تساعد على الحفظ في الذاكرة، ومن المحتمل أنه لم يستخدم هذا الأسلوب في فترة المعاناة الحادة عند خراب أورشليم، بل كتبها في وقت لاحق بعد تلك الكارثة العظيمة . كما زعموا أن وجهات نظر إرميا تختلف تمامًا في مادتها عن تلك التي لمؤلف أو مؤلفي هذه المراثي، كما يقولون إن إرميا ينبر في نبواته على أن خطية الشعب كانت سبب الكارثة، بأكثر وضوح مما في هذه القصائد التي ترثي مصير الشعب، وترجع بالسبب في ذلك إلى خطايا الآباء (مرا 5: 7) وهو أمر - كما يزعمون - لا يقبله إرميا (إر 31: 29.. الخ). ولكننا نجد خطية الشعب وغضب الله المترتب عليها، في هذه القصائد أيضًا، ولا ينكر إرميا وجود شيء من الذنوب الموروثة (31 : 29، 30)، بل إنه يعلن أن الأمور في المستقبل السعيد ستكون مختلفة في هذا المجال. كذلك ينبغي ألا ننسي أنه إذا كان إرميا هو كاتب هذه القصائد، فهو لا يتحدث بها كالنبي الذي يشتكي على شعبه، بل كمن يتحدث بمشاعره البشرية وإن كانت لا تفتقر للذكريات النبوية (مراثي 4: 21.. الخ) ففي هذه القصائد يتحدث من قلب يحب أورشليم وشعبه، ويقدم صلواته الكهنوتية الشفاعية، التي لم يكن له أن يتقدم بها عندما كان يعلن قضاء الله على إسرائيل. ومع أنه كنبي اضطر أن يعلن قضاء الله على الملك ، إلا أنه لا يمكن تجاهل إظهاره لاحترامه لذلك الملك سيء الحظ، الذي أعطاه الله هذا المركز العظيم (مراثي 4: 5) وإشفاقه الشديد على يهوياكين (إرميا 22: 24، 28) وهكذا نرى أنه لا يوجد اختلاف جوهري في المشاعر بين السفرين.

ومن الناحية الأخرى، لا بُد أن نواجه صعوبة خطيرة إذا قلنا إن إرميا ليس هو كاتب المراثي، وذلك في شجب المراثي لأنبياء أورشليم (مرا 2: 14؛ 4: 13)، فكيف يمكن تجاهل النبي العظيم الذي أعلن هذا الخراب، إذا لم يكن هو نفسه كاتب هذه التعبيرات العاطفية، ففي سفر نبواته تحدث عن أولئك الأنبياء بنفس هذا الأسلوب تمامًا. يضاف إلى هذا أن الأصحاح الثالث من المراثي يضطرنا إلى الجزم بأن إرميا هو الكاتب بسبب الآلام الشخصية الموصوفة هنا. فبمقارنة (إر 3: 14، 35، 37، 61، 63)، لا نجد شخصًا آخر تتجه إليه الأنظار في تلك الظروف مثل إرميا، وبخاصة أنه لم يكن مذنبًا. أما القول بأن المتحدث هنا ليس فردًا بل الأمة كلها في صيغة المفرد، فأمر غير مُحتمل بل بالحري من المستحيل كما تدل بعض الأجزاء (إر 3: 14، 48).

ومن هذا نرى أن هذا السفر الصغير يقترن تمامًا بشخصية إرميا. ومتى كان هو نفسه الكاتب، فلا بد أنه قام بهذا العمل في شيخوخته عندما كان لديه الوقت ليستعيد ذكريات الامه وآلام شعبه. والأرجح أيضًا - وبخاصة بسبب لغته الشعرية - أن يكون تلاميذه قد وضعوا السفر في شكله الحالي، في تعبيرات عاطفية مؤسسين ذلك على أسلوب الرثاء الذي كان يتمز به إرميا، وبذلك يمكن فهم أساس الأصحاح الثالث الذي لا يمكن أن يكون أقوالًا مزيفة له، إذ لو كانت كذلك، لبدا الطابع الشخصي في تعبيره أكثر وضوحًا، ويرجح أيضًا أن يكون قد جمع من أقواله العديدة.

أما في الأسفار العبرية القانونية، فقد وضع هذا السفر مع المزامير في القسم الثالث المسمى "الكتوبيم" (أي الكتابات المقدسة)، وقد الحقت الترجمة السبعينية هذا السفر بإرميا أو بالحري بسفر باروخ الذي جاء بعد إرميا مباشرة. أما العبرانيون فيحسبونه من أسفار "الميجولوت" أو "الدرج" الخمسة التي تقرأ سنويًا في أيام الذكريات الخاصة ، فيوم التاسع من شهر آب هو يوم المراثي، يوم احتراق الهيكل. أما في الكنيسة الكاثوليكية، فإنه يقرأ في الثلاثة الأيام الأخيرة من أسبوع الآلام.

 

* انظر استخدامات أخرى لكلمة "إرميانبوات إرميا، معلومات عن أسفار الكتاب المقدس، تفاسير ودراسات سفر مراثى أرميا.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/01_A/A_212_3.html

تقصير الرابط:
tak.la/xmrn365