وبالعبرية "ها عوفل" ومعناها " الأكمة" (2 أخ 3:27؛ 14:33؛ نح 26:3؛ 21:11؛ إش 14:32؛ ميخا 8:4؛ 2 مل 24:5).
أ- معنى الاسم:
لقد اختلف الرأي كثيرًا حول معنى هذا الاسم، فتذكر في بعض الترجمات على أنهار "البرج" أو "الحصن" أو "القلعة" أو "التل" أو "المكان الخفي". وقد تُرْجِمَت هذه الكلمة في صموئيل الأول (1 صم 9:5، 12؛ 5:6) "بواسير" وفي نبوة حبقوق (حب 4:2) تأتي بصيغة فعلية وتترجم "منتفخة". ويبدو أن أحد معاني الأصل المُشْتَقَّة منه هو "الانتفاخ" أو "التورُّم".
ب- ثلاث أكمات:
توجد ثلاثة أماكن أطلق عليها هذا الاسم:
1 - مكان ما على التل الشرقي لأورشليم جنوبي الهيكل وهو المشار إليه في كل الآيات المذكورة بعالية ما عدا الشاهد الأخير.
2 - الأكمة التي في السامرة (2مل 24:5) حيث أخذ جيحزي الهدايا من غلامي نعمان الأرامي، ومن المحتمل أنها كانت مرتفعا في سور السامرة أو هي القلعة ذاتها.
3- جاء على حجر موآب، وهو نقش لميشع ملك موآب، الذي كان مُعَاصِرًا لعمري "أنا بنيت كرهاه" وسور يعاريم وسور عوفل (الأكمة) "وبنيت أبوابها وأبراجها".
وبمقارنة 1 و3 يتضح أنه لو أن "عوفل" تعني مجرد تل، فهو بالتأكيد تل محصن، وقد تعني نتوءًا صناعيًا في حصن، أو بروزًا فيه، أو حصنًا مُسَوَّرًا، ونقرأ في إشعياء (إش 14:32) "لأن القصر قد هدم. جمهور الأمم قد ترك. الأكمة والبرج صارا مغاير إلي الأبد"، وهنا نجد قصرًا ومدينةً وبرجًا، وكلها من أعمال البناء، أفليس من الأرجح أن تكون "الأكمة" أيضًا شيئًا من هذا النوع؟
ج- أكمة أورشليم:
وموقعها محدد بوضوح، فمن الإشارات إليها في الكتاب (نح 26:3، 27؛ 2 أخ 3:27؛ 14:33) نعلم أنها كانت علي التل الشرقي إلي الجنوب من الهيكل. ويذكر يوسيفوس أن سور المدينة الشرقي كان يمتد من سلوام حتى يصل إلي مكان اسمه "عوفلاس" حيث يتصل برواق الهيكل الشرقي، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. ولا يوجد أساس للقول بأن "الأكمة" كانت تشمل التل الجنوبي الشرقي كله. وفي أيام يوسيفوس كانت جزءًا من التل الواقع جنوبي أسوار الهيكل مباشرة، ولكن الإشارات إليها في العهد القديم تدل علي أنها كانت في مكان أقرب إلي منتصف التل الشرقي. ويبدو من نبوة ميخا (مي 8:4) أنها تشير إلي صهيون: "وأنت يا برج القطيع، أكمة بنت صهيون" حيث أن "برج القطيع" يشير إلي قلعة داود الراعي، ويبدو أن برج القطيع هنا مرادف "للأكمة بنت صهيون".
فمن المحتمل إذًا أن الأكمة كانت موقعًا حصينًا، عرف في الأيام القديمة باسم "صهيون" أو مدينة داود، وقد بني الملك يوثام كثيرًا علي سور "الأكمة" (2أخ 3:27)، كما بني الملك منسى "سورًا خارج مدينة داود غربًا إلي جيحون في الوادي وإلي مدخل باب السمك، وحوط الأكمة بسور وعلاه جدًا" (2أخ 14:33)، فمن الواضح أنها كانت مكانًا محصنًا بالغ الأهمية، ولا بُد أن موقعها كان قريبًا جدًا من "صهيون" القديمة.
* انظر أيضًا: الجبل.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/4za5kb8