سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة روحية وعامة
عزيزي(*)، الكتاب المقدس واضحًا جدًا في تلك الأمور.. لا تقبلهم في البيت!! ولا تفتح بابك لهم.. وأوضح جليًا أنهم غير مرغوب في حضورهم، ولا في نبذاتهم، ولا في كتبهم، ولا اجتماعاتهم، ولا أي شيء له علاقة بهم!!
يقول الكتاب صراحة: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِيكُمْ، وَلاَ يَجِيءُ بِهذَا التَّعْلِيمِ، فَلاَ تَقْبَلُوهُ فِي الْبَيْتِ، وَلاَ تَقُولُوا لَهُ سَلاَمٌ" (رسالة يوحنا الرسول الثانية 1: 10)، وهنا نرى الوحي الإلهي لا يكتفي حتى بعدم قبول هؤلاء المنشقين عن الإيمان القويم في بيتك، ولكنه يزيد على ذلك بعدم الكلام معهم من الأساس! ثم يعود فيرفع سقف حد عدم التعامل معهم فيقول: "لأَنَّ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ يَشْتَرِكُ فِي أَعْمَالِهِ الشِّرِّيرَةِ".
هذا ما قاله القديس يوحنا الحبيب والرسول، والذي هو رسول المحبة.. ولكن عند حد الإيمان، لا يوجد قبول، ولا علاقة من الأساس بأمثال هؤلاء..
فمثلًا، يقول الكتاب "أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ فِي الرَّبِّ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 6: 1)، فها هو الشرط: هو شرط الطاعة الدائمة، ولكن "في الرب".. فإن طلب أحد الوالدين أمرًا ضد الدين (ضد الرب)، فهنا ينتفي شرط الطاعة.. لأنه "يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ" (سفر أعمال الرسل 5: 29).
فلا تتناقش مع هؤلاء، ولا تتحدث معهم، ولا تقبلهم في بيتك، ولا تساهم في نشر منشوراتهم.. وبُعدك عنهم هو وصية إلهية، وليس عن ضعف.. فسنأتي في سياق ردنا هذا هنا في موقع الأنبا تكلا حول الردود على شكوكهم وبدعهم وهرطقاتهم التي لا أصل لها.. ولكننا نريد أولًا أن نؤكد على حقيقة عدم قبولك لهم من الأساس..
انظر ما يقول الكتاب المقدس بصورة أوضح وأعظم من هذا: "إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ أناثيما" (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 1: 8) وكلمة "أناثيما" تعني "محروم"، أو "واقع تحت لعنة".. فتخيَّل أنه يتحدَّث هنا ليس عن إنسان، ولكن حتى لو كان ملاكًا! وهذا بالطبع مبالغة المقصود منها أنه يستحيل أن يأتي أحد بخلاف كلام الله تبارك اسمه في كتابه القدوس.. ونرى المزيد من التأكيد حول هذا الأمر لدرجة أن بولس الرسول يكرر نفس الكلام مرة أخرى على الفور وفي الآية التالية فيقول: "كَمَا سَبَقْنَا فَقُلْنَا أَقُولُ الآنَ أَيْضًا: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُبَشِّرُكُمْ بِغَيْرِ مَا قَبِلْتُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا»"! أترى تأكيدًا أكثر من هذا؟!
دعنا الآن ننتقل إلى الجانب الآخر، وهو الرد على الفِكر والبدع.. أولًا، هذا له أهله.. أي أن الردود والمجادلات والمباحثات الدينية الصحيحة، تكون بين رجال الدين، والباحثين، وليس مع العامة أو الذين لم يدرسوا الأمر من كل جوانبه.. فلا تجعل هؤلاء المُبتدعين يجرونك للمباحثات التي أسماها الكتاب المقدس "الْمُبَاحَثَاتُ الْغَبِيَّةُ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 2: 23؛ رسالة بولس الرسول إلى تيطس 3: 9)، والتي ينادي باجتنابها.. ويزيد على هذا فيقول: "وَالْمُنَازَعَاتُ النَّامُوسِيةُ فَاجْتَنِبْهَا، لأَنَّهَا غَيْرُ نَافِعَةٍ، وَبَاطِلَةٌ"..
ولكن، هل هذا يعني ألا نبحث ونعرف الردود، كما يقول البعض "لا تجادل ولا تناقش"؟!
لا، لا نقول ولا ننادي بهذا.. ينبغي أن تبحث وتعرف وتتفحص الأمور بنفسك.. وإلا كان إيمانك باطلًا!
قال القديس أغسطينوس ما معناه: نحن نشكر الهراطقة والمبتدعين على كل ما قدموه من بدع وشكوك ضد الكتاب، فجعلونا نتعمَّق في فهم الكتاب بالأكثر، ونزداد قوّة في المعرفة، ونكتشف كنوزا ما كنا سنكتشفها(1).
أما حول أخطاء البروتستانت، فقد تناولناها بالتفصيل والتمحيص والرد الكامل عليها من الكتاب المقدس، وستجدها في جنبات الموقع.. وتستطيع استخدام خانة البحث القبطي الموجودة أعلى جميع صفحات موقع الأنبا تكلا للبحث عما تريد.. وستجد أهم الردود عليهم في كتاب "اللاهوت المقارن للأنبا شنوده الثالث البابا"..
أما عن شهود يهوه وأخطائهم وهرطقاتهم، فهناك أيضًا مئات الصفحات بالموقع التي ترد عليهم، منها الرد على شهود يهوه في قسم تبسيط الإيمان لنيافة العلامة الحبر الجليل الأنبا بيشوي، وكتاب شهود يهوه وهرطقاتهم لقداسة المتنيح البابا شنوده الثالث..
وبخصوص تشكيكهم في موضوع ألوهية السيد المسيح، ستجد ردودًا كاملة ومتميزة في كتاب قداسة البابا شنوده الذي يحمل عنوان "لاهوت المسيح"..
إلى غير ذلك من الردود التي ستجدها في جنبات موقع الأنبا تكلا.. فقط عليك أن تبحث بنفسك لتجد ما تريد..
ولا تسمح لأحد بأن يُشَكِّك في إيمانك الأرثوذكسي القويم.. ولا تنسى أن طائفة الكاثوليك بدأت من القرن الرابع، أي بعد أربعة قرون من بزوغ المسيحية.. أما الذين بقوا على إيمانهم الأول، فأصبح اسمهم "التقليديين" أي الذين حافظوا على التقليد الذي سلَّمه لهم آباؤهم منذ بداية المسيحية وعصر الآباء الرسل الأطهار.. ولكن البروتستانتية ما هي إلا بدعة انشقت عن الكاثوليكية في القرن السادس عشر، ومن خلالها ظهرت آلاف الطوائف والهرطقات والبدع، ومنها شهود يهوه والأدفنتست السبتيين وغيرهم الكثير والكثير...
_____
(*) المصدر: من مقالات وأبحاث موقع الأنبا تكلاهيمانوت
www.st-takla.org (م. غ.) - مراجعة لغوية: سامي فانوس.(1) هذا ليس قول للقديس أغسطينوس بالنص، ولكنه ملخص
ومقتطفات من مقال "فائدة الهراطقة: الخير الذي أتى من خلال يهوذا الخائن" The good that comes of heretics. The good that came through the traitor Judas.Book: "St. Augustine: Sermons for Christmas and Epiphany" - Publisher: Longmans, Green And Co., 1952, Sermon 1, P. 35.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/p9343yj