الإجابة:

إنه لأمر محمود حقًا أن يعرف الإنسان وضعه الروحي^(*)..  ولا يظن أنه في مستوى غير مستواه..  وهي خطوة جيدة جدًا نمدحك عليها..  لأن هناك كثيرون "فاترون" في الحياة الروحية، أو يمارسون الوسائط الروحية بشيء من الروتين والاعتياد، كما يقول المثل: "كما لقومٍ عادة"..  ويظنون أنهم مقبولين أمام الله، وهم مرفوضون كقول الكتاب: "أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّكَ لَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا. لَيْتَكَ كُنْتَ بَارِدًا أَوْ حَارًّا!  هكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 3: 15، 16).

أما هؤلاء الذين يعرفون بضعفهم، فهم يعرفون أن الخطوة التالية هي الاقتراب من الله..  فاشكر الله أولًا على أنه فتح عينيك بأن تعرف أنك تحتاج إليه..

وأعلم يا صديقي أن الإنسان لا يمر في خط واحد في حياته الروحية..  يعلو ويهبط..  كما يقول الكتاب: "مُدَّةَ كُلِّ أَيَّامِ الأَرْضِ: زَرْعٌ وَحَصَادٌ، وَبَرْدٌ وَحَرٌّ، وَصَيْفٌ وَشِتَاءٌ، وَنَهَارٌ وَلَيْلٌ، لاَ تَزَالُ»." (سفر التكوين 8: 22)..  هكذا الحياة الروحية..  فهناك محاربات من الشيطان، ومحاولات لتعطيل الروحيات..  العلاقة مع الله ليست مدخل باب وانتهى الأمر.. بل هي سلم ينمو فيه الإنسان روحيًا عبر الوسائط الروحية والنمو في العلاقة مع الرب not a doorway, but stairway..

ينبغي أن يعرف الإنسان أنه يحتاج إلى الله..  ويبحث أيضًا عن الأسباب التي أدت كونه في الحالة التي هو عليها، كقول الكتاب: "اذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 5)..

لا نريد ازدواجية غير مفيدة هنا في الموقع، لذا لن نطيل عليك، وسنُحيلَك إلى بعض الكتب والمقالات المفيدة، التي ستفيدك في حياتك الروحية..  ونحن موجودين دائمًا إذا أردت التواصل معنا هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت بنفس الطريقة التي راسلتنا بها أول مرة، أو بالرد على الإيميل الذي أرسلناه لك..  واخبرنا بتساؤلاتك وأفكارك، وسنحاول الرد عليها..

من الكتب المفيدة لقداسة البابا شنوده الثالث: الرجوع إلى الله - حياة الإيمان - الوسائط الروحية - اليقظة الروحية - معالم الطريق الروحي - الحروب الروحية - الدموع في الحياة الروحية - حياة التوبة والنقاوة..

لا تهمل الصلاة كذلك، حيث أنها من أهم الوسائط الروحية..  تعوَّد الصلاة في كل وقت، وفي كل حال..  اشكر الله على عطاياه لك، وعلى المشاكل أيضًا..  فنحن لا نعرف ما هو الصالح لنا..  صلّي صلوات سهمية سريعة وأنت في طريقك، وأنت في العمل، قبل الأكل وبعده، قبل بدء العمل وفي وسطه، وأنت في عربتك الخاصة..  لتكن الصلاة هي جزء من حياتك..  فالصلاة هي صِلة مع الله تبارك اسمه..

لا تهمل قراءة الكتاب المقدس أيضًا..  وربما يفيدك كذلك وضع الكتاب المقدس المسموع على المحمول الخاص بك، وعلى الكمبيوتر، وفي شكل قرص مضغوط CD أو على الـFlash USB لتسمعه في العربة وأنت في طريقك..

ومن الوسائط الروحية الهامة أيضًا هي سر التوبة والاعتراف، وسر التناول من جسد الرب ودمه لينمو الإنسان في الحياة مع الله..

ابدأ الآن في هذه الثانية، لا تضيع وقتك..  يقول الوحي الإلهي: "اِقْتَرِبُوا إِلَى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ" (رسالة يعقوب 4: 8).  ولا تنسى أن الله يرى ويعرف القلوب، وهو بالتأكيد يرى محاولاتك وجهادك مهما كان.. وسيقويك ويعينك ويكون معك..

ليكن الرب معك،،،