الباب السابع: الاعتراف
الاعتراف واسطة روحية لتوبة الإنسان:
حتى أننا في عقيدة الكنيسة نُسَمِّي سر الاعتراف "سر التوبة". وهو فعلًا يقود إلى التوبة، إذا مارسه الإنسان بطريقة روحية تليق به. فالاعتراف ليس مجرد كلام يقوله المعترف للأب الكاهن، إنما ينبغي أن يمتزج بمشاعر معينة توصل الخاطئ إلى التوبة الحقيقية فكيف ذلك؟
وما هي عناصر الاعتراف لكي يكون شاملًا:
الاعتراف يشمل أربعة عناصر، يجب أن تتم:
كما يقول داود النبي للرب في المزمور الخمسين، مزمور التوبة "لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت" (مز 50). وفي هذا الاعتراف تطلب من الله المغفرة، كما نقول في الصلاة "اغفر لنا خطايانا، كما نغفر نحن أيضًا لمن أخطأ إلينا". وتطلب من الله أن يرفع غضبه عنك الذي تستحقه بسبب خطاياك، كما نقول في المزمور "يا رب لا تبكتني بغضبك، ولا تؤدبني بسخطك. ارحمني يا رب فإني ضعيف" (مز 6).
تعترف عليه كوكيل للسرائر الإلهية (1كو4: 1). وكرسول من الله إليك (ملا2: 7). وتعترف عليه لكي يمنحك من الله المغفرة والحل (يو 20: 22، 23) (مت 18: 18). وأيضاَ لكي يسمح لك بالتناول، حتى يمكنك أن تتناول باستحقاق (1كو11: 27). وأيضًا من أجل الإرشاد الروحي، ليشرح لك ما يجب أن تفعله. وتعترف على الأب الكاهن أيضًا لسبب عملي. وهو أن الإنسان كثيرًا ما يخجل وهو يذكر خطاياه أمام شخص روحي، وأمام الكهنوت بالذات. وهذا الخجل يساعده على عدم ارتكاب الخطية في المستقبل. وهكذا قال الكتاب "اعترفوا بعضكم على بعض بالزلات" (يع 5: 16). أي بشر على بشر.
وذلك لكي تزيل من قبله أي غضب، أو حزن بسبب إساءتك إليه، حتى يمكنك أن تتناول بقلب صاف من نحو الكل (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وهذا ما علم به الرب في العظة على الجبل، إذ قال " فإن قدمت قربانك على المذبح، وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك، فاترك هناك قربانك قدام المذبح، واذهب أولا اصطلح مع أخيك" (مت 5: 23، 24).
وهكذا لو وجدت في كل إساءة إلى الغير ستذهب إليه وتصالحه، وتعتذر إليه معترفًا بخطئك من نحوه... فبلا شك سيقودك هذا إلى الاحتراس من معاملة الغير، والبعد عن الإساءة، حتى لا تضطر إلى الاعتذار عنها.
ذلك أنه إن لم تكن معترفًا في داخل قلبك وفكرك أنك قد أخطأت، سوف لا تعترف طبعًا أمام الله بخطأ لا ترى أنك قد وقعت فيه. وأيضًا سوف لا تعترف أمام الكاهن بأنك قد أخطأت. ولن تذهب إلى أخيك وتصالحه، ما دمت غير مقتنع في داخلك بأنك قد أخطأت إليه...
إذن الاعتراف بالخطأ أو الخطية، يبدأ داخل الإنسان أولًا، بإحساس داخلي أنه قد أخطأ، وباقتناع فكري بواقع الخطأ وتفاصيله، وبضرورة الاعتراف به للحصول على المغفرة، وللوصول إلى المصالحة مع الله والناس.
كثيرون ليس لهم هذا الإحساس الداخلي بالخطأ، لذلك لا يتقدمون نحو التوبة ولا الاعتراف...
ربما لأن موازينهم الروحية غير سليمة، أو أنهم يبررون تصرفاتهم باستمرار. الذات عندهم تقف ضد كل اعتراف بالخطأ. يرون ذواتهم باستمرار على حق، فبأي شيء يعترفون؟! بل إن كثيرًا من أولئك المخطئين تلبس أخطاؤهم ثوب الفضيلة، ويفتخرون بذلك الخطأ... كما كان الفريسيون والكتبة يرون أنهم على حق في معاداة السيد المسيح، دفاعًا عن ناموس موسى وتقاليد آبائهم!! وهكذا قالوا له في جرأة وفي الاعتزاز بالإثم "ألسنا نقول حسنًا أنك سامري وبك شيطان!" (يو8: 48)!! إنهم يهينون المسيح هكذا ويشتمونه، ويرون أنهم يقولون حسنًا!!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/mxvwd4q