في الحقيقة أن المسيح كان أحيانًا يقوم بعمل أشياء تثبت لاهوته، وأحيانًا يسلك في تواضع الطبيعة البشرية بطريقة تجعل الشياطين يشكون. وكمثال لذلك:
في ساعة ميلاده حيث بشَّر الملاك الرعاة بوضوح شديد قائلًا: "أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ"، قال الشيطان في نفسه "هذا هو المسيح".
ثم وجد الشيطان المسيح هاربًا إلى مصر كما لو كان خائفًا من سيف هيرودس، فشك في كون هذا هو المسيح.
ثم صنع المسيح معجزات كثيرة في مصر، فشك الشيطان مرة أخرى وقال في نفسه: "إذًا هو المسيح".
وعندما طُرِد المسيح من بلد إلى بلد، قال الشيطان: "هذا ليس المسيح". وعندما جلس السيد المسيح في وسط الشيوخ -وكان صبيًا عمره 12 عام- وتكلم كلامًا أبهر الشيوخ، لا يمكن أن يصدر من صبي في هذا السن، فقال الشيطان في نفسه، "بل هذا هو المسيح".
ثم وجد الشيطان السيد المسيح بلا سيرة ولا اسم حتى بلغ سن الثلاثين، فقال في نفسه: "هذا ليس المسيح".
ثم في وقت العماد سمع صوت الآب قائلًا "هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ" (إنجيل متى 3: 17)، فقال في نفسه: "إذًا هذا هو المسيح".
بعد ذلك وجده الشيطان على الجبل (غلبان) يعاني من الجوع، فظن أنه ليس المسيح.
أي ظل الشيطان مترددًا لا يعرف هل هذا هو المسيح أم لا حتى وقت الصليب، حيث سأل الشيطان على أفواه بعض الناس: "إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ!" (إنجيل متى 27: 40) . ومعنى هذا أن الشيطان ظل غير متأكدًا هل هذا هو المسيح أم لا، إلى وقت الصلب.. وقد وضعنا هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت مقالًا لقداسة البابا شنوده الثالث حول موضوع إخفاء الرب قوته عن الشيطان، وذلك كجزء من كتاب تسبحة البصخة..
أما حول السؤال عن الخوف، فنحن لم نقل أن "الله يخاف"، نحن نقول أن الله أخفى عن الشيطان لاهوته لئلا "يعرقل" الشيطان عملية الفداء. فالشيطان له المقدرة أن يعمل أي عمل، بما في يذلك عرقلة الملكوت، ولكن هذا ليس معناه الخوف منه.
المرجع:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/ddt33f9