سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة عن الكتاب المقدس

معنى القول للتلاميذ: يا قليلي الإيمان، قلوبكم قاسية

سؤال: قرأت في مواقع عدة في العهد الجديد بأناجيله الأربعة أن السيد المسيح يصف تلاميذه بعبارات كـ ( قليلي الأيمان) و(قلوبكم قاسية ) وغيرها كثير متفرق . فهل هذه العبارات تمس في قداسة أولئك التلاميذ

 

الإجابة:

St-Takla.org Image: The Apostles, the Twelve Disciples, Coptic art صورة في موقع الأنبا تكلا: الآباء الرسل - التلاميذ الإثنى عشر، من الفن القبطي

لم تخبرنا^(*) ما هي تلك "المواقع العدة" التي قلت أنها تتحدث عن هذا الأمر، إن كانت منتديات، فلا تستقي يا عزيزي معلومات الدينية من المنتديات، حتى وإن كانت منتديات مسيحية، فتلك المنتديات لا تعرف مَنْ يكتب ماذا، ولا تحاسب أعضائها على النقل، ولا توضح مصدر الاقتباس لمن يريد الاستزادة، وتكتفي بالكلمة الحمقاء "منقول"، ولا تعرف ما هي عقيدة أو ديانة مَنْ يكتب أي مقال، ولا تستطيع أن تثق بمحتوي أي شيء فيها، حتى وإن كان يدّعي أن مصدره رجل دين أو كتاب معروف..  القيمة الوحيدة التي تضيفها هذه المنتديات إلى الإنترنت هي سرقة المحتوى وسرقة الأفلام الدينية والترانيم، والتسابق في وضعها، غير واضعين أي اعتبار للمجهود الضائع لصاحب العمل، ولا لقوانين حماية الملكية الفكرية وقوانين حماية المصنفات الفنية..   فاعتمد فقط في معلوماتك على المواقع الدينية الرسمية، الخالية من المنتديات.

وبالأولى طبعًا، لا تعتمد على المنتديات الإسلامية، ولا تدخل في مهاترات عقيمة مع البعض، فلنترك مَنْ يعمل على الهدم يضيع وقته وحياته، واهتم أنت بالبناء والنمو..

نعود الآن لسؤالك، ولكن في البداية، أي سؤال خاص بالكتاب المقدس، ينبغي عليك أن تقرأ تفاسير الكتاب المقدس، وتبحث عن تفاسير الأناجيل التي بها ذُكِرَت تلك العبارات، حتى تعرف كافة ظروف قول العبارة، وتفهم المغزى منها..  فندعوك الآن لفتح قسم التفاسير هنا في موقع الأنبا تكلا للبحث عن إجابة سؤالك..  ولكن ضع في الاعتبار أمرًا هامًا، وهي أننا لا يوجد لدينا موضوع "عصمة الأنبياء" هذا، فهذا تعليم إسلامي يؤمنون به، وهي أن الأنبياء مثل الله لا يخطئون!!  فاحذر يا عزيزي من أين تستقي معلوماتك..  ولكننا في المسيحية نؤمن بأن العصمة هي لكتاب الله فقط..  فعصمة الأنبياء هي في عصمة نبواتهم التي أخذوها بالوحي الإلهي، وليست عصمة في شخصياتهم مثل خالقهم - حاشا.

ثانيًا، عندما يوبخ الله شخصًا مع على خطأ وقع فيه، فهذا أمر عادي وطبيعي..  فلا يوجد إنسان كامل سوى الله وحده عز وجل..

هذا من جانب، من جانب آخر عندما أريد محاسبتك على أمرٍ ما أو خطأ حسابي مثلًا قمت أنت بعمله، لا أعود أنظر إلى أخطائك الحسابية وأنت مازلت طالبًا بالمدرسة أو بالكلية مثلًا..  ولكنني أحاسبك على خطأك الحالي، ومستوى معرفتك التي وصلت إليها..  أنت عندما تقدر مؤلفات نجيب محفوظ أو وليم شكسبير William Shakespeare أو مقطوعات موزارت Mozart أو غيره، فأنت تقدر جملة الأعمال التي عملها، وليس العمل الأول، وليس أخطائه وهو في بداية طريقه، وبالطبع ليس وهو مراحل تعلمه وأخطاءه وهو يتعلم الكتابة الأدبية أو طريقة العزف على البيانو أو كتابة النوتة الموسيقية..  فالأحداث التي رأيناها في تعاملات المسيح مع تلاميذه، أولًا هي مرتبطة بظروف الموضوع والموقف الذي قيلَت فيه، وكانت في إطار تعليم الرب للتلاميذ، وكذلك كُتِبَت لتعليمنا نحن..  فكيف تقيس مثلًا قداسة تلميذًا ما وهو على السفينة يصطاد السمك في تلك المرحلة، وتتجاهل قداسته وهو شهيد على اسم المسيح لاحقًا؟!

فلا تنسى كل الأحداث التي حدثت بعد ذلك في حياة التلاميذ، والتبشير في كل أنحاء العالم، احتمال الاضطهادات والضيقات والآلام الكثيرة، وكانت تصل لدرجة النفي والموت والاستشهاد..

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(*) المصدر: من مقالات وأبحاث موقع الأنبا تكلاهيمانوت www.st-takla.org.

---