تلقى قداسة البابا شنوده الثالث طلبًا وقَّع عليه عدد كبير من الآباء الأساقفة أعضاء المجمع المقدس، يفضلون أن يكون عمل الميرون المقدس في الأسبوع السادس من الصوم الكبير -حسب العادة الأولى للكنيسة- وليس في أسبوع الآلام حيث يكونون مشغولين في إيبارشياتهم، يصلون وسط أبنائهم(1).
وقد استقبل قداسة البابا شنوده الثالث في دير الأنبا بيشوي يوم الثلاثاء 23 ديسمبر 1980 نيافة الأنبا بيشوي، الذي قدَّم لقداسته بحثًا عن عمل الميرون وتاريخ صنعه منذ أيام الرسل، وعدد البطاركة الذين اشتركوا في عمله، وموعد تقديمه، وما يختص بطقوسه من صلوات(2). وننشر هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في هذه الصفحة نص هذا البحث:-
لنيافة الأنبا بيشوي
الميرون كلمة يونانية بمعنى طيب أو دهن، ولكنها اصطلاحًا تُطْلَق على مُرَكَّب نحو 30 صنفًا من الأطياب، منها المر والعود والسليخة (مز 45: 8) وقصب الذريرة وعود اللبنان والقرنفل مع كل أنفَسْ الأطياب (نش 4: 4)، مُضافًا إليه زيت الزيتون الصافي، مع خميرة من الذخيرة المُقدسة للميرون الأول.
صنعه الرسل أنفسهم، وقد استمر الميرون الذي أحضره القديس مار مرقس معه، إلى زمن القديس أثناسيوس الرسولي البابا العشرين (بداية القرن الرابع الميلادي)، الذي وجد أنه قد بقيت عنده بقية قليلة، فاتفق مع بطاركة الكنائس الكُبرى الذين طلبوا منه، أن يصنعه من التركيبة التي أمر الله موسى النبي أن يصنع منها دهن المسحة (خر 30: 22-33) مُضافًا إليها زيت الزيتون الصافي مع أطياب أخرى، وبعد تقديسها يضيف إليها ما عنده من الذخيرة.
كان الميرون يُعْمَل في الأسبوع السادس من الصوم المقدس (صوم الأربعين)، وبقى الحال كذلك إلى زمن الأنبا مقارة البابا الـ59 الذي مارَس صنعه في أسبوع الآلام. إلا أنه لم يثبت عمله في هذا الأسبوع إلا في عهد الأنبا ابرآم السرياني البابا الـ62. ومن ذلك الوقت لم يزل يُعْمَل في أسبوع الآلام.
يُطْبَخ الميرون أربع مرات: مرة يوم الاثنين - مرتين يوم الثلاثاء - مرة يوم الأربعاء. وفي يوم الخميس يحتفل البابا البطريرك بتقديسه ومعه الآباء الأساقفة. ثم يُتْرَك في الهيكل حتى يُقَدَّس عليه يوم العيد. وَيُحْفَظ في الهيكل إلى ثالث يوم العيد، ويُقَدَّس عليه مرة ثالثة. وفي نسخ أخرى "ويبقى أسبوع العيد إلى أحد توما". وبعد انتهاء تقديسه تُضاف عليه الخميرة الأصلية، ويُمزَج مزجًا. ومن ثَمَّ يوزِّع منه البابا البطريرك على الكنائس لاستعماله في سر المسحة المقدسة.
وَيُتلى على الميرون أثناء طبخه غالبية أسفار العهد القديم، ولا سيما سفر المزامير الذي يُتلى مرة في كل يوم من الأيام الثلاثة الأولى.
وقد تم تقديس الميرون بالإسكندرية مع تلاوة أسفار العهد القديم والجديد والصلاة لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليال.
وقد عُمِلَ الحنوط أول مرة في عهد الآباء الرسل. واستخدموا فيه الحنوط التي كُفِّنَ بها جسد المُخَلِّص (يوم 19: 39) وأذابوها مع الطيب الذي أحضرته النسوة في فجر القيامة (لو 23: 56) في زيت الزيتون الصافي. ولا شك أن هذا لم يتم في أسبوع الآلام الذي كان يُقام مرة كل 33 سنة في ذلك الحين.
وكان الميرون يُعْمَل في الإسكندرية إلى عهد البابا مينا الثاني (البطريرك 61) الذي عمله مرة في الإسكندرية، وأخرى في دير أبا مقار.
وفي القاهرة تم عمله في الكنيسة المُعلقة، وفي كنيسة ودير أبي سيفين في مصر القديمة، وفي كنيسة العذراء بحارة الروم، وفي الكنيسة المرقسية بالأزبكية.
قد تم عمل الميرون 30 مرة حتى الآن، آخرها في عهد البابا كيرلس السادس سنة 1967.
وعدد الآباء الذين قاموا بعمله -غير الآباء الرسل- 25 بطريركًا، منهم خمسة قاموا بعمله مرتين(20).
أول مرة عُمِلَ فيها الميرون في الإسكندرية كان سنة 340 م. في عهد البابا أثناسيوس الرسولي. أما أول مرة عُمِلَ فيها الميرون في القاهرة فكان سنة 975 م. في عهد البابا ابرآم السرياني البطريرك 62 في كنيسة المعلقة(21).
أحيانًا كان البابا البطريرك يعمل الميرون ومعه 24 أسقفًا، وأحيان معه 20 أو 18 أو 12. والبابا غبريال الرابع المحرقي البطريرك 86 عمله في دير أبا مقار سنة 1374 ومعه 10 أساقفة.
وقد بَطُلَ عمل الميرون في دير أبا مقار من ذلك التاريخ.
الميرون المقدس هو زيت المسحة المقدسة، تَدْهِن به الكنيسة مَنْ ينال المعمودية، لكي ينال حلول الروح القدس فيه.
وكان مَنْح الروح القدس للمؤمنين في العصر الرسولي يتم بوضع أيدي الرسل عليهم (أع 8)، ثم اسْتُبْدِل بهذه المسحة.
ويتكوَّن الميرون أولًا من الأطياب والحنوط التي كانت على كانت على جسد السيد المسيح، مُضافًا إليه أخلاط من المواد التي أوصى الله قديمًا بِصُنع المسحة منها.
تقدَّم البعض يريدون نوال بركة الميرون المقدس، بالمساهمة في الاحتفال بِصُنعه. ويريدون أن يقدموا ما يستطيعونه، وفي الواقِع أن الاحتفال بعمل الميرون قد جعل دير القديس الأنبا بيشوي دائب العمل ليل نهار، في بناء الأماكِن اللازِمة لاستضافة الآباء الأساقفة، والآباء الكهنة والرهبان، وأفراد الشعب، والعمل على تشطيب هذه المباني في أسرع وقت، مع ما يلزمها من أنواع متعددة من الأثاثات. وكذلك تم إعداد ما يلزم صنع الميرون من مواد وزيوت ومواقد وأوان، وما يلزم أيضًا لتعبئته لتوزيعه على الإيبارشيات والكنائس.,
كما سيجري إعداد فيلم عن هذه المناسبة المقدسة.
وجميل أن ينال الشعب بركة صُنع الميرون، وبخاصة أن هذا الأمر ربما لا يتكرر إلا مرة في كل جيل. ويكفي أنه صُنِعَ 30 مرة على مدى العشرين قرنًا الماضية(23). فعلى الأحباء الذين يريدون المساهمة: الاتصال بنيافة الأنبا صرابامون رئيس الدير، إما في دير الأنبا بيشوي في وادي النطرون، أو في مقر الدير بالأزبكية، أو الاتصال بالمقر البابوي بدير الأنبا رويس، أو بدار مجلة الكرازة.
وقد اتصل بنا أحد الأحباء في أمريكا طالِبًا معرفة المواد التي يُصْنَع منها الميرون لكي يرسلها لنا. وسأل أحد الأحباء أيضًا عن نوع الزيوت المطلوبة.
البابا يدعو كهنتنا في الخارج لحضور صنع الميرون المقدس(4):
سيكون صُنع الميرون المقدس في الأسبوع السادس من الصوم الأربعيني المقدس حسب التقليد الأول منذ القديس أثناسيوس الرسولي، وحسب طلب الآباء الأساقفة.
يبدأ من يوم الثلاثاء 14 إبريل 1981. ويستمر صنعه ثلاثة أيام: الثلاثاء والأربعاء والخميس..
وهذه الأيام الثلاثة يمكن أن يحضرها الآباء الكهنة في المهجر، ويرجعون إلى كنائسهم دون أن تتعطَّل خِدمتهم.
لذلك فإن قداسة البابا شنوده الثالث سيرسل بطاقات الدعوة خلال هذا الأسبوع إلى جميع كهنة الكنيسة القبطية في أمريكا وأوروبا وأستراليا وفي بلاد الشرق لحضور صُنع الميرون.
وتتم خلطة الميرون على عيد القيامة، ويأخذ منها الآباء الأساقفة ما يلزمهم إلى إيبارشياتهم.
وتُعَد في الدير حاليًا أماكِن إقامة لخمسين من الأحبار الأجلاء أعضاء المجمع المقدس. والبعض منهم سيقيمون في قلاليهم الخاصة. كما أن قداسة البابا حجز أيضًا بيوت الخلوة في ديريّ السريان والبراموس للضيوف خلال فترة صُنع الميرون.
كذلك تُعَد الكنيسة الكبرى في دير الأنبا بيشوي لصُنع الميرون المقدس.
إنها أيام تاريخية في برية شيهيت.
الزيارات للدير خلال إعداد الميرون(5):
الكل يريد أن يحضر، ومن المستحيل أن يتسع الدير للكل. وإذا كر الزحام عن الحَد، ضاع النظام، وتحوَّل الدير إلى ضوضاء، يفقد فيها جميع الزائرين بركة حضور هذا العمل الكنسي الروحي. كذلك لا يتسع الدير لمبيت الآلاف.
لذلك سَيُسْمَح للبعض -رحلات أو أفرادًا- بتذاكِر خاصة(6) أن يحضروا ويبصروا، ثم ينصرفوا في هدوء إلى بلادهم..
إعداد الميرون والزيارات(7):
يبدأ إعداد الميرون من الثلاثاء 14 إبريل 1981. وكانت المرة السابقة لإعداده منذ 14 عامًا (منذ سنة 1967 م.)
نظرًا لأن الدير لا يسع كل الآلاف التي ترغب في الزيارة من كافة أرجاء القطر، لذلك سَيُسْمَح بالزيارة في حدود معينة بتذاكِر، ومن الساعة 8 صباحًا إلى الثالثة بعد الزهر فقط خلال أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس.
وسَيُسَجَّل إعداد الميرون على أفلام، وبالفيديو، وفي دوائر تلفزيونية، لكي تُتاح رؤيته للجميع في كل الإيبارشيات.
أما الزِّحام وعدم النظام، فإنهما يُفْقِدان العمل الكنسي الكبير هيبته ووقاره، ولا يفيد منهما أحد.
فعلى الذين يطلبون الزيارة أن يتصلوا بالدير أو المقر البابوي لأخذ تصريح كِتابي بالزيارة..
الدير.. والميرون(8):
استعدادات تفوق الوصف تجري في دير القديس الأنبا بيشوي لعمل الميرون، منها:
إعداد أمكِنة لاستقبال حوالي خمسين من الآباء الأساقفة، مع بعض الآباء كهنة المهجر (وسيبقى بعضهم بالخارج لضرورات الخِدمة هناك(9))، والآباء الرهبان، بكل ما تشمله الإقامة من مبان وأثاثات ووسائل الراحة المختلفة.
حركة عمل دائبة نَشِطَة يعمل فيها مجموعة من العمال الفنيين في البياض، والنقاشة، والسِباكة، والبلاط، والكهرباء، والنِجارة.. إلخ.
حركة عمل أخرى في نظافة الدير، وفي إعداد الطرق، وفي إعداد المطابِخ..
وحركة عمل أخرى في إعداد كل ما يلْزَم الميرون من الأواني والمواقِد، ومن المواد، ووسائل التعَبِئة..
وعمل عِلمي في إعداد الكتب اللازِمة لهذت الطقس الكنسي ومُراجَعتها وطبعها.. وقد وضعنا كتاب طقس الميرون هذا هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت.
وعمل آخر في إعداد التذاكِر والدعاوى، وفي كل الأمور الإدارية والتنظيمية اللازِمة لحِفظ هدوء الدير أثناء الزيارات..
مع إعداد مجموعة من آلات الفيديو، ومن آلات التصوير والسينما لتسجيل هذا الحَدَث التاريخي بالصوت والصورة..
مجموعة من الفنيين تَعمل في هذا المجال حتى يمكن عَرْض أفلام على الشعب في جميع الإيبارشيات، ويتمكن من مشاهدة هذه المناسبة الروحية، مَنْ لم يستطع الذهاب إلى الدير بسبب ظروف معينة.
كل هذا مع تركيب مكبرات للصوت خارج الدير، وبعض الدوائر التلفزيونية.
بالإضافة إلى ما ينشغل به الدير من أعماله العادية الخاصة بالعبادة في فترة الصوم المقدس، وأيضًا أعمال الزراعة التي تَلْزَم في موسِمها.
وقد سافَر قداسة البابا شنوده الثالث إلى الدير صباح السبت 28 مارس 1981 لِيشرف على كل هذه الإعدادات مع نيافة الأنبا صرابامون رئيس الدير، ولم يستطِع الذهاب إلى الإسكندرية ذلك الأسبوع، وقد لا يذهب في الأسبوع التالي أيضًا.
عمليات إعداد الميرون(10):
أهم عملية في إعداد الميرون هي قداس تقديس الميرون والغاليلاون، وهذه ستتم يوم الخميس 16 إبريل 1981 بمشيئة الرب، ويحضرها كل مَنْ يمكنه الحضور من الآباء الأساقفة.
ثم إيداع الخميرة المقدسة القديسة في الميرون الجديد. وسيتم ذلك في قداس ثاني يوم القيامة (شم النسيم swm `nnicim) فجرًا يوم 27 إبريل 1981.
يسبِق كل هذا إعداد "الأفارية": الدق - الطحن - النَّخْل - الوَزْن - الخَلْط - تركيب الخلطات للطبخ. ثم أربع طبخات. وبعدها إضافة الدرور (العطور) إلى الزيت ومواد الميرون السَّابِق طَبْخها.
وستبدأ هذه في موعِد مبكر إن شاء الله، ابتداءً من عيد البشارة المجيد يوم 7 إبريل 1981.
وقد استقبل البابا شنوده الثالث في الدير الأستاذ عزيز جاد الله، الذي قدَّم كل المواد التي يُصْنَع منها الميرون المقدس -وكان قد استوردها من الهِند وأسبانيا- وحضر معه بعض أعضاء مجلس كنيسة حارة زويلة.
وقد أُعِدَّت التذاكِر الخاصة بالزيارة، يمكن استلامها من الدير أو من المقر البابوي.
أخبار الميرون المقدس(11):
بِدِراسة مُسْتَفيضة لِصُنع الميرون المقدس، وُجِدَ أنه -لكي يكون مِثاليًا في صنعه- يحتاج إلى أيام عديدة من العمل المتتابِع، منها:
يومان على الأقل لِدَق المواد الزيتية والعِطرية الصَّلبة الداخِلة في تركيب الميرون، مع سَحْق الكل (ما عدا المواد السائِلة)، ونَخْلها، وَوَزْن المقادير اللازِمة لكل طَبْخَة.
أربعة أيام للأربع طبخات الخاصة بالميرون.
يومان، أحدهما خاص بطبخ الدرور (العطور)، والثاني خاص بالغاليلاون. مع تَرْك كل طبخة فترة لِتَبْرَد، ثم تُصَفَّى..
يوم لصلاة التقديس، يعقبها القداس الإلهي. وهذا اليوم هو أهم الأيام.
وقد حُدِّدَ له يوم الخميس 16 إبريل 1981، في الأسبوع السادس من الأربعين المقدسة، يحضره جميع الآباء المطارنة، مع ما يستطيعونه من الأيام السابقة، إذ لا يستطيع الكل أن يغيبوا عن إيبارشياتهم مُددًا طويلة خلال الصوم المقدس.
وقد أرسل قداسة البابا شنوده الثالث بطاقات الدعوة إلى جميع أعضاء المجمع المقدس لحضور عمله وتقديسه، كما أُعِدَّت الأماكِن لِمَبيتهم في أديرة برية شيهيت.
تتم الخَلْطة المقدسة بالخميرة الموجودة في قداس يقيمه قداسة البابا فجر ثاني يوم عيد القيامة المجيد.
أي أن الأيام التي يحتاجها الميرون لا تقِل عن تسعة أيام، وإن تخللتها أيام للراحة تزيد عن هذا بكثير.
يحضر الميرون القداسات التي تُقام يوميًا بالدير.
تم تجهيز ما يَلْزَم لأعمال أفلام بالفيديو بالسينما لعمل الميرون، حتى تُعْرَض على الشعب في القاهرة والإسكندرية وكل إيبارشيات الوجه البحري والوجه القِبلي، يراها الذين لم يتمكنوا من رؤية الميرون أثناء عمله.
طُبِعَت تذاكر فردية، وتذاكر للرحلات لزيارة الدير لفترة دقائق أثناء عمل الميرون، حتى تعطي كل مجموعة فرصة لغيرها. وتُطْلَب التذاكر من البطريركية وإدارة الدير.
يرجو الدير جميع الزائرين بِحِفظ النظام، مع الهدوء والصمت، لأن كل ضوضاء ولو بسيطة سَتُسَجَّل هي أيضًا في أجهزة الفيديو والسينما، ولا يكون التسجيل رائِقًا حينئذ.
في غير الأيام التي يُصْنَع فيها الميرون، يستطيع زوار الدير أن يروا التسجيلات الخاصة به على أجهزة الفيديو.
بدأ توافُد بعض الآباء من الخارج لحضور هذه المناسبة التاريخية المقدسة، وزاروا الدير.
البدء في عمل الميرون(12):
* بدأ قداسة البابا شنوده الثالث الخطوات التمهيدية لعمل الميرون.
وذلك في صباح يوم الأحد 5 إبريل 1981 بصلاة الشكر في دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون.
ثم قام بمراجعة كل مواد الميرون الموجودة على الكشف الطقسي المعروف. وهي 27 مادة -غير خميرة الميرون القديمة- فوجدها كاملة جميعًا، كما وجدها حسب النِّسَب المطلوبة.
والمواد التي يُصْنَع منها الميرون المقدس هي (اضغط على الرابط هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت لعدم التكرار)..
* ثم بدأت عملية دَقّ ونَخْل مواد الميرون الصلبة التي تحتاج إلى دَق. واستُعْمِل لذلك الهاون النحاسي الكبير أحيانًا، والخلاطات الكهربية أحيانًا أخرى. ثم عُبِّئَت المواد المدقوقة المسحوقة -بعد نَخْلها- في زجاجات خاصة عليها بِطاقات تَحْمِل اسمها. واستغرقت هذه العملية حوالي يومين.
* ثم وُزِنَت المقادير اللازِمة للطبخة الأولى:
وذلك بموازين دقيق استُخْدِمَت لهذا الغرض. وكانت المواد كافية لنفس كمية المرة السابقة، بإضافة 10%(19) (198 كيلو زيت زيتون), وتُرِكَت بعض عينات من مواد الميرون الخام في متحف الدير، لأن بعضها غير معروف لكثيرين من أفراد الشعب.
* بعد ذلك خُلِطَت مواد الطبخة الأولى، ونُقِعَت في الماء:
وهي 6 مواد: حماما - دار شيشعان - السليخة - اللافاندر - عرق الطيب - قصب الذريرة. وبقيَت في الماء مع ارتفاع فوقها بِسُمك أصبعين، وذلك لمدة 12 ساعة (من العاشرة مساء الاثنين).
* ثم خُلِطَت هذه المواد بالزيت الطيب (زيت الزيتون) بعد قداس عيد البشارة (29 برمهات) الموافق الثلاثاء 7 إبريل 1981.
1- وبدأت الطبخة الأولى:
وكانت على نار هادئة، طوال النهار، مع تلاوة المزامير، ومع تحريك المواد، حتى تمتَزِج هذه الأطياب تمامًا. وتُرِكَت إلى يوم الأربعاء (30 برمهات) لِتَبْرَد، ثم بعد ذلك تُصَفَّى، ويُحْتَفَظ بالتِّفل لِطبخه في الغاليلاون.
* وتُرِكَ كل ذلك في الكنيسة يحضر القداسات كل يوم.
ثم جرت الاستعدادات للطبخة الثانية، وهي تتكون من:
قسط هندي - صندل مقاصيري - زر ورد عراقي - قرفة - قرنفل.
بِتكرار نفس العملية: وَزْن المواد، نقعها في ماء لمدة 6 ساعات، ثم إضافة الزيت المُصَفَّى من الطبخة الأولى إليها.
2- وتبدأ الطبخة الثانية يوم السبت 11 إبريل 1981:
تُطْبَخ على نار هادئة مع التحريك لمدة 4 ساعات، وتنزل عن النار لِتبرَد، وتُتْرَك إلى اليوم التالي، وتُصَفَّى، ويُحْتَفَظ بالزيت المُصَفَّى للطبخة الثالثة، كما يُحْتَفَظ بالتِّفل..
3- الطبخة الثالثة يوم الأحد 12 إبريل 1981:
وتتكوَّن من 7 مواد: السليخة - جوزة الطيب - الزرنباد - القرنفل - السنبل - البسباسة - حصا اللبان.
وتجري معها نفس العمليات السابقة.
4- الطبخة الرابعة يوم الاثنين 13 إبريل 1981:
وهي على دُفعتين: الأولى من عود قاقلي - دارسين - زعفران - أسطرك. وبعد طَبْخها وتصفيتها يُعاد طَبْخها مرة أخرى بعد إضافة الصبر - المر - اللادِن واللامي (اللبان).
* بعد ذلك إضافة الدرور (العطور) يوم الثلاثاء 14 إبريل 1981:
وتتكون من المواد الآتية: الزعفران - السليخة - عود قاقلي - دارسين - قرنفل - اللاڨاندر - البسباسة - جوزة الطيب - قرفة - عنبر خام - حبهان - حماما (تين الفيل) - المِسْك السائل.
توضَع في زيت الميرون السابق طبخه وتُخْلَط به، وتُتْرَك لتبرد، وتُحَرَّك لمدة سبعة أيام.
* وفي يوم الأربعاء 15 إبريل يُصْنَع الغاليلاون:
وذلك بِغَلي أتفال الأطياب السابق طبخها في الميرون، في زيت زيتون، وتُتْرَك لتبرد.
الميرون المقدس: صُنعه بطريقة مِثالية، وأحدث لأول مرة(13)..
لأول مرة تُسْتَخْدَم الأجهِزة الحديثة مثل الخلاطات الكهربية -إلى جوار أهوان النحاس- لكي يكون الميرون المقدس في أدق وَضْع له من جِهة سَحْق مواده وتنعيمها على مستوى عِلمي دقيق، مع استخدام موازين دقيقة جدًا لِضَبْط النِسَب..
ولأول مرة تُسْتَخْدَم في صنعه مواقِد حديثة، يمكن التحكم في نارها بالإطفاء الفوري، أو تقليل الحرارة أو إزادتها. وذلك خِلاف مواقِد الحطب التي لم يكن هناك تَحَكُّم في نارها، فكان زيت الميرون عُرضة لأن يفور وينسكِب (كما حدث في إحدى المرات).
ولأول مرة تأخذ عملية صُنع الميرون حوالي عشرة أيام كاملة من العمل المتواصل. وكانت كل طبخة من طبخات الميرون تأخذ الوقت اللازِم لها بلا نقص.
ولأول مرة يُسَجَّل عمل الميرون بالأجهزة الحديثة مثل الفيديو والسينما والشرائح. ويُعْرَض على الجمهور على شاشات لدوائِر تليفزيونية خاصة داخل الدير، ليتمكن أكبر عدد من الشعب من رؤيتها.
ولأول مرة يُعَرَض على الحاضِرين شرح موجَز لكل عملية من عمليات الميرون، حتى يفهم الجميع ما يحدث أمامهم.
ولأول مرة يشترك في طبخ الميرون مع قداسة البابا تسعة وأربعون أسقفًا.
ولأول مرة يشترك مئات من الآباء الرهبان والكهنة في حفل صُنع الميرون.
ولأول مرة تأتي عشرات الآلاف من الناس من شتى الإيبارشيات لحضور صُنع الميرون ونوال بركته المقدسة، في رحلات مُتتابعة كل يوم، على الرغم من صُنع الميرون في البرية وليس في العاصِمة.
ربما ذلك، لأنها أول مرة يُقام فيها لِصُنع الميرون إعلام صحفي ضخم يجذب الأنظار إليه.
ولأول مرة يُعْمَل الميرون في دير القديس العظيم الأنبا بيشوي، وإن لم تَكُن أول مرة لِصُنعه في الأديرة، أو لصنعه في برية شيهيت المقدسة بالذات، فقط عُمِلَ فيها مرات من قبل.
ولأول مرة يحضر صُنع الميرون كهنة لنا من أمريكا، وكندا، وإنجلترا، وألمانيا، وفرنسا، وكينيا، ومن أبو ظبي، ودبي، وبعداد، ومن أستراليا أيضًا.
ولأول مرة تُعْرَض مواد الميرون البالغ عددها 28 على الشعب ليتعرَّف عليها، وتُسَجَّل في أجهزة فيديو.
ولأول مرة تُحْفَظ عينات من هذه المواد في متحف الدير لمعرفتها ودراستها، فلا تكون مجرد أسماء في ذاكرة المؤمنين.
كان عمل الميرون عيدًا(14):
قضى قداسة البابا شنوده الثالث الأسبوع الماضي كله في الدير في عمل الميرون المقدس والغاليلاون. وكانت تلك المناسبة عيدًا، استقبل فيها الدير 49 من الآباء المطارنة والأساقفة، وعددًا كبيرًا جدًا من الآباء الكهنة، وعشرات الآلاف من أفراد الشعب. والكل حضر هذه المناسبة بفرح شديد وبإيمان عميق في نوال البركة. واستقبلت مَضايِف أديرة الأنبا بيشوي والبراموس والسريان أعدادًا كبيرة من الضيوف. وشعر الجميع ببركة قد نالوها، وأنهم في أيام تاريخية مُفْرِحة. وكلمة "عيد" مذكورة في طقس عمل الميرون.
خمائر الميرون القديمة(15):
سيضع قداسة البابا خميرة الميرون القديمة على الميرون الذي تَقَدَّس يوم الخميس 16 إبريل 1981، وذلك في قداس خاص يقوم في فجر ثاني يوم عيد القيامة المجيد. وقد قدمت البطريركية القديمة الخميرة المحفوظة عندها للميرون والغاليلاون، وقدَّمت كنيسة العذراء بحارة الروم ما عندها. والمقر البابوي يُرَحِّب بأي خميرة قديمة أخرى للميرون تصل إليه قبل هذا الموعِد..
وضع خميرة الميرون(16):
يصلي قداسة البابا شنوده الثالث صلاة عيد القيامة المجيد، ويستقبل وفود المُهنئين صباحًا في المقر البابوي، ثم يسافر مساء نفس اليوم إلى الدير.
وفي الثانية صباحًا (يوم شم النسيم) يقيم قداسًا إلهيًا، يضع بعده خميرة الميرون المقدس في زيته المُصَلَّى عليه يوم الخميس 16 إبريل 1981.
وكذلك يضع خميرة الغاليلاون في زيته. وتُخْلَط وتُحَرَّك وتُعَبَّأ في أواني خاصة.
الميرون والغاليلاون إلى كنائسنا بالخارج(17):
أرسل قداسة البابا شنوده الثالث بعضًا من الميرون المقدس والغاليلاون مع نيافة الأنبا تادرس إلى كنائسنا في لوس أنجلوس وسان فرانسسكو وسياتل وهيوستن وكلورادو، وأيضًا إلى كنائس وسط القارة في شيكاغو وكليفلاند وديترويت. وقد سافَر نيافة الأنبا تادرس صباح الخميس 30 إبريل 1981.
كما أُرْسِلَ أيضًا من الميرون المقدس والغاليلاون إلى كنائسنا في أوروبا، في ألمانيا والنمسا وإنجلترا وفرنسا، وذلك مع نيافة الأنبا بنيامين، الذي يصل إلى فرانكفورت يوم 6 مايو 1981 بمشيئة الرب.
أما إرسال الميرون إلى كنائسنا في كندا ومنطقة نيويورك ونيوجرسي فسيكون مع نيافة الأنبا رويس حين سفره إلى هناك.
كنائسنا في الخارج كانت أول مَنْ أخذ من الميرون المقدس.
إضافة خميرة الميرون المقدس(18):
احتفل قداسة البابا شنوده الثالث في دير الأنبا بيشوي بالقداس الإلهي صباح ثاني يوم عيد القيامة المجيد (الاثنين 27 إبريل 1981 م.) كما أوضحنا سابقًا هنا موقع الأنبا تكلاهيمانوت. وفي نهاية القداس الإلهي صلَّى الصلوات الخاصة بإضافة الخميرة المقدسة إلى الميرون وإلى الغاليلاون، وأضاف هذه الخميرة وحرَّكها في الزيت.
وقد اشترك في هذا القداس الإلهي أصحاب النيافة الأحبار الأجلاء:
الأنبا صرابامون
الأنبا تيموثاوس
الأنبا ويصا
الأنبا تادرس
الأنبا رويس
الأنبا ياكوبوس
الأنبا متاؤس
الأنبا ميصائيل
الأنبا مرقس
وعدد كبير من الآباء الكهنة والرهبان (منهم القس أرسانيوس سري)، وبعض أفراد من الشعب حضروا من الفجر. وانتهى القداس في السادسة صباحًا.
وقد اشترك في عمل الميرون كذلك الأنبا أبرآم الثاني أسقف الفيوم(24).
_____
(1) مجلة الكرازة، السنة الثانية عشرة، الجمعة 9 يناير 1981 (21 كيهك 1697 ش.)، العدد الثاني - ص 2.
(2) مجلة الكرازة، السنة الثانية عشرة، الجمعة 2 يناير 1981 (14 كيهك 1697 ش.)، العدد الأول - ص 2.
(3) مجلة الكرازة، السنة الثانية عشرة، الجمعة 13 فبراير 1981 (6 أمشير 1697 ش.)، العدد السابع - المقدمة.
(4) مجلة الكرازة، السنة الثانية عشرة، الجمعة 20 فبراير 1981 (13 أمشير 1697ش.)، العدد الثامن - مقال الافتتاحية الثاني.
(5) مجلة الكرازة، السنة الثانية عشرة، الجمعة 20 مارس 1981 (11 برمهات 1697ش.)، العدد الثاني عشر - ص 13.
(6) مجانية بالطبع.
(7) مجلة الكرازة، السنة الثانية عشرة، الجمعة 27 مارس 1981 (18 برمهات 1697ش.)، العدد الثالث عشر - الافتتاحية الثانية.
(8) مجلة الكرازة، السنة الثانية عشرة، الجمعة 3 إبريل 1981 (28 برمهات 1697ش.)، العدد الرابع عشر - الافتتاحية ص. 1.
(9) المرجع السابق، ص. 2.
(10) مجلة الكرازة، السنة الثانية عشرة، الجمعة 10 إبريل 1981 (2 برمودة 1697ش.)، العدد الخامس عشر - الافتتاحية ص. 1.
(11) مجلة الكرازة، السنة الثانية عشرة، الجمعة 17 إبريل 1981 (9 برمودة 1697ش.)، العدد السادس عشر - الافتتاحية ص. 1.
(12) المرجع السابق ص. 4.
(13) مجلة الكرازة، السنة الثانية عشرة، الجمعة 24 إبريل 1981 (16 برمودة 1697ش.)، العدد السابع عشر - الافتتاحية ص. 1.
(14) المرجع السابق، ص. 2.
(15) المرجع السابق، ص. 2.
(16) مجلة الكرازة، السنة الثانية عشرة، 1 مايو 1981 (23 برمودة 1697ش.)، العدد الثامن عشر - الافتتاحية ص. 1.
(17) مجلة الكرازة، السنة الثانية عشرة، 8 مايو 1981 (30 برمودة 1697ش.)، العدد التاسع عشر - الافتتاحية ص. 1.
(18) المرجع السابق، ص. 2.
(19) المرة السابقة وقت البابا كيرلس السادس سنة 1967 كانت 180 كيلو، وهذه المرة بإضافة 10% هي 198 كيلو.
(20) كُتِبَ خطأ في البحث أن عدد مَنْ عملوا الميرون مرتين هم أربعة، ولكن الصحيح هو خمسة.
(21) كُتِبَ خطأ في البحث أن رقم هذا البطريرك هو 92 ولكن الصحيح هو 62.
(22) مجلة الكرازة، السنة الثانية عشرة، الجمعة 2 يناير 1981 (14 كيهك 1697 ش.)، العدد الأول - الغلاف الخلفي.
(23) كَتِبَ خطأ "25" والصحيح هو "30" بعد احتساب المرات المكررة. ربما المقصود هو في عهد 25 بطريركًا.
(24) كتاب إيبارشية الفيوم بين الماضي والحاضر - الأنبا أبرام الثالث أسقف الفيوم، الفصل الرابع: الآباء مطارنة وأساقفة كرسي الفيوم، رقم 43.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/Coptic-History/chrism-oil/1981-april.html
تقصير الرابط:
tak.la/jpwj47v