← ملاحظة: هذا الكتاب عبارة عن ملخص وعرض عام لكتاب الكنيسة المسيحية في عصر الرسل للأنبا يوأنس - اضغط على الرابط التالي لقراءة المقال الأصلي، مع الحواشي والمراجع إن وُجِد: كنيسة أنطاكية.
ويأتي بعد كنيسة أورشليم من جهة الأهمية في تلك الفترة المبكرة من تاريخ المسيحية، كنيسة إنطاكية Antioch... كانت مدينة إنطاكية هي المدينة الثالثة في الإمبراطورية الرومانية بعد روما والإسكندرية بسبب مركزها الجغرافي والسياسي... فقد كانت العاصمة السياسية للإقليم السوري ومركزًا استراتيجيًا هامًا في هذا الجزء من الإمبراطورية... كان سكانها خليطًا من الإغريق النبلاء والأغنياء والسريان وهم عامة الشعب واليهود، كان موقعها بين الشرق والغرب أنسب مكان لنشر الأيمان الزاحف إليها من أورشليم في جهات العالم الأخرى نظرًا لقربها من أورشليم وبذا استطاعت أن تظل على صلة دائمة -وبسهولة- بالكنيسة الأم في أورشليم والحصول على ما تحتاج إليه منها... وفي كلمات أخرى نقول أن إنطاكية كانت هي باب فلسطين المفتوح على العالمين اليوناني والروماني. ومن هنا كانت خير قاعدة لنشر المسيحية فيهما... وكانت هي بدورها تقدم العون للكارزين الذين يخرجون منها.
وتعتبر كنيسة إنطاكية هي الكنيسة الأممية الأولى من جهة تاريخ تأسيسها.. وأول ما عرف المؤمنون باسم مسيحيين كان في إنطاكية وقد تعب في الكرازة بها القديسان برنابا وبولس (أع11: 22 – 26)... ووصل إليها القديس بطرس متأخرًا وبعد مجمع أورشليم (غل2: 11).. وجعلها القديس بولس مركز انطلاقه في رحلاته التبشيرية.. وليس صحيحًا ما يدعيه البابويون والروم والسريان من أن القديس بطرس الرسول هو مؤسس كنيسة إنطاكية وأنه أول أسقف عليها وأنه أسسها بين 36، 37 م. ثم أقام بها سبع سنين، أبحر بعدها إلى رومية. ومهما كانت شهادات الآباء والمؤرخين التي يستندون إليها، فشهادة كتاب الله أولى بالصحة والتصديق. فعقب مقتل اسطفانوس حوالي سنة 37، حدث "اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في أورشليم، فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة ما عدا الرسل" (أع8: 1)... ثم ذهب بطرس مع يوحنا إلى السامرة (أع8: 14).. وفي هذه الأثناء كان بطرس يجتاز في اليهودية وذهب إلي لدة حيث شفي اينياس، ثم ذهب إلى يافا حيث أقام طابيثا، ومكث فيها أيامًا كثيرة (أع9: 32-42).. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وبعد يافا قصد قيصرية بناء على دعوة كرنيليوس (أع10). وبعد هذه الجولة الكرازية، صعد إلى أورشليم حيث خاصمه بعض اليهود المتنصرين بسبب عماد كرنيلوس ومن معه من الأمميين (أع11: 2) وكان ذلك حوالي سنة 40، وفيها تقابل لأول مرة مع بولس في أورشليم (غل1: 18، 19) وبعد قصة كرنيليوس الواردة في ص10، 11 من سفر الأعمال، يتكلم القديس لوقا عن دخول الإيمان إلى إنطاكية على يد الذين تشتتوا بسبب مقتل استفانوس (أع11: 19-21). ولما سمع هذا الخبر عن الأنطاكيين في آذان الكنيسة التي في أورشليم.
"أرسلوا برنابا لكي يجتاز إلى إنطاكية. الذي لما أتي ورأي نعمة الله فرح ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب" (أع11: 22، 23)، وكان ذلك سنة 43... ثم خرج برنابا إلى طرسوس ليطلب بولس ليعمل معه في الخدمة، فخدما معًا بإنطاكية سنة كاملة حتى نمت كلمة الرب وترعرعت (أع11: 25، 26). ويتضح من كل ما تقدم أنه حتى سنة 43 – وهي السنة التي أرسلت كنيسة أورشليم برنابا إلى أنطاكية ليساعد في الكرازة ونشر الإيمان – لم يكن أحد من الرسل قد ذهب إلي إنطاكية... وفي سنة 44 قبض هيردوس أغريباس على بطرس وسجنه، ولكن ملاك الرب فتح أبواب السجن وأطلقه، ومضي إلى موضع آخر (أع12: 3-17). وبعد ذلك لا نقرأ في سفر الأعمال عن بطرس إلا في مجمع أورشليم حوالي سنة 50... على أنه لا يمكن أن يكون قد خرج عن دائرة اليهودية -لا إلى روما ولا إلى غيرها من الأقاليم النائية- لأن بطرس كان لابد له أن يتمم تأسيس وتثبيت كنائسها. ثابت أن بطرس ذهب إلى إنطاكية عقب مجمع أورشليم، أي حوالي سنة 51 (غل2: 11). ولا يمكن أن يكون قد ذهب قبل ذلك التاريخ، فالقضية التي اجتمع من أجلها مجمع الكنيسة في أورشليم، كانت قضية اليهود المعروضة على المجمع من كنيسة إنطاكية (أع 15: 1، 2). ولما تكلم بطرس أمام المجمع أشار إلى إيمان كرنيليوس ومن معه. ولو كان له سابق خدمة في إنطاكية لكان أشار إلى ذلك باعتباره رئيس الكنيسة هناك وأسقفها. وأن كنيستها هي التي تعرض القضية على المجمع.. لكن شيئًا من ذلك لم يحدث (أع15: 7-11).. ولو كان لبطرس أية علاقة بكنيسة إنطاكية لظهر ذلك في قرار المجمع. لكن كنيسة أورشليم (الرسل والكهنة مع كل الكنيسة) أرسلوا برسابا وسيلا مع بولس وبرنابا على إنطاكية (انظر أع15: 22، 23) أذن -من كل ما تقدم- يتضح جليًا إن وصول بطرس إلى إنطاكية كان حوالي سنة 51 م. وما بعد ذلك.. ووجوده هناك وتصرفه إزاء المسيحيين من اليهود والأمم، والموقف الغريب الذي وقفه بعد وصول جماعة من عند يعقوب... كل ذلك يدل على أنه لم يكن لبطرس أي موقف متميز هناك، فكم برئاسة الكنيسة التي يدعيها البعض (غل2: 11-21) وثمة ملاحظة أخيرة نوردها عن هذا الموضوع... فالأب جان كلسون الذي صنف كتابًا كاملًا عن الأسقف في الكنائس الأولي يجعل برنابا المؤسس لكنيسة إنطاكية.
3- كنيسة الإسكندرية |
مذكرات في تاريخ الكنيسة القمص ميخائيل جريس |
أشهر الكنائس الرسولية: 1- كنيسة أورشليم |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/x5jkgvr