"وقال الله لتجتمع المياه تحت السماء في مكان واحد، ولتظهر اليابسة. وكان كذلك. ودعا الله اليابسة أرضًا، ومجتمع المياه دعاه بحارًا" (تك10،9:1).
لقد كانت المياه كما سبق أن علمنا تغطي كل الأرض، مما جعل تسميتها (غمرًا) أي الأرض المغمورة بالمياه.
ولكن كيف تكون الحياة على الأرض مغمورة بالمياه؟! كيف يعيش الحيوان؟ وينمو النبات...؟! كيف تكونت الحياة والأرض التي نراها الآن مع وجود هذه المياه؟
لكي نفهم ما حدث، نحتاج إلى إلقاء الضوء على الأمثلة التالية:
1- ماذا يحدث عندما تفقد الأرض الزراعية جزءًا كبيرًا من مياهها بالتبخير؟ أي ماذا يحدث للأرض الزراعية عندما تفقد جزءًا كبيرًا من حجمها؟ هل تنقص مساحة الفدان لنقصان حجم الأرض؟! بالطبع لا.
إن ما يحدث هو تشقق الأرض الزراعية، ليحل الهواء محل الماء. ولكن تبقى المساحة ثابتة رغم نقصانها.
2- ماذا يحدث لو تركنا بعض ثمار الفاكهة أو الخضراوات معرضة للهواء أو الشمس؟ ماذا لو تم وزن الثمار بعد عدة أيام بالميزان؟ إن ما يحدث هو أننا نجد أن وزنها قد نقص، وبالتالي نلاحظ أن حجمها قد نقص وصغر. ولكن مساحة سطحها لا تتغير. مما يجعل شكلها الخارجي يتغير نسبيًا للمحافظة على مساحة السطح، على الرغم من تغير الحجم وهذا الشكل الجديد، نقول عنه أن الثمار قد ذبلت، أي أصبح سطحها خشنًا متعرجًا.
3- ماذا يحدث لو تركنا لوحًا خشبيًا حديث القطع من شجرة معرضًا لأشعة الشمس لفترة طويلة؟ إن ما يحدث هو أحد أمرين أو كلاهما: إما أن يشتقق اللوح (مثل الأرض الزراعية)، أو ينحني سطحه ويصبح مقعرًا تجاه الشمس.
4- يظهر نفس الحال عندما يتبع شخصًا نظامًا غذائيًا قاسيًا، مما يتسبب في وجود بعض التجاعيد والهالات السوداء حول العين... وما هذه الهالات إلا تجاعيد صغيرة جدًا في الجلد المحيط بالعين... فتحدث التجاعيد بدون أن ينكمش حجم الجلد.
إن ما حدث للأرض إنما هو أنها انكمشت بشدة بالتبريد مع الوقت، مما قلل من حجمها، في حين أن مساحة سطحها لا تتغير. وقد أدى ذلك إلى ظهور التجاعيد ولكن على نطاق واسع. وهذه التجاعيد بالنسبة لأرض، هي مجموعة من الظواهر الطبيعية والجيولوجية. ومن أمثلتها:
1- الفوالق faults: ومثال ذلك ما يمثله البحر الأحمر حاليًا، فهو مجموعة من الفوالق المركبة.
2- الطيات folds: وهي عبارة عن تجاعيد وانحناءات في الطبقات الأرضية...
وقد أدى ظهور هذه الفوالق والطيات إلى ظهور مرتفعات تمثل اليابسة، ومناطق منخفضة اندفعت إليها المياه لتكوين البحار. وقد أدت هذه الطيات وتلك الفوالق ليس فقط إلى ظهور اليابسة إلى أعلى، بل كشفت أيضًا الطبقات الصخرية وما تحويه من معادن وحجارة ثمينة أمام نظر الإنسان. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ليبدأ في عملية استغلالها.
هذا وقد تغيرت المعالم الأولى لهذه الطيات والفوالق، نتيجة لعوامل التعرية والترسيبات المختلفة. وتوضح الرسومات كيف تكونت المرتفعات والمنخفضات سواء بالطيات أو الفوالق.
لقد ظلت معرفة البحار والمحيطات، ومدى ارتباطها ببعضها البعض معرفة قاصرة محدودة، حتى تمكن كريستوفر كولمبوس Christopher Columbus سنة 1492 من الوصول إلى الأمريكتين. وبعدها فرديناند ماجلان Ferdinand Magellan من الإبحار حول الأرض. ومن بعدها الطائرات وسفن الفضاء، لتؤكد صحة الحقيقة المذكورة في الكتاب المقدس: "لتجتمع المياه التي تحت السماء إلى مكان واحد". وهذا ما كتبه موسى النبي الذي لم ير في حياته أكثر من البحر الأحمر والبحر المتوسط، الذين كانا منفصلين في ذلك الوقت (لأن قناة السويس لم تكن موجودة حينئذ).
وحتى البحيرات الداخلية وإن كانت معزولة ظاهريًا، إلا أنها متصلة خفية عن طريق المياه التحت سطحية والجوفية.
حقًا، لم يكن موسي إلا قلمًا يكتب به الله، ولسانًا يتحدث من خلاله الله، وفكرًا يفكر بما أوحى له الله من قبل.
فهرس أيام الخلق الستة * مقدمة:
العصور وعلم الجيولوجيا -
محاولات
التوفيق بين مفهوم اليوم وحقبات التاريخ -
مفهوم
اليوم في الكتاب المقدس |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/z2z4c5x