يكون مكان اللقان في الثلث الأخير من الكنيسة مكان الأرباع الخشوعية ومكان الصلبوت إشارة إلى أن السيد المسيح أعلن نفسه في نهر الأردن أنه المخلص والفادي ورغم أن الخطية في الماء إلا أنه سيحملها على الصليب.
حبقوق النبي: نظر إلى مشهد عماد السيد المسيح فوقع المشهد في قلبه بالرهبة بسبب مجد الله وقدرته حين نزل لخلاص البشرية فكتب يخبرنا بالنبوة عن هذا المنظر والمشهد (الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران, جلالة غطى السموات والأرض امتلأت من تسبيحه وكان لمعانة كالنور له من يده شعاع وهناك استنار قدرته... أبصرتك ففزعت الجبال. سيل المياه طما, أعطت اللجة صوتها عند ارتفاع خيالة, رفعت يديها إلى العلاء, الشمس والقمر وقفا بروجهما لنور سهامك الطائرة للمعان برق مجدك... خرجت لخلاص مسيحك (ويتحدث النبي عن اتضاع المسيح وإخفاء قوته حين ارتفع وانحنى ليعتمد من يوحنا (استنار قدرته) وحين رآه يوحنا آتيًا ليعتمد منة رآه يقف بين صفوف الخطاة وهو بلا خطية اضطرب من اتضاعه (أبصرتك ففزعت الجبال) وحين نزل إلى الماء ظهر مجدة (اللجة أعطت صوتها والشمس والقمر وقفا...) ويتحدث عن دحر الشيطان في الماء (سهامك الطائرة) وحين تأمل النبي في خلاص المسيح (خلاص مسيحك) رأى أنه قد امتد لخلاص البشرية كلها امتدت من ادم (سحقت رأس بيت الشرير معريا الأساس حتى العمق... سلكت البحر بخيلك كوم المياه الكثيرة).
أما إشعياء العظيم في الأنبياء... فقد رأى مجد الرب قد امتلاء به كل مكان في الأرض وحلت البهجة على كل البشرية حين ابتدأ يوحنا يهيئ طريق الرب بمعموديته (صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب قوموا في الفقر سبيلًا لإلهنا, كل وطاء يرتفع وكل جبل وأكمة ينخفض ويصير المعوج مستقيما والعراقيب سهلًا...) (الشعب السالك في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا والجالسون في ارض ظلال الموت أشرق عليهم نور (اش 9:1, 22) وتحدث النبي بلسان البشرية في اشتياق لسرعة مجيء الرب: (ليتك تشق السموات وتنزل (اش 64: 1) وقد ابتهجت نفس النبي حين راى المسيح يكسو البشرية بخلاصة في المعمودية (فرحًا افرح بالرب تبتهج نفسي بإلهي لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص كساني رداء البر) (اش 61: 10).
ويتهلل باروخ النبي... حين يرى مجد الله مشرقًا بنوره الإلهي وخلاصة واتضاعه العجيب (هذا هو إلهنا... ظهر على الأرض واشترك في المشي مع الناس) (بار 3 36 -38 ,4: 1-4) وهذا ما قاله معلمنا بولس (عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد) (أي 3: 16).
وانحنى حزقيال النبي: في دهشة يتطلع على المياه وما تحمله من الأسرار الفائقة الوصف حين نزل إليها رب المجد فقد رأى المياه تفيض... مياه جارية إلى كل العالم وتعالت المياه إلى الكعبين ثم إلى الحقوين ثم فاضت وإذ هي بنهر ليس من يستطيع أن يعبره وسمع صوتًا يقول له: أرأيت يا ابن ادم هذه الأعجوبة وتطلع فرأى شاطئ النهر وأشجار كثيرة من هنا وهنا كحقيقة أن النهر صار لا يعبر لأن المياه طمت جدًا, إنه واحد فقط الذي ليس بغيرة الخلاص هو يسوع الذي عبر النهر.
مز 113: يتكلم عن نهر الأردن الذي اعتمد فيه السيد المسيح وقد اختاره الرب لإتمام الرموز السابقة في العهد القديم بهذا النهر, فعن عبور يشوع ابن نون إلى ارض الموعد كان عن طريقة تطهير نعمان السرياني كان فيه, كما أن اجتياز إيليا فيه قبل صعوده إلى السماء في المركبة النارية (2 مل 2) علامة على أن كل من يعتمد يصعد إلى السماء, ولهذا النهر عينان أحدهما تُسَمَّى (عين نون) ومنها تشرب أراضي الشعوب، والأخرى تُسَمَّى (عين دنان) ومنها يشرب شعب إسرائيل. فعماد المسيح في هذا النهر علامة على قبول الأمم مع شعب الله في الخلاص بالمسيح ولأن نهر الأردن يمر في بحيرة طبرية المالحة لكنة يخرج منها عذبًا دون أن يختلط بمائها... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إشارة إلى أن كل من يعتمد يجب عليه ألا يختلط بخطايا العالم... وداود النبي هنا يرى البحر قد تراجَع أمام عظمة الخالق "مالك أيها البحر إنك هربت وأيها الأردن أنك رجعت إلى الخلف؟" (مز 113: 3-5) فمن يستطيع الوقوف أمام خالق الكون ومبدعه ويعبر بذلك عن إحساس الخليقة بخالقها...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/yb99nvp